الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليست بسبب الزلزال .. ظاهرة انسياخ الأرض تضرب قرى الهند وانتشار تشققات الحوائط فى المنازل

زلزال
زلزال

يبدوا أن كوارث العالم لا تتوقف، بعد أن عاش العالم خلال الأيام الماضية مأساة زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا، ووفاة الآلاف، ضربت ظاهرة انسياخ الأرض عدة مناطق في الهند، حيث أصبحت حديث الإعلام الهندي يتركز على "كارثة جوشيمات"، وذلك بعد أن استمر تصدع البيوت بتلك المنطقة، ولاتزال جهود الحكومة الهندية مستمرة في محاولة إحتواء التداعيات على السكان.

 

ولجأت السلطات الهندية إلى استخدام أجهزة متخصصة لدراسة تطور الظاهرة، وذلك عبر قياس تطور الشقوق داخل المنازل، وذلك لتحديد مدى ضرورة إخلاء المنازل قبل أن تسقط على سكانها، في محاولة لتجنب سقوط ضحايا، وقد تم تدشين خطة إخلاء واسعة تم خلالها توفير مراكز إيواء بديلة .. وتلك قصة انسياخ الأرض بالكامل.

الأزمة ظهرت مع بداية 2023 ..868 منزل حتى الآن

 

يبدوا أن 2023 تحمل الكثير من الكوارث الطبيعية، ففي بدايتها فوجئ سكان إحدى البلدات النائية في سلسلة جبال هيمالايا في الهند - التي تقع بالقرب من الحدود مع الصين - مؤخرا بظهور تصدعات كبيرة في جدران منازلهم، ومست التشققات أكثر من868 منزل في جوشيمات - وهي بلدة يبلغ عددسكانها نحو 20 ألف نسمة - كما تضررت مبانٍأخرى وطرق وحقول، مما دفع بمئات الأشخاص إلى مغادرتها للعيش في مخيمات الإجلاء.

 

السلطات الهندية أعلنت تلك البقعة التي تقع على ارتفاع 6151 قدماً عن سطح البحر عند منحدر تل،حيث يلتقي واديان، "بلدة تسيخ"، ومنطقة معرضة لانهيارات أرضية والغوص في التربة، ويستعد المسؤولون الآن لهدم بعض المباني المتضررة، وبحسب المعلومات فإن من بين المباني التي يوجد بها التشققات هناك 181 مبنى في مناطق غير آمنة.

الانسياخ الأرضي وراء الظاهرة

وعن سبب تلك الحوادث في الهند، يرجع الخبراء الأمر إلى ظاهرة انسياخ الأرض، حيث يحدث عادة هبوط تدريجي للتربة بسبب تحرك المواد تحتها، وقد ينتج إما من عوامل طبيعية كالزلازل وتآكل التربة وانضغاطها، أو من أنشطة يقوم بها الإنسان، كالتعدين أو التنقيب عن النفط والماء، ومعلوم أن ولاية هيماشال براديش الهندية تعاني كوارث طبيعية متكررة كالانهيارات الأرضية والزلازل والفيضانات المفاجئة.

 

البروفيسور ياسبال ساندريال رئيس قسم الجيولوجيا في "جامعة أتش أن بي غاروال" دعا الحكومة إلى استخلاص العبر من الكوارث السابقة، وقال "هذه الولاية في جبال هيمالايا تواجه انعكاسات كبيرة من ظاهرة الاحتباس الحراري وأزمة المناخ، وجبال هيمالايا تعد نظاماً بيئياً هشاً للغاية، حيث تقع معظم أجزاء أوتاراخند في المنطقة الزلزالية الخامسة أو الرابعة المعرضة للهزات، ومن شأن تغير المناخ أن يزيد الوضع سوءاً، مع تضاعف الظواهر المناخية المتطرفة".

 

التشققات مستمرة 

ورغم إعلان السلطات حصر المنازل المتضررة بتلك المنطقة إلا أن التشققات عادت من جديد، وذلك وفق ما ذكرته صحيفة أجتاك الهندية، حيث ذكرت أنه شوهدت تصدعات في 5 منازل جديدة، إلى جانب ذلك، أصبحت أجهزة الكراكومتر المثبتة لمراقبة الشقوق معوجة أيضًا، حيث يقول السكان المحليون إن هذه الشقوق بدأت الآن تبدو وكأنها خنادق، ومن ناحية أخرى، قال نائب رئيس بلدية شامولي إننا نراقب الوضع، فإذا ساء الوضع قليلاً ، فسيتمأيضًا نقل هؤلاء الأشخاص على الفور.

