الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمة الأمريكية الإفريقية.. لماذا منعت واشنطن بعض الدول من المشاركة؟

القمة الأمريكية الإفريقية
القمة الأمريكية الإفريقية

يفصلنا يومان فقط عن انعقاد القمة الأمريكية الإفريقية الثانية، التي تستضيفها العاصمة واشنطن خلال الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر الجاري بحضور أكثر من 40 قائدا وزعيماً إفريقيا، بعد 8 سنوات من انعقاد أول قمة أمريكية أفريقية عام 2014.

بايدن :القمة الأمريكية - الأفريقية المرتقبة تؤكد التزام واشنطن تجاه القارة  السمراء - اليوم السابع
القمة الأمريكية الإفريقية

القمة الأمريكية الإفريقية

وكشف جاد ديفيرمونت، مسؤول الملف الإفريقي في مجلس الأمن القومي الأمريكي، عن اعتزام الرئيس الأمريكي، جو بايدن، دعوة مجموعة العشرين لتمثيل الاتحاد الأفريقي رسميا، خلال القمة الأمريكية الإفريقية، التي تستقبلا واشنطن اعتبارًا من غدًا وحتى 15 من ديسمبر الجاري.

وأضاف مسؤول الأمن الأمريكي، في تصريحات صحفية، الأحد، أن القمة الأمريكية الإفريقية، ستدعم فرص أفريقيا في الحصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي، الذي يؤيده الرئيس جو بايدن مختتمًا بأن العقد الجاري، سيكون حاسمًا وسيعاد خلاله تنظيم العالم.

وتأتي القمة الأمريكية الإفريقية، التي تستمر لثلاثة أيام في واشنطن، في إطار استراتيجية "إفريقيا" الجديدة التي كشفها عنها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في أغسطس الماضي؛ التي تشمل إصلاحًا للتحركات الأمريكية في البلدان الإفريقية، لاسيما، جنوب الصحراء، ويتصاعد النفوذ الصيني والروسي.

تعد القمة الأمريكية الإفريقية، الثانية من نوعها؛ إذ تأتي بعد 8 سنوات من قمة عقدها الرئيس باراك أوباما عام 2014.

وتناقش القمة ضخ استثمارات أمريكية جديدة في القارة السمراء، وبحث الأمن الغذائي الذي تراجع جراء الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى أزمة المناخ وقضايا الديمقراطية والحوكمة، وفقًا لكبير مستشاري مجلس الأمن القومي الأمريكي للقمة القادة الأمريكية الأفريقية دانا بانكس ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية روبرت سكوت.

أهداف القمة الأمريكية الإفريقية

ويهدف التجمع في العاصمة الأمريكية إلى دفع الأولويات المشتركة وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا، كما سيوفر فرصة لتعزيز تركيز إدارة بايدن على التجارة والاستثمار في إفريقيا، وتسليط الضوء على التزام أمريكا بأمن إفريقيا، وتطورها الديمقراطي، وشعبها، وكذلك التأكيد على عمق واتساع التزام الولايات المتحدة تجاه القارة الإفريقية.

ومن المقرر أن تشهد القمة الأمريكية الإفريقية، حضورًا كبيرًا من القادة الأفارقة؛ إذ دعا الرئيس الأمريكي بايدن 49 رئيس دولة أفريقية بينها مصر وتونس وإثيوبيا، مستثنيًا أربع بلدان علق الاتحاد الأفريقي عضويتها، كما دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، وأكد 45 رئيس دولة وحكومة أفريقية حضور القمة، وذلك وفق مرسوم رسمي للبيت الأبيض.

وتحظى القمة الأمريكية الإفريقية، باهتمام الأوساط الديبلوماسية والسياسية الأمريكية، وسعت الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال استراتيجية “أفريقيا” الجديدة، تعزيز التحركات الأمريكية في البلدان الإفريقية، لاسيما، جنوب الصحراء، ويتصاعد النفوذ الصيني والروسي؛ إذ أصبحت الصين، أول دائن عالمي للدول الفقيرة والنامية بالقارة السمراء، إذ تستثمر بمبالغ طائلة في القارة الأفريقية الغنية بالموارد الطبيعية، كما عززت وجودها العسكري في القارة بما يشمل إرسال مرتزقة.

كما تسعى موسكو لإيجاد موطئ قدم لها في أفريقيا عبر توقيع اتفاقيات سياسية وعسكرية مع دول تعصف بها انقلابات عسكرية، وذلك عبر توطيد العلاقات مع العواصم الإفريقية، لاسيما، التي قررت الامتناع عن التصويت لقرار الأمم المتحدة الذي يدين حرب روسيا على أوكرانيا.

وتقول الخبيرة الروسية إيرينا فيلاتوفا، أستاذة الأبحاث في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، أن روسيا تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في افريقيا عن طريق إبراز نفسها كوسيط أمني لمواجهة الإجماع الغربي وتصدير نفسها في صورة المدافع عن أفريقيا في هدف يبدو أن الدول الغربية فشلت في تحقيقه.

وترى الخبيرة الروسية أن موسكو تحاول إحياء الدور السوفيتي في القارة السمراء؛ فخلال خمسينيات القرن الماضي، قدم الاتحاد السوفيتي الدعم لحركات التحرر في أنحاء أفريقيا فيما اقتصرت صادرات الأسلحة الروسية إلى أفريقيا على أسلحة وذخيرة خفيفة ومتوسطة في ذاك الوقت.

استبعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، السودان وثلاث دول أفريقية من قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا المقرر عقدها في الفترة من 13 – 15 ديسمبر 2022.

وطبقاً لدانا بانكس، المساعد الخاص للرئيس، كبير مستشاري مجلس الأمن القومي لقمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا التي تحدثت إلى مجموعة من الصحفيين الأفارقة خلال مؤتمر عبر الهاتف يوم الثلاثاء فإن أجندة القمة تستهدف دفع الأولويات المشتركة وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا، كما سيوفر التجمع فرصة لتعزيز تركيز إدارة بايدن على التجارة والاستثمار في إفريقيا، وتسليط الضوء على إلتزام أمريكا بأمن إفريقيا وتطورها الديمقراطي وكذلك التأكيد على التزام الولايات المتحدة تجاه القارة السمراء.

49 زعيما إفريقيا

وبحسب بانكس فإن بايدن دعا 49 زعيماً أفريقياً، من جميع حكومات شمال إفريقيا وجنوب الصحراء و”استثنى أربع دول، هي السودان، بوركينا فاسو، غينيا ومالي”.

وقالت مسؤولة البيت الأبيض إن بايدن استخدم ثلاثة معايير لدعوة الحكومات الأفريقية إلى القمة، ودعا جميع حكومات جنوب الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا التي لم يعلقها الاتحاد الأفريقي، والدول التي تعترف بها حكومة الولايات المتحدة، والدول التي نتبادل معها السفراء”.

وعلق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان في المنظمة الإفريقية بعد انقلاب نفذه قائد الجيش قبل نحو عام حين استولى على السلطة بالقوة مزيحا تحالف من القوى السياسية كانت تشارك العسكريين الحكم لفترة انتقالية.

وقدمت الولايات المتحدة الدعوة لزيمبابوي لأول مرة إلا أن رئيسها لا يمكنه الحضور بسبب قيود السفر.

القمة "الأمريكية- الأفريقية" الثانية.. واشنطن تستضيف أكثر من 40 زعيما  أفريقيا منتصف ديسمبر.. 5 تحديات تنتظر طاولة القادة.. مكافحة الإرهاب  والتعافي من كورونا أبرزها.. والحفاظ على المناخ والانتقال العادل للطاقة -  اليوم السابع
القمة الأمريكية الإفريقية

الدول الممنوعة من المشاركة

ومن جانبها قالت مولي فيي، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية، إن “القمة الأمريكية الإفريقية المرتقب انعقادها بواشنطن في الفترة الممتدة من 13 إلى 15 دجنبر الجاري ستستضيف 49 حكومة محلية، إلى جانب مفوضية الاتحاد الأوروبي وجمعيات المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص والقادة الشباب”.

وأضافت فيي، في تصريحات صحفية إن القمة ستكون فرصة لتعميق الشراكات الحيوية مع بلدان القارة، وتسليط الضوء على تبعات أزمة الجائحة، ورصد ملامح الشراكات التجارية والطاقية والأمنية والحقوقية المؤطرة لسنة 2023.

وأردفت المتحدثة بأن واشنطن لم تقم بدعوة الحكومات الإفريقية التي عرفت بعض التوترات السياسية في شأنها الداخلي لأنها تشجعها على العودة إلى المسار الديمقراطي قبل إقامة أي شراكات أخرى، موردة: “البلدان التي قمنا بدعوتها تعكس التزام الرئيس جو بايدن إزاءها”.

وذكرت المسؤولة الأمريكية أن “جائحة كورونا مازالت إحدى أولويات الإدارة الأمريكية الساعية إلى تقوية الشراكة طويلة الأمد مع القارة الإفريقية في مجال الصحة”، معتبرة أن “الشراكة الثنائية مكنت من احتواء كل الأزمات الوبائية التي شهدتها القارة في العقود الأخيرة”.

من جانبه، أوضح جود ديفيرمونت، المدير الأول للشؤون الإفريقية بمجلس الأمن القومي الأمريكي، أن “أمريكا لم توجه الدعوة إلى الدول التي ليست في وضع جيد بالاتحاد الإفريقي، وتشمل اللائحة كلا من مالي والسودان وغينيا وبوركينافاسو، إلى جانب الدول التي ليست لديها علاقات دبلوماسية مع واشنطن، مثل إريتريا”.

ويرتقب أن يشارك المغرب كذلك في قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا المنعقدة بواشنطن التي لم توجه الدعوة إلى جبهة “البوليساريو”، بالنظر إلى المواقف الأمريكية المساندة للطرح المغربي في نزاع الصحراء المفتعل، وهو ما سيشكل ضربة جديدة للجزائر الحاضنة لهذا الكيان الانفصالي.

وأوضحت ديفيرمونت أن “الإدارة الأمريكية قلقة من التراجع الديمقراطي في غرب إفريقيا على وجه الخصوص، وذلك بسبب التوترات السياسية المتتالية في غينيا ومالي وبوركينافاسو وغيرها”، مشددا على أن “القمة ستتطرق إلى سبل تعزيز الانتقال الديمقراطي بهذه البلدان”.

وخلص المتحدث عينه إلى أن “الإدارة الأمريكية لجو بايدن تولي أهمية كبرى لقضايا الديمقراطية والأمن بالقارة الإفريقية، ناهيك عن تعزيز حضور الشباب في الشأن السياسي القاري بما يستجيب لتطلعات الشعوب الإفريقية في ظل التحديات الجيو إستراتيجية”.