لماذا خلق الله السموات والأرض في 6 أيام ؟، لعله من الأمور التي لا يعرفها كثيرون، فإذا كان معلوما لدينا أن الله عز وجل قد خلق السموات والأرض في ستة أيام، فإن السبب في ذلك لا يزال محيرًا لقدرته جل وعلا أن يخلقها في لحظة ولا حاجة له لستة أيام، فإذا أراد شيئًا يقول له كن فيكون، وهذا ما يطرح سؤال لماذا خلق الله السموات والأرض في 6 أيام ؟.
لماذا خلق الله السموات والأرض في 6 أيام
لماذا خلق الله السموات والأرض في 6 أيام ؟، عنه قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى خلقالسماوات والأرض في ستة أيام ليُعلمنا نحن أن الأمور تأتي هكذا بترتيب وبتدبير ؛لأننا سنكون في داخل هذه الأسباب ، وفي داخل هذه الأكوان ، وفي داخل هذه الرسوم، ومن أجل ذلك تخَلَّقوا بأخلاق الله.
لماذا خلق الله السموات والأرض في 6 أيام ؟، أوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الله عز وجل قادر على أن يقول للسماوات والأرض كُن فتكون، لكنه لم يفعل هذا من أجلنا نحن، أما هو في قدرته سبحانه غير المتناهية فإنه سبحانه وتعالى يستطيع أن يقول للسماوات والأرض كُن فتكون فوراً وبلا تردد وبلا تأخير، لكن هذا تدريب لنا وتعليم لنا لأنه سبحانه قد وضعنا في هذه الأسباب والمكونات.
وتابع: فانظر إلى حفاوة ربنا سبحانه وتعالى بنا؛ حيث يخلق لنا هذه السماوات والأرض من أجل أن نعبده وأن نعمرها ،وحيث يخلقنا بيديه ويسوينا وينفخ فينا من روحه ويُسكِنا جنته ويُسْجدُ لنا ملائكته ويعاقب إبليس على عصيانه للسجود ،ويرزقنا من كل الثمرات ثم عندما أذنبنا قَبِلَ توبتنا، وعلمنا: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} ،منوهًا بأنها حفاوة ربانية لهذا المخلوق هذا هو أساس نظر الإسلام للإنسان، فالإنسان هذا مصنوع ومخلوق الله سبحانه وتعالى.
معنى خلق السماوات والأرض في 6 أيام
وأضاف أنه لذا ينبغي علينا أن نجعله سيداً في هذا الكون وليس سيداً للكون، فإن سيد الكون هو الله تعالى، سَخَّر لنا ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه وجعلنا نذكر مع هذا الكون الذاكر، ونسجد مع هذا الكون الساجد، مشيرًا إلى أنه لا يذكر الله ولا يسجد له الآن في كل البشرية إلا المسلمون .. كل هذه المعاني تجعل الإنسان يحترم الإنسانية، ويعلم أن الله سبحانه وتعالى قد قدَّم حفاوة في تقديمها.
ونبه إلى أنه من هنا تنطلق المسألة أن هذا الإنسان سيدٌ في هذا الكون وأن هذا الإنسان: مطالب بالعبادة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، كما أنه مطالب بالعمارة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} ، هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} أي طلب منكم عمارها، وكذلك مطالب بتزكية النفس: {ونَفْسٍ ومَا سَوَّاهَا ¤ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وتَقْوَاهَا ¤ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ¤ وقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.
واستطرد: إذاً فهناك عبادة وعمارة وتزكية .. كل ذلك في إطار صناعة السماوات والأرض في ستةِ أيام، لأن الله جل وعلا يريد أن يكرِّم هذا الإنسان ويجعله خليفته في أرضه .. فهذا معنى خلق السماوات والأرض في ستة أيام.