كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بـ الأزهر الشريف، خطورة الصد عن سبيل الله، لافتاً إلى أهمية دعاء أتباع إبراهيم عليه السلام بأن لا يجعلهم فتنة للذين كفروا.
فتنة الصد عن سبيل الله
وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: الصد عن سبيل الله من الأخلاق السلبية التي نهى عنها ربنا في كتابه وأكد على ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم في سنته، والمتأمل في الآيات التي ذكرت في القرآن الكريم حول الصد عن سبيل الله يخاف أن يقع فيما يؤدي إلى ذلك الصد".
وتابع: ولذلك يشفق أحدنا على أولئك الشباب الذين يسيرون وراء دعوات الإرجاف والفساد في الأرض وهم لا يدركون أنهم أصبحوا من الصادين عن سبيل الله؛ حيث يستهجن الجميع تصرفاتهم وهم يصورون أيضاً دين الله على غير ما هو عليه، والله يقول في سورة الممتحنة : (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ * رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) [الممتحنة :4 ، 5].
وأوضح علي جمعة أن دعاء أتباع إبراهيم عليه السلام بأن لا يجعلهم فتنة للذين كفروا تعبير واضح عن ذلك الخوف أن يكونوا هم أنفسهم صادين عن سبيل الله بحالهم أو قالهم، ولو أن الشباب أدرك هذا الخوف لكان وقاية له من التهور والانحراف. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه) [أخرجه أحمد ومسلم والنسائي وابن حبان وابن أبي شيبة].
وشدد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر على أن الصد عن سبيل الله هو المضاد للعمل الصالح، فكما أن العمل الصالح ناتج عن الإيمان ودليل عليه ومعيار لزيادته ونقصانه، فالصد عن سبيل الله ناتج أيضا من الكفر الظاهر أو الخفي (النفاق) ودليل عليه ومعيار له.