الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوم داء الكلب.. ماذا تعرف عن مرض السعار الأشد فتكا بين البشر؟

اليوم العالمي للسعار
اليوم العالمي للسعار

يتم الاحتفال باليوم العالمي للسعار داء الكلب في 28 سبتمبر من كل عام، والغرض من الاحتفال بهذا اليوم هو نشر الوعي حول هذا المرض المعدي الأكثر فتكا في العالم، وقد انطلق الاحتفال به في العام 2007.

وأكدت منظمة الصحة العالمية في  اليوم العالمي للسعار "داء الكلب" أن  ما يقرب من 99% من حالات الإصابة بداء الكلب لدى البشر ناتج عن عضّات الكلاب، ويُنظر إلى مكافحة داء الكلب على أنها "نموذج" لتحسين مكافحة الأمراض الحيوانية المصدر على نطاق أوسع.

ومع ذلك، فإن الاستثمار في تطعيم الكلاب ورصد داء الكلب ونظم الترصّد لا يزال ضعيفا في معظم البلدان التي ينتشر فيها هذا الداء. 

1
1

ما هو مرض السعار أو داء الكلب؟ 

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن داء الكلب هو مرض يمكن الوقاية منه باللقاحات، ولكن بمجرد ظهور الأعراض السريرية، يصبح داء الكلب قاتلاً بنسبة 100٪ تقريباً.

وتُعد الكلاب المنزلية مسئولة عن انتقال فيروس داء الكلب إلى البشر في نسبة تصل إلى 99٪ من الحالات. ومع ذلك، فإن داء الكلب يصيب الحيوانات المنزلية والحيوانات البرية سواءً بسواء، وينتقل إلى الإنسان والحيوان محمولاً عادة باللعاب عن طريق العضّ أو الخدش.

وينتشر داء الكلب في جميع القارات باستثناء أنتاركتيكا، وتحدث أكثر من 95% من الوفيات البشرية في إقليمي آسيا وأفريقيا.

ويُعد داء الكلب من أمراض المناطق المدارية المهملة التي تصيب المجموعات السكانية الفقيرة والسريعة التأثر المقيمة في المناطق الريفية النائية، في المقام الأول.

ويحدث 80% تقريباً من الحالات البشرية في المناطق الريفية، وتوجد لقاحات بشرية فعّالة وجلوبولينات مناعية مضادة لداء الكلب ولكنها لا تتوافر أو تتاح بسهولة لمن هم في حاجة إليها.

وعلى الصعيد العالمي، نادراً ما يُبلّغ عن الوفيات الناجمة عن داء الكلب وكثيراً ما يقع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و14 سنة ضحايا لهذا المرض.

ويبلغ متوسط تكلفة العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب 40 دولاراً أمريكياً في أفريقيا و49 دولاراً أمريكياً في آسيا، ولذا فأن علاج التعرض لداء الكلب قد يشكّل عبأ مالياً كارثياً على الأسر المتضرّرة التي يبلغ متوسط دخلها اليومي دولار أمريكي أو دولارين للفرد تقريباً.

القضاء على مرض داء الكلب

ويقول الدكتور خالد سليم، النقيب العام للأطباء البيطريين، إن الطبيب البيطري هو المعنى الأول بمقاومة مرض داء الكلب المعروف بـ"السعار" والقضاء عليه، نظرا لأنه أحد الأمراض الفيروسية التى تنتقل من الحيوانات للإنسان، حيث يقف الطبيب البيطرى كحائط صد أمام هذه الأمراض المشتركة والتى تتخطى أعدادها الـ250 مرض.

وأضاف سليم- خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن أهمية الطبيب البيطري ودوره في مواجهة هذا المرض سلط عليه الاحتفال السنوى باليوم العالمي للسعار "داء الكلب"، اليوم 28 سبتمبر 2022، من خلال اختيار شعار "صحة واحدة"، ذلك الشعار الذى يؤكد أن صحة الإنسان مرتبطة بشكل مباشر بصحة الحيوان والوقاية من الأمراض.

