EN
أثارت مكتبة ليبية الجدل قبل أيام، بإعلانها المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54 بـ كتاب يحمل عنوان «شعرية تاريخ ليبيا.. الليبيون مؤسسو الحضارة المصرية» لتنقسم الآراء حول عنوانه الجدلي، بينما زعمت مدير دار النشر حجبه من المعرض.
جدل كتاب الليبيون مؤسسو الحضارة المصرية
صدر الكتاب عن «مكتبة طرابلس العلمية العالمية» للكاتب والباحث الليبي محمد عبدالله الترهوني، وبحسب ما أعلنته الصفحة الرسمية للمكتبة، بادرت السيدة "فاطمة حقيق" مدير عام المكتبة للتعريف بالكتاب من داخل جناح اتحاد الناشرين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بركن منشورات مكتبة طرابلس العلمية العالمية.
تواصل «صدى البلد» مع السيدة فاطمة حقيق مدير عام المكتبة التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1992، لمعرفة رأيها في انتقادات المثقفين والنقاد.
وقالت في تصريحات خاصة لـ «صدى البلد» أن الكتاب لم يدخل لمعرض القاهرة للكتاب، وتابعت: "تم عرض الكتاب 3 أيام ثم منعت عرضه الهيئة المصرية وطلبوا مني عدم عرضه مجددا، وأرى أن هذا التصرف غير مبرر لأن الكتاب تاريخي وليس سياسي".
كتاب شعرية ليبيا.. الليبيون مؤسسو الحضارة المصرية
وأوضحت: "هذا أول كتاب يتم حجبه لمكتبة طرابلس، وتم سحب النسخة بينما لم أكن موجودة، ولم يتصل بي أحد لمعرفة سبب سحبها".
واستكملت أن التاريخ مُعرض للتحليل والحوار من أي شخص، "أرى انه يتضمن جزء كبير من حرية الرأي، لكن دائما الكتابة والفكر لتتعرض لمثل هذه الأمور، لكن اليوم بحثت عن ناقد لقراءة الكتاب وإدارة مناقشة عنه".
وأضافت: "أنا مالكة دار النشر وأفضل نشر وعرض الكتب الجدلية سواء تخص ليبيا أو للنشر في ليبيا، وفي نظريات ابن خلدون يوضح أن الكون يدور سواء حضارات أو أرض أو حروب".
أول رد من مؤلف الكتاب
تواصل «صدى البلد» مع الباحث محمد عبدالله الترهوني، وقال عن المعلومات المتداولة عن منع كتابه: "ما بلغني هو أن سيدة بصفتها نائب مدير معرض القاهرة للكتاب ،دخلت جناح الناشرين الليبيين وأخذت النسخة المعروضة من كتابي "شعرية تاريخ ليبيا".
وتابع: “وطلبت من الشاب المسؤول في الجناح عدم عرض الكتاب وإلا سيتم غلق جناح الناشرين الليبيين”.
وبسؤاله عن الكتاب بأنه جدليا كما قالت حقيق، أوضح لـ «صدى البلد» أنه ربما تقصد الأستاذة فاطمة حقيق أن موضوع تأسيس الحضارة المصرية نفسه جدليا، فهناك من العلماء من يرى أن المؤسسين الأوائل كانوا من آسيا، ومنهم من يرى أن أنهم من أفريقيا".
واستكمل: "لا أدري لماذا مثل هذا الكلام ينظر إليه على أنه نوع من الفظاعة أو أنه قد يشوه أحد، الأمر عكس ذلك تماما لأنه يجعلنا نشعر بأننا نحتاج إلى مزيد إيضاح علاقتنا بالحقيقة، تاريخ البشرية كما يقول إلسورث هنتنغتون: "التاريخ في أوسع جوانبه ما هو إلا تسجيل لهجرات الإنسان من بيئة إلى أخرى".
مضيفا أن الهجرة وحدها هي المعنى اللانهائي لدور البشرية الملموس في ما قبل التاريخ، وهذا ينطبق على مصر والحضارة المصرية".
مدير معرض الكتاب ينفي منع الكتاب ومشاركة المكتبة
حاول «صدى البلد» الوصول إلى حقيقة مشاركة المكتبة في معرض القاهرة للكتاب أو منع كتاب "الليبيون مؤسسو الحضارة المصرية".
ونفى إسلام بيومي مدير معرض القاهرة للكتاب، عرض أو منع الكتاب، موضحا لـ «صدى البلد»: "الكتاب لم يكن موجودا حتى يتم منعه، وأيضا دار نشر طرابلس لم تشارك في معرض القاهرة للكتاب".
وأكد على أن ليبيا تشارك في معرض القاهرة للكتاب من خلال 5 أجنحة فقط، ليس منها مكتبة طرابلس العلمية العالمية.
عبر البحث في الموقع الرسمي لمعرض القاهرة للكتاب، أوضح مشاركة 849 دار في الدورة 54، ولم يدرج ضمنها اسم "مكتبة طرابلس العلمية العالمية للنشر والتوزيع".
واستكمل بيومي لـ "صدى البلد": "بعد النجاح الكبير للمعرض هناك ادعاءات ومنشورات عن وجود كتب وما شابه ذلك وبعد المتابعة يتضح غير هذا للأسف، ولا نعلم ما الغرض عبر تداولها".
وضمت أجنحة دور النشر الليبية المشاركة في الدورة الـ54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، جامعة طبرق، دار الوليد للنشر، دار الرواد للنشر، دار تويا للنشر، واتحاد الناشرين الليبيين.
كتاب الليبيون مؤسسو الحضارة المصرية
وعن جدل كتاب "الليبيون مؤسسو الحضارة المصرية" قال الباحث الليبي محمد عبدالله الترهوني: "الكتاب يجمع كلام المؤرخين وعلماء الآثار وعلماء المصريات الذين يؤكدون أن من قام بالإنجاز العظيم في بدايات الحضارة المصرية هم الليبيين، هؤلاء العلماء قاموا بالتمييز بين الآراء التي تذهب بتأسيس الحضارة المصرية إلى آسيا والوقاع التي تشهد عليها الجداريات في كل الصحراء الليبية من تاسيلي إلى جبال العوينات".
وأضاف: "الآلهة والمعتقدات والطقوس التي أسست الحضارة المصرية موجودة في الصحراء بشكلها البدائي، في كتاب بعنوان: "جورج شتايندروف وعلم المصريات الألماني في القرن العشرين"، نجد قول جورج مولر: "لم يكن هناك تحنيط قبل وصول التحنو والتمحو "الشقر" إلى مصر، ولذلك فإن التحنيط اختراع ليبي وجورج مولر نفسه يقول في مقال آخر "المصريون وجيرانهم الليبيون": "التحنو هم السلف الأول للسلالة الأولى، وهم من الأيام الأولى في تاريخ مصر".
