الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمين مجمع البحوث الإسلامية: الأزهر يدرك أهمية فقه التعايش السلمي

مؤتمر بمكتبة الإسكندرية
مؤتمر بمكتبة الإسكندرية

 

أكد الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد؛ الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وقال إن الحضارة الإسلامية حرصت على نشر ثقافة التسامح من خلال عدة أمور؛ هي: الاعتراف بالحرية للآخرين، والدعوة للالتزام بالعدل مع الجميع، والدعوة للمحافظة على الدماء والأموال والأعراض، والالتزام بالتسامح في الدعوة لله عز وجل، والمساواة، والدعوة للسلام العالمي اللامحدود. 

جاء ذلك خلال مؤتمر «التعايش والتسامح وقبول الآخر.. نحو مستقبل أفضل»، الذي ينظمه مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية في الفترة من 22 وحتى 24 نوفمبر 2022، تحت رعاية الأزهر الشريف وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للمؤرخين.

وشدد على أهمية موضوع هذا المؤتمر واعتبره ضرورة حياتية خصوصًا في هذا الوقت الذي تعد البشرية في أمس الحاجة إلى أن تجد من يأخذ بيدها ليعود بها إلى صوابها وفطرتها النقية. 

وقال إن الشريعة الإسلامية جعلت التسامح أساس العلاقة بين المسلم وغير المسلم، ومبدأ أساسي في الحضارة الإنسانية، مع كون الاختلاف سنة كونية وضرورة حياتية. وأضاف أن الحضارة الإنسانية أقرت الاختلاف بين البشر وأقامت العلاقة بينهم على أساس التعارف.

وأكد أن الأزهر أدرك أهمية فقه التعايش السلمي وأثره في بناء الدول والأوطان، حيث عمل على ترسيخ الفهم الوسطي الصحيح لتعاليم الإسلام، والعمل على تعزيزه في الوقت المعاصر، فكان مؤتمر السلام العالمي بحضور البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الذي عقد في القاهرة في إبريل 2017. ولا يزال للأزهر جولات في الداخل والخارج يسعى ويعمل من أجل مد جسور التعاون القائم على التسامح والتعايش الأمثل حتى نؤدي في النهاية إلى بناء مجتمع فاضل، وذلك من خلال المراكز العلمية التي أنشئت وجولات الإمام الأكبر شيخ الأزهر لترسيخ ثقافة التسامح والتقارب في العالم. 

من جانبه، أعرب الأستاذ الدكتور حيدر جاسم؛ الاتحاد الدولي للمؤرخين، عن سعادته للتعاون مع مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية لتنظيم هذا المؤتمر الهام، مؤكدًا أهمية موضوع المؤتمر ورسالته، فالتسامح هو الأساس السليم للمجتمعات المتحضرة القائمة على احترام الإنسان وتقدير المساواة في الحقوق والمساواة بين الرجل والمرأة واحترام الآخر والاعتراف بحرية الفرد في التعبير المحترم. 

وأكد أن كافة الأطراف الرئيسية التي تسهم ببناء ثقافة السلام من حكومات ومنظمات مجتمع مدني ووسائل إعلام ونخب سياسية ومنظمات دينية مطالبون بدور فعال في مجال نشر وتعزيز قيم التسامح وثقافة السلام، وتفهم التنوع الثقافي والديني وتشجيع الحوار والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان. 

وأضاف: "لا بد من التأكيد على أن التسلح بثقافة التسامح ونبذ الحرب والعنف كفيلان بخلق بيئة مناسبة للإبداع والنمو الاقتصادي والتطور في شتى المجالات المادية والمعنوية". 

جدير بالذكر أن المؤتمر يأتي بمشاركة مطرانية مراكز الشرقية والعاشر من رمضان للأقباط الأرثوذكس، والمركز الثقافي الفرنسيسكاني، ومعهد التثقيف اللاهوتي للعلمانيين الرسل - جونية، ومركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط بكلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، وجامعة القادسية جمهورية العراق، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله المملكة المغربية.

يقام المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، ويشارك فيه نخبة من المهتمين بقضايا التسامح والتعايش من المسئولين والقيادات الدينية المسيحية والإسلامية والمثقفين من مصر والعالم العربي. ويعرض المؤتمر أكثر من 130 ورقة بحثية يقدمها مجموعة من الباحثين من 14 دولة مختلفة.