وأشار سليم، إلى أن مواجهة والحد من حالات الإصابة بالسعار نتيجة التعرض للعقر من الكلاب الضالة المُصابة بالمرض، أمر يتطلب وجود لجنة تضم الوزارات المعنية مثل: الصحة والزراعة، وبتمثيل من نقابة الأطباء البيطريين، فضلا عن دور الإعلام من خلال إطلاق حملات لزيادة التوعية عن طريق الإعلام، ووزراة التربية والتعليم لتوضيح خطورة المرض وكيفية التعامل معه للطلاب، وتوعية المتعاملين مع الحيوانات الحقلية والأليفة وحيوانات التجارب بخطورة المرض وكيف ينتقل وكيفية العلاج منه، وحتى الدفن الآمن للحيوانات المصابة النافقة.

خطورة مرض السعار بالدول النامية 

وأوضح سليم، أن خطورة مرض السعار، تكمن فى كونه أحد الفيروسات التى قد تؤدى لوفاة الإنسان فى حال عدم إلتزامه بالعلاج فور الإصابة، بخلاف تعدد طرق إنتقال العدوى والتى تتمثل فى العقر من لعاب الحيوان المصاب، أو الإصابة بخدش بسيط من الحيوان المريض، مشيرا إلى أن الكلاب الضالة فى الدول النامية هي أكثر الحيوانات الناقلة للمرض.

وشدد سليم- على ضرورة إجراء حصر دقيق لأعداد الكلاب الضالة فى الشوارع، واعتماد العيادات البيطرية المرخصة والمسجلة رسميا، في عمليات التعقيم الجراحي والاستقصاء للأمراض المشتركة، للمساهمة فى الحد من أعدادهم.

ودعا سليم إلى إنشاء صندوق قومي لمكافحة الأمراض، وإقرار قانون حماية الحيوان والحياة البرية، فضلا عن تشجيع البحث العلمى، ودعم معهد الأمصال واللقاحات البيولوجية بالعباسية، لإنتاج طعوم فموية لمرض السعار، مشددا على ضرورة الاهتمام بمواجهة مرض "داء الكلب" لخطورته على صحة الإنسان والثروة الحيوانية، حيث يمكن أن ينتقل للماشية الحقلية عن طريق العقر من حيوان مصاب أو نزول لعاب حيوان مصاب على جرح أو خدش بحيوان أخر.

ومن ناحية أخرى، احتفل مكتب الأمم المتحدة في القاهرة، باليوم العالمي للسعار بحضور عدد كبير من الجهات المشاركة في مكافحة هذا المرض في مصر.

2
2
3
3

جهود دولية للقضاء على السعار

تم عرض الإطار الاستراتيجي للقضاء على داء الكلب (السعار) الذي يصيب الإنسان في مصر، والذي تم إعداده في ظل جهود مشتركة بين وزارة الصحة والسكان، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ووزارة البيئة، بدعم من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

ويهدف هذا الإطار الاستراتيجي إلى القضاء بشكل تام على داء الكلب في مصر بحلول عام 2030، وهو هدف يتسق مع الاستراتيجية العالمية الموضوعة في عام 2015 من قبل منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الأغذية والزراعة، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب، حيث يتطلب هذا بذل جهود كبيرة من قبل جميع الجهات الفاعلة في الشراكة متعددة القطاعات من أجل تحقيق هذا الهدف، وهو يتألف من سبع ركائز أساسي.

وقد تم تضمين جهود مكافحة داء الكلب في البشر والتعرض للعقر من الحيوانات في البلاد ضمن نظام التقصي الوطني لوزارة الصحة والسكان، فعلى الرغم من النقص الإجمالي في الإبلاغ عن حالة الإصابة بالسعار، فإن متوسط عدد حالات داء الكلب البشري المبلغ عنها إكلينيكيًا يبلغ حوالي 50 حالة سنويًا، معظمها بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-14 عامًا ومعظمها في المناطق الريفية.