الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين وأمريكا أبرزها.. 5 دول مسئولة عن أكثر من 60% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.. وصناعة الحديد والصلب تساهم بنحو 7%

صدى البلد
  • اقتراحات بتقديم المنح والقروض الميسرة إلى البلدان النامية لإزالة الكربون من صناعاتها
  • الكهرباء والنقل والصناعة المساهمون الرئيسيون في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية 
  • تكلفة الحرارة المتولدة من الهيدروجين كوقود تبلغ حوالي 2.25 مرة من زيت البترول

 

 

أكد صناع مدخلات الحديد والصلب أن صناعة الحديد والصلب مسئولة عن حوالي 7% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية (GHG) و11% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وهنا يجب أن نفرق بين إضافة الكربون في صناعة الفولاذ لتوليد الحرارة وللعملية نفسها كخلائط من الفولاذ، إذ إنها أهم النقاط التى يجب أخذها في الاعتبار، حيث سيتم توجيه مناقشتنا بشكل أساسي إلى إضافة الكربون لتوليد الحرارة.

وقال راضى نصر، كبير المسئولين الفنيين لإحدى شركات تصنيع وتوريد مدخلات صناعة المعادن، إنه “على الرغم من حقيقة أن الكهرباء والنقل والصناعة هم المساهمون الرئيسيون في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بنسبة تصل إلى نحو75%، إلا أننا نسعى إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من صناعة الحديد والصلب”.

وأضاف نصر أن الدول الخمس الكبرى المسئولة عن أكثر من 60% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية هي “الصين والولايات المتحدة الأمريكية والهند وروسيا واليابان”، لافتا إلى أن  متوسط نصيب الفرد من الانبعاثات يبلغ 14 طنًا في الولايات المتحدة الأمريكية، و8.4 طن في الصين، بينما في البلدان النامية والاقتصادات الناشئة حوالي 2.2 طن.

وأشار إلى أن صناعة الحديد والصلب حوالي 7% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية (GHG)، و11% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وهنا يجب أن نفرق بين إضافة الكربون في صناعة الفولاذ لتوليد الحرارة وللعملية نفسها كخلائط من الفولاذ، اذ إنها أهم النقاط التى يجب أخذها في الاعتبار، حيث سيتم توجيه مناقشتنا بشكل أساسي إلى إضافة الكربون لتوليد الحرارة.

وذكر راضى نصر، أن الإنتاج العالمي للصلب تضاعف بين عامي 2000 و2021 حوالي 2 مليار طن في عام 2021، وفي ظل السياسة الحالية ونظم التكنولوجيا من المرجح أن يستمر استخدام الطاقة وانبعاثات الغازات الدفيئة في صناعة الصلب في الزيادة بسبب زيادة الطلب على الصلب، لذا يمكن استخدام المقارنة المعيارية لتقييم إمكانات تحسين الطاقة والانبعاثات التي يمكن تحقيقها من خلال تنفيذ تدابير كفاءة الطاقة أو تقليل ثاني أكسيد الكربون، كما يمكن لواضعى السياسات استخدام المعايير لتحديد أولويات خيارات توفير الطاقة وإزالة الكربون ووضع سياسات للحد من انبعاثات الطاقة الغازات الدفيئة

ونوه إلى أن شدة انبعاثات ثانى أكسيد الكربون المرتبطة بمسارات إنتاج فرن الأكسجين فى الفرن العالى، وفرن الأكسجين القاعدى BF-BOF يجب أن تؤخذ فى الاعتبار عند دراسة انبعاثات ثانى أكسيد الكربون.

وتابع كبير المسئولين الفنيين بشركة مصر للقياس والتحكم MMC، أنه من المعروف أن كل 1 كيلووات ساعة يتم استهلاكها في صناعة الصلب ينبعث منها 0.5 كجم من ثاني أكسيد الكربون، وكل زيادة بمقدار 1 درجة مئوية في صناعة الصلب تعادل 0.22 كيلووات ساعة، أي أن كل 5 درجات مئوية أقل في العملية ستؤدي إلى تقليل 0.55 كجم تقريبًا من ثاني أكسيد الكربون. 

