الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من شرم الشيخ.. تستغيث الأرض !

ماريان جرجس
ماريان جرجس

من قلب مدينة السلام ، المدينة الخضراء ؛ انطلقت كوب 27 " قمة تنفيذ التعهدات ؛ قمة الخسائر والأضرار ، وبلا أدنى شك يختلف كوب 27 عن غيره في السنوات الماضية ، خاصة في هذا التوقيت الحرج من عمر كوكب الأرض ، حيث تتأزم الصراعات السياسية وتتفاقم أزمة المُناخ.

كما يتمّيز كوب 27 هذا العام بمناقشة الأمن المائي ، وهو أمر غاية في الأهمية  خاصة في إفريقيا التي كانت تٌبنى بها السدود دون مراعاة للتقلبات الهيدرولوجية التي تتميز بها الطقوس المناخية الأفريقية مما قد يتسبب في أبعاد وخسائر بيئة .

يتميّز كوب 27 أيضًا بوجود رؤية ذكية وطنية والتزام من قبل الدولة المستضيفة للقمة بخفض الانبعاثات رغم أن مصر دولة نامية ومن المتوقع زيادة الانبعاثات اثر التنقيب عن الغاز والبترول وزيادة وتيرة التصنيع وتوطين الصناعات ولكن هي تتعهد في البداية بخفض الانبعاثات وليس في نهاية الأمر كما تفعل الآن الدول الصناعية الكبرى بعد تفاقم الأمر وبعد الثورة الصناعية بعقود كثيرة، ولا سيما اهتمام الدولة المصرية بالبعد البيئي في التطوير من حل الأزمات المرورية والتكدس السكاني عندما تناولت ملف العشوائيات وتوفير بيئة أدمية لكل المواطنين ، فالعشوائيات هي خطر يهدد  البيئة من سوء تخطيط وتلوث للهواء ومخلفات كثيرة ، بل ومن المرتقب أن يكون ذلك البُعد البيئي والمناخي حاضر وبقوة في " حياة كريمة" ، فتلك المبادرة الشاملة لكل قرى ومراكز مصر ستكون فرصة للاستفادة من الموارد الطبيعية المصرية واستغلالها في الطاقة المتجددة لتصل مشاركة الطاقة المتجددة كمكون في الطاقة الشاملة 42 % بحلول عام 2035 في مصر ، لذا – بالطبع- أن تستكمل مصر مبادرة حياة كريمة بأجندة أكثر اثراءً حيال البٌعد المناخي والبيئي هو أمر جاذب للاستثمار وموفر لمعالجة التداعيات السلبية الناجمة عن أزمة المٌناخ في المستقبل .

فلو كانت لدى الدول الكبرى الصناعية رؤية مستقبلية حيال أزمة المناخ الحالية عندما بدأت ثورتها الصناعية  لما تكبد الجميع ويلات تلك الأزمة ولما طالب العالم تلك الدول بدفع التعويضات اللازمة اليوم.

لذا نتوقع أن يخرج كوب 27 بتعهدات أكثر إلزاما خاصة في الانبعاثات الكربونية والتحول الأخضر والمعايير الخاصة لبناء السدود لما تسببه من جفاف وشُح في المياه وخلل في النظام البيئي والتنوع البيولوجي وفرض عقوبات علي كل من يخالف التعهدات والمخرجات التي سيؤول إليها كوب 27.

فسيناء المحُتلة تارة إبان حرب أكتوبر، وتارة إبان احتلال الإرهاب، أصبحت اليوم سيناء الحرة التي تستغيث منها الأرض بل وتخرج من قلبها الحلول لأخطر قضية وجودية تهدد البشرية، فمصر ستبقى دومًا نبض البشرية.