حالة من الحزن والآسى اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي الاسبوع الماضي وتحديداً يوم الاربعاء الماضي بعد الحادث المؤسف الذي تعرضت له الطبيبة الشابة "نورا. س" التي كانت تعمل بمعمل تحاليل.
وفاة طبيبة بسبب الكلاب الضالة
توفيت الطبيبة البالغة من العمر 33 عاماً متأثرة بأزمة قلبية حادة بعد حالة من الذعر اصيبت بها بسبب هروبها من هجوم كلاب ضالة في حدائق الأهرام، وذلك تم الإعلان عنه بعد تلقى مأمور قسم شرطة الهرم إشارة من إدارة شرطة النجدة بوفاة ربة منزل بمنطقة (أ) بهضبة الأهرام دائرة قسم شرطة الهرم.
وتبين بالفحص وسماع رواية شهود عيان من المارة أنه في أثناء عودة الطبيبة "نورا.س." إلى منزلها، تعرضت لهجوم من كلاب ضالة بشارع 18، فحاولت الهرب حتى سقطت مغشيًا عليها وفارقت الحياة متأثرة بإصابتها بأزمة قلبية نتيجة الهلع الذي تسببت فيه مطاردة الكلاب لها.
كما أن صفحات التواصل الاجتماعي المهتمة بأخبار المدينة السكنية تناولت الخبر وقد ساد الحزن مطالبين بتدخل الأجهزة المعنية -الطب البيطري- تجاه زيادة ملحوظة في أعداد الكلاب الضالة.
وقد رصدت كاميرات المراقبة وجود كلب ضال بالقرب من السيدة التي تعمل طبيبةً تحاليل، أثناء عودتها من عملها قرب العاشرة مساء، وهو ما أصابها بالذعر وتسبب في تعرضها لأزمة قلبية أدت إلى وفاتها، و قالت جارة الطبيبة "بنتها عرفت بوفاتها وهي في الامتحان".
قدم الدكتور محمد سيف، الأمين العام للنقابة العامة للأطباء البيطريين، التعازي في الطبيبة نورا، وقال خلال تصريحات تليفزيونية أننا أصبحنا نعاني من عدد متزايد من الكلاب الضالة ، وتصل أعدادهم في مصر إلى 20 مليون كلب ضال غير مستأنس.
وتابع- مسألة التحصين والتعقيم ضد مرض السعار، بعيدة تماماً عن الجزء المادي والذي سيكون صعب توفيره إلى جانب العجز الكبير في الأطباء البيطريين في مصر والذي نعانى منعه منذ فترة كبيرة، مشيراً إلى إننا بحاجة إلى 300 ألف طبيب بيطري على الأقل، و لا يوجد أي ملاجئ لتلك الكلاب الضالة لاستيعابهم.
وأضاف - جمعيات حقوق الحيوان هي الوحيدة القادرة على وجود حلول لأنها تستقبل تبرعات والتمويلات اللازمة لتلك الحيوانات الغير مستأنسة وكل هذا العدد الضخم من الكلاب الضالة، مختتماً أن المواطنين عليهم دور في عدم إلقاء القمامة في الشوارع حتى لا تتجمع عليها الكلاب الضالة.
الكلاب الضالة وتحرك مجلس النواب
وصف النائب أشرف أمين، عضو مجلس النواب، تصريحات الدكتور محمد سيف، الأمين العام للبيطريين، التي أكد فيها أن آخر تقرير إحصائي للكلاب الضالة في مصر قدر عددها بـ20 مليون، وأن هناك إحصائيات قدرت عددها بـ30 مليون كلب ضال، بالكارثة التي تتطلب تدخلًا عاجلًا من الحكومة لمواجهة هذه الأزمة.