واستطرد: “إذا تخيلنا أنه يمكننا خفض درجة حرارة العملية عالميًا بمقدار 5 درجات مئوية فقط، وبناءً على الإنتاج السنوي للفولاذ الذى يبلغ حوالي 2 مليار طن، فسيتم خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليار كيلوجرام، من وجهة النظر هذه، تتحمل شركة MMC من خلال الجهود الداعمة لشركة Heraeus Electronite مسئولية تقديم تقنية قياس درجة الحرارة المستمرة إلى السوق المصرية لتقليل استهلاك الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهى تعمل بنجاح في شركة عز الدخيلة منذ سنوات، واليوم سنقوم بتجربة هذا النظام في شركة المراكبي للصلب”.

وأكد نصر أن أهداف Tomeet لاتفاقية باريس، والتخفيضات المستقبلية في الاستخدام المطلق للطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ستتطلب ابتكارًا يتجاوز التقنيات المستخدمة على نطاق واسع اليوم، فمن المحتمل أن تشمل التطورات الجديدة عمليات وأنواع وقود ومواد مختلفة، بالإضافة إلى تقنيات يمكن تبنيها واستخدامها لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصناعة، وتجدر الإشارة إلى أن أعلى الدول المنتجة للصلب الصين والهند واليابان والولايات المتحدة وروسيا تمثل 74% من إنتاج الصلب العالمي، لذلك هناك حاجة إلى إجراءات جوهرية من قبل هذه البلدان على المدى القريب والمتوسط والطويل من أجل تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050.

ولفت إلى أن تكلفة الحرارة المتولدة من الهيدروجين كوقود تبلغ حوالي 2.25 مرة من حرارة زيت البترول بمعدل 90 دولارا/ للبرميل، إذا علمنا أن إنتاج 1 كجم من الهيدروجين يكلف 4 دولارات / كجم، لذا فلن نصل الى نقطة التوازن أبدًا حتى تكون تكلفة إنتاج الهيدروجين أقل من 1.7 دولار / كجم.

واقترح نصر لخفض الانبعاثات الكربونية؛ أنه يجب على جميع دول العالم أن تتحمل مسئوليتها بجدية تجاه التحكم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتقليلها في جميع المجالات، خاصة أكثر الدول المساهمة في هذا التلوث، وإدخال الطاقة المتجددة إلى صناعة الصلب كوقود الكتلة الحيوية والهيدروجين.

وشدد على ضرورة تركيز الاهتمام على خفض تكلفة إنتاج الهيدروجين كوقود لتلبية هدف صناعة الصلب؛ فتكلفة الهيدروجين الآن كوقود تقارب ضعف تكلفة وقود زيت البترول، لذا يجب تخفيض هذه القيمة إلى أقل من النصف للمنافسة.

من جانبه، قال مدحت نافع، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات السبائك، إن ما يقرب من 75% من الطلب العالمي على الفحم كمصدر للطاقة يأتي من قبل صناعة الصلب، فمعظمها من الأفران العالية التي تنتج ما لا يقل عن 70% من إنتاج الصلب العالمي.

وأشار إلى قيام مصر مؤخرا بإغلاق آخر فرن صهر كبير كان يعمل بالكاد في شركة الحديد والصلب المصرية، وبالتالي قامت بتصفية الشركة التى تعد الوحيدة المتكاملة رأسياً لفحم الكوك في حلوان المنطقة التي كانت في يوم من الأيام وجهة علاجية لعيون المياه الكبريتية.

وأكد أن من بين 2 مليار طن من الصلب تستهلك كل عام من قبل الدول الناشئة والنامية، مساهمة مصر تمثل 8 ملايين طن فقط في سنويا والتى تعد ضئيلة جدا، لذا فإن مصر لديها بصمة كربونية أقل من معظم الدول المنافسة الأخرى.

