الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دار الإفتاء:إظهار البر والرحمة والعدل في التعامل مع المخالفين عقائديا من سماحة الإسلام

دار الإفتاء
دار الإفتاء

قالت دار الإفتاء إن  السماحة والتعايش واحترام الآخر أمور تؤسَّس تعامل المسلمين مع غيرهم؛ حيثُ أمر الشرع الشريف بإظهار البر والرحمة والعدل والإحسان في التعامل مع المخالفين في الدين أو العقيدة؛ فقال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، فعاشوا جميعًا في كَنَف الإسلام، يحترم المسلمون اعتقادهم وعاداتهم وأعرافهم.

وأضافت عبر فيسبوك: وبلغ من تسامح النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نهى المسلمين عن سب الأموات من المشركين بعد وفاتهم إكرامًا لأولادهم وجبرًا لخواطرهم؛ كما جاء في قوله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: «يَأْتِيَكُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ مُؤْمِنًا مُهَاجِرًا، فَلَا تَسُبُّوا أَبَاهُ؛ فَإِنَّ سَبَّ الْمَيِّتِ يُؤْذِي الْحَيَّ وَلَا يَبْلُغُ الْمَيِّتَ» رواه الواقدي في "المغازي".

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال حديثه التليفزيوني : "كان هناك أحد المشركين ويدعى مُطعم بن عدي قد لقي أبا بكر جمع حاجته وذاهب إلى الحبشة، فسأله إلى أين يا أبا بكر؟، فقال: مهاجر إلى الحبشة فقد آذيتمونا، فأجابه: ارجع وأنت في جواري، ولما وجد المشركين يلسنون على النبي في مكة وقف أمامهم، ومات مُطعم فلما جاء بدر وانتصر المسلمون وقبض على أسرى المشركين، قال: لو كان مُطعم بن عدي حياً فكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له"، وذلك تكريماً له على كرمه وأخلاقه ووفائه، وظل يذكر مُطعماً في جواره وشهامته ورجولته، ومواقفه، وقد مات على الشرك.

وأشار مفتي الجمهورية السابق إلى أن الموقف يبين لنا أن الحكم على هذا بدخول الجنة وهذا بدخول النار هو أمر بيد الله وحده، وأن لنا في الدنيا الأخلاق كما كان يفعل الحبيب المصطفى، لأن النبي كلما ذكر ابن جِدعان تبسم، وهو مات على الكفر.

وحول تعامله مع غير المسلمين، يقول: كانت المدينة بها من التنوع فهناك اليهود والمشركون والأنصار وغيرهم لم يحدث أن اشتكى مُشرك واحد من النبي أو صحابته، فهو يتعايش ويبيع ويشتري مع المسلمين وفق قاعدة "لكم دينكم ولي دين"، لافتاً إلى  أن سيدنا النبي –صلى الله عليه وسلم- لما خاطب الناس خاطبهم بما هم عليه فقال:"إلى المقوقس عظيم القبط، وهي توازي اليوم معاليك وفخامتك، وإلى النجاشي عظيم الحبشة، إلى كسرى عظيم الفرس"، كما أنه لم يأته رسول من هؤلاء أو من غيرهم إلا أكرمه وأمنه، وأرسل معه شخصا يصل به إلى المأمن حتى لا يتعرض لأي أذى، وشدد على أن سيدنا النبي عامل غير المسلمين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ودينياً بأخلاق عالية جداً.