الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انخفاض الإعلانات.. الركود العالمي يضرب المؤسسات الإعلامية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"هناك 50% انخفاضًا في الإيرادات الإعلانية خلال الفترة الأخيرة،"، هذا ما كشف عنه علاء الغطريفي، رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة أونا للإعلام، خلال كلمته بـ منتدى مصر للإعلام، الذي عقد يوم 27 نوفمبر الماضي، بمشاركة أكثر من 1200 من الصحفيين والإعلاميين المصريين والعرب والدوليين.

تأثيرات سلبية لضعف الإعلانات 

وشهدت العديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية في الآونة الأخيرة خفضا كبيرا في الطاقم الإعلامي بها، لأسباب عديدة.

وأرجع بعض المحللين أنه مع تزايد احتمالات الركود وفي ظل ارتفاع فواتير الطاقة وأسعار المواد الغذائية وتكاليف المعيشة الأخرى بشكل كبير في العديد من الأسواق؛ أضحى الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري في قطاع الإعلام قليل، بما يُمثل تحديًا أمام مدى رواج وأهمية الصناعة عند المستهلكين المتضررين من الضغوط الاقتصادية الراهنة، وهو ما من شأنه أن يضر بكافة خدمات الإعلام والترفيه.

ويتوقع بنك الاستثمار (Berenberg) أن يشهد عام 2023 بالكامل، انخفاضًا في الإنفاق الإعلاني، في ظل توقعات بالنمو الاقتصادي السلبي في الأسواق الغربية الرئيسة، كما يتوقع البنك انخفاضا بنسبة: 5% في الإنفاق على وسائل الإعلام العالمية في عام 2023؛ ما يعكس حقيقة أن سوق الإعلانات تميل إلى المبالغة في رد الفعل تجاه الانكماش الاقتصادي.

ويبدو أن آثار هذا التراجع قد بدأت بالفعل، حيث أعلنت شبكة CNN‏ الأمريكية عن تسريح المئات من موظفيها والذين أخطروا بالقرار يوم الخميس ‏في إطار جهود الرئيس التنفيذي كريس ليخت لتحقيق تحول ملموس داخل الشبكة ‏الإخبارية.‏

ويشار إلى أن CNN، يعمل بها ما يقرب من 4400 موظف، ووفقا لمذكرة داخلية، سيؤثر قرار تسريح الموظفين على المئات، لكن على الأرجح لن ‏يزيد عن 400 شخص.‏

وتأتي خطة كريس ليخت لتسريح الموظفين في إطار الجهود لخفض التكاليف عن كاهل ‏الشركة الأم "Warner Bros. Discovery‏".

وسبق وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، في سبتمبر الماضي،  إن هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أعلنت عن خطط لخفض 382 وظيفة في جميع أنحاء خدمتها العالمية.

بي بي سي وسي إن إن الأبرز

وكشفت حينها، أنه وبموجب الخطط الجديدة، سيتم أيضا إغلاق إذاعة "BBC" العربية وإذاعة "BBC" الفارسية.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية، إن "الخطط ستسرع عروضها الرقمية وتزيد من تأثيرها مع الجماهير في جميع أنحاء العالم".

وقالت فيليبا تشايلدز، رئيسة نقابة الإذاعة، عن مقترحات الخدمة العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية: "تشعر النقابة بخيبة أمل لرؤية التغييرات المقترحة على الخدمات التي أعلنتها الخدمة العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية، في حين أننا ندرك أن BBC يجب أن تتكيف لمواجهة تحديات المشهد الإعلامي المتغير، فإن العمال هم الذين يتضررون مرة أخرى من القرارات السياسية التي تتخذها الحكومة بشكل سيئ".

وتابعت قائلة: "بالإضافة إلى التداعيات المحتملة على سمعة BBC على مستوى العالم، ستؤثر هذه المقترحات بشكل مباشر على الأشخاص الموهوبين والمتفانين الذين يعملون بجد لتقديم خدمات إخبارية مهمة للأمة وخارجها".

كما شهدت أسهم واحدة من أكبر المؤسسات الإعلامية الغربية (buzzfeed)، تراجعًا بأكثر من 80%، رغم استحواذها على نحو48.7 مليون دولار من عائدات الإعلانات خلال الربع الأول من العام الجاري أي نحو 53% من إجمالي المبيعات، مما يعني تآكل أرباح مؤسسات إعلامية  في ظل التوترات الجيوسياسية وتداعياتها الاقتصادية التي نالت من العديد من مؤسسات الإعلام الغربية منذ مطلع عام 2022.

وأعلنت أكبر مؤسستين إعلاميتين في أستراليا في عام 2017، عن تخفيضات كبيرة في الصحفيين العاملين بها، وهما، مؤسسة (Fairfax Media) ومؤسسة (News Corporation).

فحسب ما قالته الجارديان في 2017، فإن مؤسسة Fairfax Media، أعلنت أنه سيتم الاستغناء عن ما يصل إلى 125 صحفيًا  لتوفير 30 مليون دولار كخطوة لتخفيض 3 ملايين دولار من ميزانية التحرير.