 

وقامت الإدارة بمراقبة هذه المنازل، وطلبت إرسال الأشخاص إلى أماكن أكثر أمانًا، كما وافقت الإدارة على رصد المباني الخمسة التي ظهرت فيها شقوق جديدة، في الوقت نفسه، انخفض تسرب المياه فيحرم المنطقة من 540 LPM إلى 17 LPM، ووفقًاللتقرير الصادر عن هيئة إدارة الكوارث في منطقة شامولي بشأن الانهيار الأرضي في منطقة بلدة جوشيماث، نقلت إدارة المنطقة حاليًا 878 فردًا من243 عائلة إلى أماكن آمنة مختلفة بشكل مؤقت نظرًاللأمن، بينما دفع 117 فردًا من 53 عائلة إيجارًالأقاربهم.

العلامات الحمراء على المنازل

وقد تسببت الظاهرة إلى تدمير معظم المنازل في جوشيماث، فهناك العديد من المنازل التي هي في حالة متداعية، كما انهار منزل اشيش ديمري، منسكان سينغدار، وقال إنه بمجرد دخوله المنزل، تظهر شقوق كبيرة. تظهر التشققات في أجزاء مختلفة من المنزل الآن مثل خندق كثيف، وقال إننا نعيش ولكننا قلقون.

 

وذكر أشيش، أنه حتى الآن لم يتم وضع علامة حمراء على منزلنا ولم يتم نقلنا إلى مكان آخر، ويقول مالك المنزل، أشيش دمري، إن ولديه وزوجته ووالدتهما يسكنان في هذا المنزل، وتراقب الإدارة عداد الكراك لمراقبة المنزل المجاور لمنزلنا، وقد رأينا أن عدادات الكراك هذه تتعوج تدريجياً، فالشقوق تتزايد في المنازل.

الظاهرة تتسع .. شقوق بالمنازل في دوداوجامو وكشمير

 

ويبدوا أن الظاهرة لن تتوقف عند جوشيماث، فقد ظهرت الآن تصدعات في المنازل بمناطق دودا وجامو وكشمير، وقد انتقل الناس إلى منازل الجيران والأقارب، وترددت أنباء عن الانهيارات الأرضية فيدودا بجامو وكشمير، حيث يوجد شقوق في 7 منازل، والناس في حالة ذعر بسبب الشقوق، وتقول إدارة دودا إن الشقوق اتسعت في الأيام الأربعة الماضية، فالإدارة منخرطة في التحقيق، ومع ذلك.

وأكدت مصادر حكومية في جامو وكشمير حدوث التصدعات وكذلك هناك تصدعات في هذه المنازل الواقعة في منطقة ناي باستي في ثاتري في دودا، ووصل الأشخاص الذين يعيشون في هذه المنازل إلى منازل الجيران أو أقاربهم. وزار الموقع فريق الجيولوجيين وكبار المسؤولين بإدارة المنطقة. ومع ذلك، لا يوجد ما يدعو للقلق.

 

الحكومة الهندية تعلن الطوارئ

وقامت السلطات الهندية بإعلان الطوارئ لمواجهة تلك الظاهرة، حيث حددت إدارة المنطقة 661 غرفة كمخيمات إغاثة مؤقتة صالحة للسكن في 91 مكانًاتحت منطقة بلدة جوشيماث، وذلك لاستيعاب 2957 شخصًا، من ناحية أخرى، تم اختيار 491 غرفة في20 مبنى لمعسكرات الإغاثة المؤقتة في بيبالكوتي خارج منطقة بلدية جوشيماث، والتي يمكن استيعاب ما مجموعه 2205 شخصًا، كجزء من أعمال الإغاثة.

 

وتم حتى الآن توزيع مبلغ 497.30 روبية على المتضررين من قبل إدارة المنطقة، وحتى الآن 2177 مجموعة طعام و 2729 بطانية و 1718 لترًا من الحليب و 164 سخانًا ومنفاخًا و 143 مجموعة للاستخدام اليومي و 48 زوجًا من الأحذية و 150 ملابس حرارية و 175 زجاجة ماء ساخن و 700 غطاء و 280 جوارب و 250 شالًا و 287 تم توزيع مواد الإغاثة الكهربائية مثل غلاية و 5366 عبوة من مواد أخرى.

 

وتجري وزارة الصحة باستمرار فحوصات طبية للأشخاص المتضررين ، حيث تم إجراء فحص طبي لأكثر من 1424 شخصًا يعيشون في مخيمات الإغاثة، وتم إجراء اختبارات صحية لـ 122 حيوانًافي المناطق المصابة، وفي ضوء الموجة الباردة، يتم إشعال النيران العادية في 20 مكانًا تحت المنطقة التابعة للبلدية، كما تم ترتيب مدافئ للمتضررين في مخيمات الإغاثة، وفيما يخص الأمن ، تم نشر 93 فردا من فريقين تابعين لقوات الدفاع الذاتى البرية و100 فرد من 12 فريق تابع لقوات الدفاع الذاتى البرية فى جوشيماث.