المجلس العسكري: قساوسة حرضوا على التظاهر واقتحام ماسبيرو

حمل المجلس العسكري بعض القساوسة مسئولية تحريض الأقباط على التظاهر ومحاولة اقتحام مبنى ماسبيرو ، وأكد أن دهس المتظاهرين لم يحدث وليس في عقيدة الجيش هذا الفعل ، وأن أعداء الثورة يحاولون خلق صدام بين الشعب والجيش .
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي يعقد الآن لكشف ملابسات " موقعة ماسبيرو" بحضور اللواء أركان حرب عادل عمارة واللواء محمود حجازي عضوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة .
وأعرب المجلس العسكري عن مشاعر الأسف للأحداث التي وقعت يوم الأحد بماسبيرو ، والتي راح ضحيتها عدد من شباب مصر ، وتقدم المجلس بالتعازي لأسر الضحايا متمنيا للمصابين سرعة الشفاء .
وأوضح اللواء أركان حرب عادل عمارة أن عقد هذا المؤتمر الصحفي جاء بعد أن توافر عدد كاف من المعلومات منذ حدوث الأحداث حتي الآن وانصراف البعض عن المسار الطبيعي .
وقال إنه سيتم تناول الأحداث بكل دقة وشفافية في ضوء ما هو متوافر من معلومات ودون التعرض لما هو معروض علي القضاء .
وأكد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ تولي المسئولية الحالية وحتى انتهاء المسئولية لا يمكنه أن يحيد عن هذه المسئولية مهما كانت الظروف والعقبات .
ومن جانبه ، أكد اللواء محمود حجازي على الثوابت التي تحكم تصرفات المجلس العسكري ، وأولها أن الشعب المصري هو كل إنسان يعيش علي الأرض المصرية أيا كان دينه أو جنسه وله نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات ، مشددا على أن أقباط مصر ليسوا فئة طارئة على المجتمع وهم جزء نسيج هذا المجتمع .
وقال إن عناصر التامين الموجودة أمام ماسبيرو لا تحمل ذخيرة حية، و أن مبنى ماسبيرو من الأهداف الحيوية التي تتولى القوات المسلحة تأمينها وأي محاولة للتعرض له سيواجه بكل حزم وشدة .
واستطرد قائلا إن عدد أفراد الجيش أمام ماسبيرو وقت اندلاع الأحداث كان عددهم 300 فرد مسلحين بمعدات فض الشغب والذخائر الفشنك فقط ، وكانت مهمتهم تأمين ماسبيرو والمتظاهرين أيضا .
وأشار إلى أن الأحداث بدأت في الساعة الرابعة عصر الأحد ، حيث تحرك ما نحو 1600 فرد قبطي من دوران شبرا تجاه ماسبيرو ، وصاحبه تحريضات من بعض رجال الدين المسيحي والشخصيات العامة على خلفية أزمة كنيسة الماريناب بأسوان ، وكان من ضمن هذه التحريضات اقتحام مبنى ماسبيرو ، وفي الساعة السادسة والربع زادت أعداد المتظاهرين ليصل إلى 6 آلاف فرد علاوة على وجود ما يقرب من 3 آلاف فرد بالإسكندرية أمام المنطقة الشمالية العسكرية، كما تظاهر المئات في عدد من المحافظات الأخرى، وكان المتظاهرون أمام ماسبيرو يحملون السيوف وأنابيب البوتاجاز والمولوتوف وغيره وهو ما يدل على أنها لم تكن مظاهرة سلمية .
وأضاف أن المتظاهرين اندفعوا تجاه قوات الجيش وقذفوهم بالحجارة والمولوتوف وإسقاط النيران داخل سيارات القوات المسلحة بشكل شرس وبقسوة شديدة .
وفيما يتعلق بعملية دهس المتظاهرين ، أكد اللواء محمود حجازي أن عملية الدهس ليست في قاموس القوات المسلحة ولا في عقيدتها حتى مع الأعداء ، ولكن قائد المركبة كان يحاول تفادي المتظاهرين، مضيفا أنه تم حرق 8 مركبات تابعة للقوات المسلحة و4 سيارات للمواطنين، مشيرا إلى أن تراب مصر ارتوى بدماء الشهداء، منهم الأقباط.
