ولنقل وداعًا

ونطوى أوراق عامنا هذا ونتضرع بالدعاء الى الله بعام جديد آمنا سالما من النزاعات والصراعات. هذه الدعوات جاءت من قلب عام أوشك على الانصرام ، شهدنا فيه مالم ينسى ؛ فقد أصبحت فيه معالم بعض الدول فى تغير  وأخرى فى تغيير ، فقد شهد عام ٢٠٢٢ ماجعل المراقبون يتأهبون لقرب اندلاع حرب عالمية ثالثة بدخول القوات الروسية الى أوكرانيا فى شهر فبراير الماضى واستمرارها حتى الان ولأجل غير معلوم ، لم يكن الدخول الروسي  الا إيذانا بتأريخ جديد للقارة العجوز فقد دكت موسكو كييف دكا وحولتها الى مدن اشباح وضمت اربع مدن الى حظيرتها.

 الحرب الروسية الأوكرانية ألقت بظلالها الوخيمة على القارة العجوز والعالم اجمع فقد أربكت موازين الغذاء العالمي لما كانت تمثله أوكرانيا من كونها سلة غلال العالم وخاصة الحبوب ، فارتفعت الاسعار وندرت السلع فى كل أنحاء العالم . ولم يتوقف اثار هذه الحرب الغريبة الأطوار على الغذاء وغلاء أسعاره فقط بل امتد ليشمل سوق المال والبورصة ويعلنها حمراء بلا درجات او وقفات . وليت الأمر توقف عند هذه الدرجة بل هناك شبح التجمد بردا مع ارتفاع أسعار الغاز المصدر من روسيا الى الغرب ردا على موقفهم من موسكو فى نزاعها مع أوكرانيا التاريخي . وإذا تركت القارة العجوز بمشاكلها التى وصفها البعض بالربيع الأوروبي القادم ، فلن تجد عامنا الواشك على الذهاب بلا عودة مر مرور الكرام فقد ترك بصماته على كافة أنحاء العالم والدول فمع انكسار كورونا ظهر المخليوى، وجدرى القرود ، ومن جديد اطلت الكوليرا بوجهها فى بعض أماكن من الدول التى تشهد صراعا فرض عليها فرضا لاهداف وأغراض من طراز الاستعمار الجديد ، عامنا أيضا الذى يجمع بقاياه شهد تصريحات وكلمات وتنديدات وإشادات من رؤساء وزعماء وشخصيات كادت ان تغير مفاهيم وموازين راسخة رسوخ الاهرامات وجبل المقطم . 

ووسط هذه الأحداث شرف هذا العام بحدث رفع رؤس العرب عاليا بتنظيم فطرى رائع لكأس العالم ومشاركة عربية مشرفة لم ينقصها سوى الفريق المصرى الذى عز وصوله الى الدوحة لهزيمته على يد السنغال فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٢. عام ملىء بالأحداث مكتظ بالعبرات متخم بالمتغيرات يجعلنا نقول له وداعا وطامعين فى عام سعيد بكل ماتحمل الكلمة من معانى واهداف على كافة الأصعدة والمناحى .. فيارب عام جديد سعيد