"حماس" و"الجهاد" ترفضان استئناف السلطة الفلسطينية لمفاوضات السلام

رفضت حركتا "حماس"، والجهاد الإسلامي بفلسطين استئناف السلطة الفلسطينية المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية، واعتبرت الحركتان أن العودة للمفاوضات هي "خروج عن الإجماع الوطني لا يستفيد منه إلا الاحتلال الإسرائيلي".
وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة "حماس"، إن "حماس ترفض عودة السلطة للمفاوضات مع الاحتلال الصهيوني وتعتبر ذلك خروجاً عن الموقف الوطني".
وأضاف لمراسل الأناضول: "المستفيد الوحيد من المفاوضات هي إسرائيل حيث تستخدمها كغطاء على جرائم الاستيطان والتهويد والدفع بالقضية الفلسطينية إلى هوة سحيقة".
وأعرب عن رفض "حماس" لموقف وزراء الخارجية العرب الذين يضغطون من أجل عودة السلطة للمفاوضات، مؤكداً أن دور الوزراء العرب هو تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وليس دفعه للتنازل.
من جانبه، اعتبر أحمد المدلل، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل "خطيئة كبرى لا يجب على الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس أن يقع فيها".
وقال المدلل لمراسل الأناضول إن "العودة للمفاوضات أمر مرفوض فلسطينياً؛ لأننا قلنا من قبل أن هذه المفاوضات عبثية وقد جربناها على مدار عشرين عاما فلم تجن للشعب الفلسطيني نفعا، وإنما زادت المعاناة على الفلسطينيين، واستمر الاستيطان بشكل لم يسبق له مثيل".
ورأى أن المفاوضات أعطت إسرائيل غطاء لزيادة حصار قطاع غزة وتوسيع الاستيطان بالضفة الغربية، وشرعنة عملية تهويد القدس والمسجد الأقصى.
وطالب القيادي بحركة الجهاد قيادة السلطة الفلسطينية بعدم الخضوع للإملاءات والإغراءات الأمريكية.
وبدأ أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مساء اليوم، اجتماعاً برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للبحث في رؤية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل.
ويتوقع مراقبون للشأن الفلسطيني أن يقبل عباس بمبادرة كيري ويعود لاستئناف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية.
وكان عباس - الذي عاد إلى الأراضي الفلسطينية، اليوم، قادما من العاصمة الأردنية عمان - قد التقى هناك وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وتباحثا في مسألة الدفع في جهود الأخير الرامية لتحريك عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وصرحت مصادر فلسطينية مطلعة، للأناضول في وقت سابق، أن كيري طرح على عباس مقترحات من أجلها العمل على استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، من بينها: وقف الاستيطان لمدة ثلاثة شهور والإفراج عن أسرى، إلى جانب خطة اقتصادية وأمنية.
وترفض القيادة الفلسطينية العودة للمفاوضات بدون وقف تام للاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية والإفراج عن الأسرى القدامى والاعتراف بدولة فلسطينية على الحدود المحتلة عام 1967.
ومنذ توليه مهام منصبه مطلع العام الجاري، قام وزير الخارجية الأمريكي كيري بعدة جولات ولقاءات في الشرق الأوسط بهدف إحياء عملية السلام المتجمدة منذ عام 2010 على خلفية رفض إسرائيل وقف التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.