الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيغير مقر العمل في 2023.. ميتا تكشف 4 توقعات جريئة لعالم الميتافيرس

ميتافيرس
ميتافيرس

خطت شركة “ميتا” خطوات كبيرة في سعيها لتقديم الإصدار التالي للإنترنت، ففي الخريف الماضي، قدمت مالكة فيسبوك سماعة الواقع الافتراضي الأكثر تقدما Meta Quest Pro، والمصممة خصيصًا لتحفيز مستويات جديدة من الإبداع والتعاون في مكان العمل، من خلال عالم الواقع الافتراضي والميتافيرس.

وفي بيان للشركة، قالت “ميتا” إن عام 2022 هو أفضل الأوقات وأكثرها إرباكًا بالنسبة لعالم الميتافيرس، ففي خضم هذه الإثارة، كان هناك قدر لا بأس به من التشكك حول مشروع الشركة الجديد، حيث يتحدث الجميع عن الميتافيرس، ولكن لازال الكثيرون يشعرون بعدم الوضوح بشأن ماهيته بالفعل. 

وأوضحت الشركة قائلة إن التقنيات الجديدة والقوية مثيرة مثل الميتافيرس، لكنها قد تكون مقلقة للبعض، وهناك تيار خفي مفهوم من الارتباك حول التغييرات المستقبلية، الكبيرة والصغيرة على حدٍ سواء، التي سيجلبها حتما إنترنت ثلاثي الأبعاد أكثر شمولا.

ومن أجل الحصول على فهم أفضل للمشاعر المختلطة المحيطة بالميتافيرس، وكيف يمكن أن تفيد مستقبل العمل عن بعد، كلفت ميتا مؤخرا بإجراء دراسة لحوالي 2000 موظف و400 من قادة الأعمال في الشركات حول العالم. 

وجاءت النتائج مبهرة، حيث يعتقد 66 % أن تقنية الواقع الافتراضي ستساعد في استنساخ روح الجماعة التي تكون حاضرة في المكاتب، مما يشير إلى أنه حتى لو لم يفهم البشر بشكل كامل الإمكانات الواعدة للميتافيرس، فإنهم متحمسون للتغييرات التي سيشهدها مقر العمل والتي ستصبح ممكنة بفضل هذه الأدوات الجديدة.

ولوضع هذه البيانات في السياق الصحيح، ولتوفير فكرة عما يمكن توقعه في العام المقبل، قالت “ميتا” إنها لجأت إلى بعض قادة الفكر الأكثر نفوذا في الصناعة وبعض أفضل العقول في فريق Metaworks، وهم الأفراد الذين سيكونون مسؤولين عن توفير الميتافيرس في جهات العمل حول العالم. 

أهم أربعة توقعات لميتافيرس في 2023

أولا: مع استمرار ثلث الموظفين في العمل عن بُعد، ستعيد التكنولوجيا تعريف مفاهيم المجتمع والشمول:
حتى مع استمرار عودة الموظفين إلى مقر العمل، يقدر الخبراء أن حوالي ثلث العاملين سيظلون يعملون عن بعد، وتعتمد العديد من الشركات (بما في ذلك ميتا) نهجًا هجينًا للعمل، مما يسمح للموظفين بالعمل من أي مكان يمكن أن يكونوا فيه أكثر فاعلية.

وهذا يشكل بعض التحديات لقادة الأعمال، حيث قال 19 % فقط من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع، على سبيل المثال، إن مؤتمرات الفيديو تجعلهم يشعرون بحضور أكبر في الاجتماعات، ويعتقد 15 % فقط أنها تؤدي إلى تعاون أكبر مع الزملاء. 

ويقول برين هارينجتون، نائب رئيس ميتا لتجربة الأفراد: "إن الشركات تحتاج إلى التفكير في التجارب الغامرة التي ستدعم الفرق الموزعة وتبني الثقافة والاتصال في بيئة العمل الافتراضي". 

وأضاف هارينجتون: "نحن نصمم الميتافيرس بطريقة تسمح له بالعمل عبر الأسطح ثنائية وثلاثية الأبعاد؛ ليصبح قابلاً للتشغيل المتبادل عبر الأجهزة، من الهاتف المحمول وأجهزة سطح المكتب إلى الواقع الافتراضي؛ ويتوائم مع مجموعة من ظروف المستخدم، مثل العمل في الميدان أو أثناء التنقل".