وأكد أنه حتى الآن لا توجد أيه معلومات تفيد بوجود قناصة في المظاهرات، مضيفا أن القوات المسلحة لا تعلن عن أعداد ضحاياها حتى لا تزيد حالة الاحتقان ومشاعر الغضب ، كاشفا أن هناك جنود استشهدوا بطلقات نارية، موضحا أنه كان هناك من يحاول أن يستدرج القوات المسلحة للصدام مع الشعب .
وقد حرص المجلس العسكري على بث لقطات فيديو أثناء المؤتمر توضح عملية التحريض التي قام بها رجال دين مسيحي وشخصيات عامة للمتظاهرين على اقتحام ماسبيرو واستخدام العنف، وكذلك بث لقطات تكشف عن هجود المتظاهرين على سيارات الجيش باستخدام الحجارة.
وقال حجازي إن جميع المصريين هم مواطنون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات أيا كان اللون والجنس .
وأكد أن شعب مصر قوته في توحده ، ومقصود توحده هو توحد جميع أطياف عناصر المجتمع ، وقال إن مصر لم تكن في يوم من الأيام أحوج لجهود رجالها وتوحدهم أكثر مما فيه الآن .
وأوضح حجازي أن ثورة 25 يناير قدمت نموذجا في مجال الوحدة الوطنية ، حيث صلى المسلمون في حراسة المسيحيين وكذلك المسلمين حرسوا إخوانهم المسيحيين .
وتساءل اللواء محمود حجازي في هذا الصدد ، أين الآن هؤلاء الشباب الذين قدموا نموذجا لمزيج النسيج المكون لشعب مصر .
ووصف ما حدث في ماسبيرو بأنه " تصرفات غير مسئولة تسئ لهذه الصورة " ، مؤكدا أن هناك مؤامرات وأعداء يحاولون إجهاض الثورة ، إما من خلال التشكيك في القيادات التي تقود وهو موضوع لا محل له ، أو من خلال تأجيج الفتنة الطائفية أو إشاعة الفوضى من خلال الانفلات الأمني أو محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب .
وقال إن الثابت الهام هو أن مساحة التوافق بين المسلمين والمسيحيين كبيرة جدا ، ويعلم ذلك كل رموز المسيحيين والمسلمين المعتدلين .
وأشار حجازي إلى أن عناصر القوات المسلحة مهمتها التأمين وليس لها أي أجندات غير مهام التأمين ولابد من أن يكون ذلك محل احترام الجميع ، موضحا أن أفراد القوات المسلحة الشرفاء يؤمنون الحدود والمنشآت الحيوية .
وأضاف أن القوات المسلحة جاهزة للتضحية من أجل الوطن وليس من المعقول أن يقابل ذلك بالتعدي علي أفراد القوات المسلحة ، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تدرك حجم المخاطر ولكنها مصرة علي تحقيق أهدافها ، كما تعهدت بإجراء انتخابات نزيهة وصدور دستور يعكس رغبات الشعب وتأتي برئيس عبر انتخاب حر.
وكان القمص متياس نصر، صاحب الصورة التي التقطت له فوق سيارة وحوله عشرات الأقباط، قد نفى الاتهامات التي وجهتها له بعض وسائل الإعلام بتحريض الأقباط على الخروج في مظاهرات يوم الأحد الماضي أمام ماسبيرو.
وقال القمص متياس كاهن كنيسة مارمرقص بعزبة النخل، في مقابلة خاصة مع موقع "صدى البلد"، إن الجيش" بدأ بإطلاق الرصاص في الهواء ثم الرصاص الحي على المتظاهرين". وأضاف أن " المدرعات شرعت بعد ذلك في دهس المتظاهرين".
وقال متياس: "إنه لم يحرض نهائيا على العنف، بل كان يدعو، كما أكد ، إلى التظاهر السلمي واستكمال المسيرة بشكل منظم دون الخروج على النص لأن مطالب الأقباط مشروعة وتتمثل في محاسبة المعتدين على الكنائس".