الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نتغير لنغير المستقبل

هبة مصطفى
هبة مصطفى

أمة بلا تراث كشجرة بلا جذور؛ وتراث الأمم له فروع كثيرة إلا أن ما يستوقفني اليوم الأمثال الشعبية بعضها من الفلكلور البيئي والآخر من العمق الديني وهناك من عالم الحيوان وخاصة عند الأفارقة.

واختلف رواد هذه الدراسة ، البعض وصفها بأنها ترمومتر لقياس ثقافة الشعوب وآخر اعتبرها من الثوابت الحضارية للبلد فهي تعتبر عن حقبة لها ظروفها الاقتصادية والاجتماعية وتفكير ثقافتها النوعي أو المرتبط بتلك الظروف لأنهم عاشوا بينَ أكنافِها وتَشرّبوا معانيها ووصل الأمر إلي تطبيق المرادف اللغوي لها في حياتهم الدارجة وقتها ،  بل يمكن أن يكون الكثيرًا منها لا يزالُ حَيًّا بيننا وذا تأثير كبير في العلاقات الحياتية .

و للأمثال الشعبية دور في ترسيخ القيم الاجتماعية والأخلاقية للمجتمع وأيضا إكساب النشء السلوكات الاجتماعية المتعارف عليها في المجتمع ولها  دور مهم في المحافظة على هُوية الأمة؛ فهي تراث إنساني عريق يجسد قيم النفعية فهي تُقرب المراد التعبير عنه للعقل و تُصور المعقول بصورة المحسوس مما يُؤدي إلى ثبوتها في الذهن.

ولاعجب أن هناك في بعض البلدان تم اعتبارها بنكا معلوماتيا تراكميا من عصور سابقة وتعتبر فلترة للفضائل والقيم و تستقبح الرذائل .لما لها من قدرة فائقة في الوصول إلى جميع الفئات والطبقات و الأعمار الكل يتحدث بها ويستند عليها في بعض المواقف.

والسؤال لماذا طرحت هذا الموضوع على بساط المناقشة وقد قتل بحثا من الدارسين  في هذا الموضع ؟! سمعت مثلا من طفل لايتعدى العشر أعوام  وهو (العلم في الراس مش في الكراس ) .

كيف ذلك بالله عليك !؟ وبالعلم والاخلاق تبني الأمم فضلا عن مساهمة الدور الإعلامي من خلال التلفاز والاذاعة والسوشيال ميديا لنشر الأمثلة بصرف النظر عن المحتوي اللغوي لها وكذلك إذا كانت مرحب بها أم لا . ثُمَّ لَم يَكتفوا بِهذا، بَل صاروا يُعلّمونَها للنشء كأنّها مُقَدّسةٌ لا عيبَ فيها وما دَرَوا أنّها جُذورُ التّخلّفِ .

وأؤكّد مَرّةً ثانيةً أنّني أخصَّ أمثالًا دونَ أمثال، وأقصدُ أهمَّها أو ما يُعينُ على مواجهةِ الواقع والتّعامل معه، ويرشدُ المجتمعَ إلى سُبُلِ الرشد والحياة.

عزيزي القارئ تتفق معي في الرأي أن المسؤلية الكبري علي الإعلام   والدور المحوري في تشكيل سلوك الأفراد لتواجه التطورات  التي تحدث داخل المجتمع بإستخدام وسائل الإعلام الحديثة والتى تعمل على إعادة صياغة عناصر التراث الشعبى للأمثال الشعبية و واستحداث أساليب جديدة لبث  قيم إنسانية إيجابية مرتبطة بالهوية الحضارية المصرية لتحقيق التواصل المجتمعى .

عزيزي القارئ لا ينبغي أن تظل في دور المتلقي فقط بل تدرس الكلمة وأن تسمع ما يقال لك جيدًا ، وأن تستخلص المبادئ التي تتفق مع هويتك واصولك التي خصبت بها أرضنا وأن تُطيع هذه المبادئ لحمايتها ولا تجادل بليغاً ولا سفيهاً، فالبليغ علي يقين والسفيه يؤذيك . وتذكر أن الكلمة الغير  اللائقة كالرصاصة، إذا خرجت فات الأوان على إرجاعها.فتغير لنغير مستقبلك ومستقبل وطن بأكمله .