 ويضيف: “لا يمكن النظر إلى نظم العمل الحديثة باعتبارها شيء مصمم بمقاسٍ واحدٍ يناسب الجميع. لن نتمكن من جني الفوائد الحقيقية للتقنيات الناشئة إلا عندما نصمم أنظمة تخدم وتمنح الأولوية لأنماط عمل مختلفة- والذي سيؤدي بدوره إلى الشمول”.

وعلى ما يبدو، يتفق العديد من المنتمين إلى القوى العاملة مع هذا الرأي: 66 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الميتافيرس سيساعد في الحفاظ على الشعور بروح الجماعة الذي يأتي من التواجد في مقر العمل.

ويقترح جاكوب مورغان، المؤلف والمتحدث والمستقبلي الشهير:" إنه يجب أن يوازن القادة بين عنصرين أساسيين بالنسب الصحيحة، وهما العنصر البشري، للتأكد من أن المنظمة تبقى بشرية وإنسانية، والتكنولوجيا، باستخدام أدوات للتأكد من أن المنظمة يمكن أن تظل فعالة، ومنتجة، ومتصلة".

ثانيا: استجابةً لطلب الموظفين، ستبدأ الشركات في القيام باستثمارات كبيرة في تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز:

وجد البحث الذي أجراته شركة “ميتا” أن 83 في المائة من الموظفين يكونون أسعد عندما يشعرون بأنهم منخرطون في العمل، وأن 80 في المائة يكونون أكثر رضا في بيئة تعاونية.وستنعكس هذه الأنواع من المشاعر قريبًا على خطط الإنفاق في العديد من الشركات. 

ويقول رايان كيرنز، نائب رئيس Metaworks: "من خلال التضمين القوي لنظم العمل الهجين في خطط الشركات، سنشهد للمرة الأولى انتقال ميزانيات الأجهزة المخصصة تقليديا لأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى أجهزة الواقع الافتراضي". 

وأوضح ما يقرب من ثلاثة أرباع قادة الأعمال الذين شملهم الاستطلاع إنهم خصصوا تمويلًا لتقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وفي المتوسط، خصص قادة الأعمال حوالي 15 في المائة من إجمالي ميزانياتهم التقنية للواقع الافتراضي والواقع المعزز، وقال 80 في المائة إنهم يتوقعون زيادة هذا الرقم خلال العامين المقبلين. 

ومن الآن وحتى عام 2028، سيشهد سوق تقنيات الواقع الممتد (XR) معدل نمو سنوي مركب بنسبة 63 في المائة، وفقًا لما ذكره علاء سعيد، مدير برنامج خدمات المحتوى الرقمي في شركة الاستشارات فروست آند سوليفان. 

ويقول سعيد: "بالنسبة لعام 2023، على وجه التحديد، نتوقع أن تنتقل المزيد من الشركات من إثبات المفاهيم إلى النشر الكامل لتقنيات الواقع الممتد لتعزيز كفاءة العمل وإثراء الاتصالات والتعاون".

ويرى كيرنز في ذلك تأكيدًا ذا مغزى لوعد التكنولوجيا: "حتى الآن، في الأيام الأولى للميتافيرس، يمكن أن يكون الشعور بالتواجد الذي تحصل عليه من الواقع الافتراضي أفضل من محادثة الفيديو- وسوف يتحسن ذلك في السنوات القليلة المقبلة". 

وتوفر التكنولوجيا، بالطبع، فرصًا جديدة للتعاون مع جعل العملية نفسها أكثر فعالية، وإثارة، يقول كيرنز "بدءًا من الاجتماعات الديمقراطية التي يشارك فيها الجميع مباشرةً، بدءاً من المتجر وصولاً إلى المركز الرئيسي، أو من خلال تمكين المصممين من التفاعل مع الصور المجسمة الفعلية في شكل ثلاثي الأبعاد بدلاً من ترك التعليقات النصية، فإن فرص الحصول على نقاط اتصال أكثر شمولاً وجاذبية لا حصر لها".

ويضيف: "حتى لو كان ذلك مجرد تقليل الإجهاد الناتج عن الفيديو عبر توفير وضع بديل للتعاون، فسنرى المزيد من الميزات التي تجعل التعاون في الواقع الافتراضي أكثر إنتاجية، وطبيعية، وغمراً عن ذي قبل."