وأضاف نافع، أن البلدان النامية مثل مصر في مرحلة الانطلاق في مسار تنميتها، فهي ببساطة لا تزال تتطور وبحاجة إلى الطاقة من أجل البقاء والوقود لتغذية هذا التطور، فالفحم والنفط الأحفوري ومشتقاته هم المصدر الرئيسي للطاقة لقطاع التصنيع في هذا العالم، خاصة المستهلكين الثقال للطاقة، فليس من العدل أن نطلب من هذه الدول النامية التي تعرضت لقرون من القمع والنضال من أجل نيل استقلالها والذى يعد حقا أصيلا لها، نفس القدر من الالتزامات التي وعدت بها دول العالم المتقدمة التي قامت باستنزاف موارد الكوكب وأضرت بالمناخ لقرون.

وشدد على أن صدمة واحدة فقط في إمدادات الغاز الطبيعي أجبرت الدول الكبرى على اتخاذ تدابير لتأجيل خططها لانتقال الطاقة "ألمانيا مثال"، فالبلدان النامية ليست بعيدة عن تأثير هذه الصدمات فهي في عين العاصفة بين الفقر وآلام تغير المناخ الأخرى، ومع ذلك فإن مصر على سبيل المثال بها 104 ملايين مستهلك و6% معدل نمو مسئول فقط عن 0.6% من انبعاثات الكربون! وهذا لا يعني أننا لا نهتم "بأمنا الأرض" إنها موطننا الوحيد؛ نحتاج فقط إلى إبراز المسئوليات وأن نكون عادلين في توزيعها.

وأوضح أنه تم التصريح بضرورة جمع 5 إلى7 تريليون دولار أمريكي سنويًا حتى عام 2030 من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذكر الخبراء الاقتصاديون مؤخرًا أن تريليون دولار أمريكي التى وُعِد بها كل عام ستساهم فى تهدئة الاحتباس الحرارى العالمى أو تحييد انبعاثات الكربون، وهو ليس بالأمر الواقعي ويجب مضاعفته ثلاث مرات حتى نستطيع تحقيق 1.5 درجة لتهدئة العالم.

ونوه نافع إلى أن إطلاق مثل هذه الاستثمارات الضخمة ليس بالمهمة السهلة، ويجب على الدول الغنية (الحكومات وكيانات القطاع الخاص) جنبًا إلى جنب مع الكيانات المتعددة الأطراف أن تعمل جميعًا على إزالة الكربون من التقنيات القديمة باستخدام الوسائل المناسبة، ففي22 COP بعض المشاركين كانوا يتفاخرون بالتعهد بتقديم 100 مليار دولار أمريكي لوقف الاحتباس الحراري، وتم اتهام الأسواق المالية بالتكاسل عن تقديم هذه الأموال التي تم التعهد بها! ولكن الآن التحديات أشد وطأة ويجب استدعاء كل الجهود لإنقاذ الكوكب.

واقترح تقديم المنح والقروض الميسرة إلى البلدان النامية لإزالة الكربون من صناعاتها، كما يجب أن يتم الإكثار من شراء منتجات مثل السندات الخضراء الصادرة لهذا الغرض من قبل المستثمرين المسئولين كجزء من الواجب الأخلاقي، ويجب منح إئتمان الكربون مجانًا لمصانع الصلب والسيليكون الحديدية في فترة انتقالية من أجل تحقيق انتقال أكثر استقرارًا وعدالة إلى إنتاج أكثر اخضرارًا، وإعطاء الأولوية للمنتجات منزوعة الكربون وتلك التي تحتوي على رصيد كربون في السوق، كما يمكن إنشاء صندوق خاص لتحول الطاقة في مصر بمشاركة منتجي الكربون الرئيسيين في العالم.