الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أقصوصة نجاح على هامش الحرب الروسية

ماريان جرجس
ماريان جرجس

على رأس الساعة ، تأتينا نشرة الأخبار ؛ يجتاح التضخم العالم ، الركود الاقتصادي ، اضطرابات بريطانيا وفرنسا ، اتفق المانحون على إعطاء أوكرانيا... المانحون؟ و تقع هذه الكلمة على مسامعي لأتذكر كلمات قالها السيد الرئيس منذ سنوات سابقة ، عندما قال إن الدولة التي ليس لديها مشاريع وأجندة أو أوقعت نفسها في خلافات؛ ستنتظر المانحين يعطوها بل يتحكموا في قرارها ومقدراتها.

بالفعل مر عام على الحرب الروسية الأوكرانية وأخبارها هي التي تملأ صفحات الجرائد ولكن هناك قصص نجاح موجودة على مسرح الأحداث ، منها مواصلة مصر الاندماج القاري في القارة الإفريقية وكأن مصر التي اتُهمت يوما ما منذ عشرات السنين أنها تعوق التنمية في أفريقيا ، هي مفتاح التنمية في إفريقيا اليوم ، ولكن أهم ما يميز ذلك هو قدرة مصر على معرفة سلوك القارة التنموي بشكل جيد وماهر ، فالتنمية لها أكثر من سلوك ، منها رفع الكفاءة ، التطوير ، التوسع ، إدخال أساليب تكنولوجية حديثة ، ولكن مصر هي الدولة الوحيدة التي تدرك  سلوك التنمية في إفريقيا والذي يساوى كلمة واحدة ألا وهى البنية التحتية ، والتي قد تكون مشكلة وتحدٍ أو ميزة ! قد تكون التحدي الأكبر أمام التنمية والاستثمار ، وقد تكون في نفس الوقت ميزة عندما تجذب مشاريع الاستثمار في البنية التحتية والاستثمارات التي تليها.

ولذا بتولي الرئيس رئاسة لجنة النيباد الإفريقية حتى 2025، أوضح أولوية مصر في رئاسة الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي والتي تلخصت في حشد الموارد من أجل استنهاض البنية التحتية مثل النموذج الرائع الذي قامت به مصر في تنزانيا في إقامة سد ستيجلر جورج على نهر روفيجى والذي زاره وزير الري منذ أيام وهو خير نموذج على الاستثمار القاري والتنمية ، كما أكد على أهمية زيادة التجارة البينية القارية ودمج كل التكتلات الاقتصادية الموجودة في القارة الإفريقية وكأنها جزر منعزلة وبالطبع لن يتم ذلك دون ربط ملاحي وبرى والتوكيد على خطة اقتصاد تعافى صحية وإسقاط الديون المتراكمة.

عندما يستفيق العالم من الأزمة الروسية الأوكرانية وتلك الكوارث التي ألمّت بالبشرية منذ عام 2020 وبالاقتصاد العالمي ، ستكون أوراق اللعبة الاقتصادية والسياسية قد تغيرت تماما ، وبالطبع سيكون الاستثمار الرائد هو إعادة الاعمار ما بعد النزاعات والكوارث ، الحد من التهجير القسرى والهجرة الغير نظامية كأولوية سياسية ، مشاريع البني التحتية لن تقتصر على إفريقيا ولكن أوروبا أيضًا ، فلطالما تخيلنا أن الاستثمار هو قناة ذات اتجاه واحد من الغرب إلى إفريقيا والشرق الأوسط ولكن بتغير السياسات لابد أن يصبح الاستثمار قناة ذات اتجاهين وربما تجذب أوروبا الكوادر البشرية والرواد في مجالات البنية التحتية والتحول الصناعي وإعادة الاعمار للاستثمار لديها .

بطبيعة الحال تنجذب الأعين نحو الكوارث أكثر من قصص النجاح ولكن التجربة المصرية على المستوى الاقليمى والقاري تستحق أن تجذب الأنظار حقا.