الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جفاف الأنهار وتوقف الأمطار وتصحر الأراضي|تقرير صادم عن تأثير التغييرات المناخية على العراق

صدى البلد

أفادت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق هبة عدنان، بأن تأثر المناطق الجنوبية في العراق بالتغيرات المناخية، هو أكثر من باقي المحافظات، عازية ذلك الى ارتفاع درجات الحرارة فيها، مثل محافظة البصرة التي عانت من تضرر كبير في أشجار النخيل والحروب التي عاشتها.

وقالت عدنان بحسب شبكة رووداو الإعلامية إن "العراق يحتاج إلى تظافر جهوده في مواجهة التصحر، والتغيرات المناخية وقلة المياه، وإيجاد سبل عيش جديدة لان التغير المناخي أصبح واقعاً لا مفر منه"، مبينة أن "حجم التأثيرات المناخية على البلدان التي تمر أو مرت بالنزاعات المسلحة يكون أكبر من باقي البلدان".
وأشارت إلى تصنيف روتردام للبلدان الخمسة وعشرين الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية ومن ضمنها العراق، والذي يحتوي على 14 دولة مرت بنزاع مسلح، منوهة الى أن "كل المحافظات في العراق تأثرت بالتغيرات المناخية العالمية، بسبب هشاشة الوضع فيها نتيجة هشاشة البنى التحتية بعد سنوات من الحرب والنزاعات المسلحة، والذي أضعف البنى التحتية في جميع المناطق منها قطاع الصناعة وقلة دعم الزراعة من قبل الدولة".
بحسب المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق فإن "المناطق الجنوبية واحتمال تأثرها هو أكثر من باقي المحافظات، بسبب ارتفاع درجات الحرارة فيها، مثل محافظة البصرة التي عانت من تضرر كبير في أشجار النخيل والحروب التي عاشتها"، مردفة انها "عوامل أدت الى تغير المناخ وهجرة الناس في الريف بحثا عن فرص عمل جديدة".
وحثت عدنان، الحكومة العراقية على "توفير طرق عيش جديدة للسكان الذين يهاجرون مناطقهم بحثاً عن فرص عمل جديدة وايجاد حلول للمشاكل بشكل عاجل"، منبهة الى "تأثر الأهوار بالتغير المناخي وقطع المياه وبناء السدود على الأنهر من قبل دول الجوار، وارتفاع الملوحة في الأرض، نتيجة قلة المياه، بالإضافة إلى ما مرت به في تسعينيات القرن الماضي من عملية تجفيفها من قبل النظام السابق. كلها عوامل أدت إلى جفاف مناطق شاسعة من الأهوار ونفوق الحيوانات، ما دفع قاطني هذه الأهوار إلى الهجرة للبحث عن مصدر رزق بديل".
ولفتت الى "قطع المياه عن نهري دجلة والفرات، والذي أدى إلى جفاف مساحات شاسعة وعدم وصول المياه حتى إلى السكان الذين يعتمدون عليها في حياتهم اليومية وري محاصيلهم، خصوصاً في منطقة المشخاب التي تشتهر بزراعة رز العنبر الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، مما أثر على المساحات المزروعة".
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد نشرت تقريراً أول أمس الإثنين  أوضحت فيه أن التصحر يؤثر على 39% من مساحة الأراضي في عموم العراق، وأن ارتفاع درجات الحرارة أصبح أمراً شائعاً إلى جانب تكرار مواسم الجفاف واشتداد حدة العواصف الترابية.
التقرير أشار إلى انخفاض معدل هطول الأمطار خلال السنوات الماضية وجفاف العديد من الأنهار، وهو الأمر الذي حوّل آلاف الدونمات إلى أراضٍ جرداء وقاحلة.
بالنسبة لأفراد المجتمعات المحلية الذين يقيمون في المناطق التي تشتهر بزراعة الرز والقمح، أوضح التقرير أنهم يصارعون الآن من أجل البقاء على قيد الحياة، وبالنسبة إلى قضاء المشخاب التابع لمحافظة النجف كان ولا يزال يشتهر بزراعة محصول الرز، فقد انخفضت مساحة الأراضي المخصصة لزراعته من 230 ألف دونم إلى 5000-6000 دونم فقط.
تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر عد العراق بلداً زراعياً يعتمد بشكل أساسي على الزراعة الديمية، لذا أدى الجفاف الشديد والتصحر وغياب الموارد المائية البديلة إلى انخفاض كبير في زراعة محاصيل عدة.
وبحسب تقرير اللجنة فإن السلطات إلى جانب المواطنين يتوقعون اختفاء زراعة محصول رز العنبر الشهير في حال استمرار هذه الظروف.