تساءل أمين، في طلب إحاطة قدمه، اليوم الأربعاء، إلى رئيس مجلس النواب؛ لتوجيهه إلى وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لعلاج هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من حالات وفاة المواطنين بسبب الكلاب المسعورة؛ ومنها وفاة الطبيبة الشابة مروة محمد القرشي بمعهد القلب، والتي توفاها الله إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر 32 عاماً بسبب تعرضها للخوف والفزع الشديدَين من التفاف الكلاب الضالة حولها.
وأعلن النائب أشرف أمين اتفاقه مع الدكتور محمد سيف الدين بأنه إذا اختصرنا حل المشكلة على تعقيم الكلاب -إصابتهم بالعقم- والتحصين من السعار؛ لن نستطيع حل المشكلة، لأننا نحتاج إلى تكلفة ضخمة ماديًّا، بالإضافة إلى طاقم طبي لا يقل عدد أفراده عن 300 ألف طبيب بيطري متخصص، وهذا العدد من الأطباء البيطريين غير موجود لتوقف التعيين في الجهات الحكومية المختصة منذ عام 1994.
وقال النائب أشرف قاسم إن توقف تعيين الأطباء البيطريين منذ هذا التاريخ يثير علامة استفهام، مطالباً الحكومة بالإسراع في الإعلان عن مسابقة لتعيين الأطباء البيطريين؛ ليس لأهميتهم في حل مشكلات الكلاب الضالة، ولكن لأهميتهم الكبيرة في تطوير وتحديث منظومة الثروة الحيوانية.
من الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن الكلاب الضالة "تعض" حوالي 200000 شخص كل عام، وتتسبب في انتشار داء الكلب حد أكثر الأمراض فتكًا في العالم.
وقالت الدكتورة هبة نصار استشاري باثولوجي إكلينيكي إن ظاهرة الكلاب الضالة تشكل مشكلة حقيقية سواء في التكلفة الباهظة التي تتكلفها الدولة في العلاج، إذ تبلغ تكلفة العلاج الوقائي بعد التعرض للعقر في المتوسط ما يعادل 40 دولاراً أمريكياً، أو الخطورة على صحة الإنسان من الأمراض التي من الممكن أن يتم نقلها له.
وأكدت خلال تصريحات صحفية، أنه من أكثر الأمراض خطورة وانتشارا داء الكلب وهو مرض فيروسي معدي للإنسان ينتقل عن طريق اللعاب والخدش والعض ويسبب الوفاة، وقد سجل أكثر من 95 % من حالات الوفاة في آسيا وإفريقيا معظمهم من الأطفال، وهناك في العالم سنوياً أكثر من 15 مليون شخص يتعرضون لعقر الكلاب.
ماذا عن حقوق الحيوان والكلاب
قالت الدكتورة دينا ذو الفقار، الناشطة في حقوق الحيوان، أن التعقيم هي الوسيلة الأبرز لمواجهة الحيوانات الضالة وبالتحديد كلاب الشوارع، بعيدا عن قتلها بالسموم، مشيرة إلى أن قتل الكلاب الضالة بالسموم يعد مخالفة لمعايير حقوق الحيوانات، ووجهت بضرورة الاستفادة من تجارب الدول الغربية في التعامل مع الحيوانات الضالة.
وإليك بعض النصائح حال تعرض لهجوم من الكلاب الضالة في الشارع
- تجنب الركض فجأة هاربًا منه، لأنه سيهجم بشكل أسرع خاصة أنه أسرع كثيرًا منك.
- التزام الهدوء والتصرف بشكل طبيعي.
- اذا قام الكلب بمهاجمتك، لا تصرخ، لأنه بذلك سيزيد من شدة هجومه عليك، لأنه أيضًا خائف من عواقب صوتك.
- لا تحاول ركل الكلب أو ضربه حيث أنه لن يشعر بالالم وسيعتبر ان ذلك هجوماً عليه فتزداد شدة هجومه عليك.
- و في أسوء الاحوال إذا تعرضت لهجوم، يجب أن تغسل مكان الجرح جيدًا، وطلب المساعدة والمشورة الطبية فوراً