ثالثا: ستتعاون المزيد من الشركات عبر مختلف الصناعات لتقديم التكنولوجيا التي تتيح تجارب غامرة لقوتها العاملة:
الميتافيرس هو الجيل التالي من الطريقة التي نتواصل بها عبر الإنترنت، والتي تم تصميمها لتقديم تجارب ثلاثية الأبعاد عبر جميع الشاشات والأجهزة، وخلق إحساس عميق بالتواجد الاجتماعي.

ويقول آش جافيري، نائب رئيس ميتا لشراكات مختبرات الواقع Reality Labs: "الحقيقة هي أن الشركات لديها قوى عاملة لامركزية بشكل متزايد، والتكنولوجيا الموجودة اليوم لا تخاطب الحاجة إلى ذلك الاتصال البشري الذي يتيح أفضل تعاون وإنتاجية". 

وسيكون الميتافيرس، إذا تم بناؤه بشكل تعاوني، نظامًا بيئيًا مفتوحًا يتيح تجارب عميقة وغنية وغامرة يمكن الوصول إليها وقابلة للتشغيل البيني. تعد شراكة ميتا مع مايكروسوفت و Accenture مثالاً على ذلك - حيث تجمع بين منصة ميتا وأجهزةMeta Quest ، ومجموعة إنتاجية مايكروسوفت، وخبرة Accenture العميقة في تنفيذ البرامج وتسليمها للمؤسسات على نطاق واسع، لتبدأ الشركات في تسخير قوة الواقع الافتراضي من أجل العمل. 

ويضيف جافيري: "في العام المقبل، سنرى المزيد من الشركات تعقد شراكات لتقديم حلول في الواقع الافتراضي من شأنها أن تجعل فرقك تعمل بشكل أفضل من أي تقنية أخرى لديك اليوم. أؤكد لكم أن كل مؤسسة لديها شيء على الأقل إن لم يكن خمسة أو عشرة أشياء يمكن أن تكون أفضل بكثير إذا كانت ثلاثية الأبعاد ".

رابعا: الشركات التي تفشل في التخطيط للميتافيرس الآن سوف تتخلف عن منافسيها:


الشركات التي ليس لديها تقنيات مثل الواقع الافتراضي أو الواقع المختلط (MR) في خططها المستقبلية ستجد نفسها في وضع غير مواتي على المدى الطويل مقارنة بالمتبنين الأوائل. 

ولكن هذه النتائج لا تعتمد على كلامنا فقط: فقد أوضح 64 في المائة من قادة الأعمال الذين شملهم الاستطلاع إنهم يشعرون بالفعل أنهم متأخرون عن منافسيهم في التخطيط للميتافيرس، ويقول 53 في المائة أن هذه التقنيات ستعزز التوازن بين العمل والحياة للموظفين. 

وصرحت كريستين تروديلا، نائبة رئيس ميتا لمبيعات الأعمال B2B لمختبرات الواقع: “ستتنافس الشركات في قدرتها على إنشاء تجارب غامرة لدعم الموظفين وتمكين إمكانات جديدة”.

وفي المراحل المبكرة من الميتافيرس، ستتجه الشركات إلى الواقع الافتراضي والواقع المختلط لتعزيز الجوانب الحيوية من ثقافة وتعلم الشركة -مثل الإعداد والتدريب- مما يجعلها أكثر إتاحة، وقابلية للإدارة، وشمولية على نطاق واسع. 

وتقول تروديلا: "يعد التدريب الغامر مثالًا بسيطًا وفعالًا من حيث التكلفة ويوفر أيضًا تأثيرًا فعالاً وقيمة فورية، وقد يكون مكانًا جيدًا للبدء". 

وتضيف: “من خلال الاعتماد على نقاط الدخول هذه وغيرها، مثل الفعاليات على مستوى الفريق أو التعاون الإبداعي، والتي لا يمكن تنفيذها عبر الفيديو، يمكن أن يكون عام 2023 هو العام الذي تبدأ فيه الشركات في إدراك الإمكانات الحقيقية لاستثماراتها”.

وفي الوقت الحالي، يتوقع 72٪ من قادة الأعمال أن يسمح لهم الميتافيرس بتوظيف المواهب من جميع أنحاء العالم، وتقول تروديلا إن المكاسب الأخرى تشمل زيادة الإنتاجية، واجتماعات الفرق أكثر كفاءة، وشعورًا متزايدًا بالجماعية.