الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صيام ٢٧ رجب .. ثوابه عظيم | تعرّف عليه

صيام ٢٧ رجب
صيام ٢٧ رجب

واحدة من الأمور التي تشغل ذهن الكثيرين عبر محركات البحث حكم صيام ٢٧ رجب وفضله، حيث تبدأ مع أقل من نصف ساعة ليلة الإسراء والمعراج ويومها والتي توافق صيام ٢٧ رجب بحسب الرأي المشهور لدى العلماء.

وفي التقرير التالي نرصد حكم صيام ٢٧ رجب وفضله وحكم الجمع أو الإفراد خاصة إذا وافق يوم السبت.

صيام ٢٧ رجب 

تحل مع غروب شمس اليوم الجمعة ليلة الإسراء والمعراج، وهي ليلة عظيمة منّ بها المولى تبارك وتعالى على نبيه وأكرمه خلالها بآيات جليلة من شأنها التسرية عنه، وجبر خاطره، خاصة بعد عامٍ فقد فيه زوجه خديجة رضي الله عنها، وعمه أبو طالب.

وفي صيام ٢٧ رجب باعتبارها ليلة الإسراء والمعراج، قالت دار الإفتاء، إنه يهلُّ علينا شهر رجب من كل عام فيتذاكر المسلمون في شتى بقاع الأرض معجزة كبرى من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهي "رحلة الإسراء والمعراج" التي كانت اختصاصًا وتكريمًا وتسليةً من الله جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم وبيانًا لشرفه ومكانته عند ربه، وقد أذن الله جل جلاله لهذه الرحلة أن تكون حتى يُطلع حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم على الآيات الكبرى كما ورد في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].

وتابعت: قد وقعت رحلة الإسراء والمعراج -على المشهور من أقوال العلماء- في شهر رجب، فقد اختلفت الأقوال في تحديد زمن هذه الرحلة، ولكن تعيينه بالسابع والعشرين من شهر رجب: حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا.

قال العلَّامة الزُّرقاني في "شرح المواهب اللدنية" (2/ 71، ط. دار الكتب العلمية) عند قول صاحب "المواهب": (وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من رجب): [وعليه عمل الناس، قال بعضهم: وهو الأقوى؛ فإنَّ المسألة إذا كان فيها خلاف للسلف، ولم يقم دليل على الترجيح، واقترن العمل بأحد القولين أو الأقوال، وتُلُقِّيَ بالقبول: فإنَّ ذلك ممَّا يُغَلِّبُ على الظنِّ كونَه راجحًا؛ ولذا اختاره الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي الإمام أوحد زمانه في الحديث والحفظ، الزاهد العابد] اهـ.   

وقالت الإفتاء من خلال صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: ليلة 27 رجب تبدأ من مغرب الجمعة وتنتهي فجر السبت، ومن أراد صيام يوم 27 رجب فالصيام يوم السبت، ويجوز صيام يوم السبت فقط على أنه يوم 27 رجب، مشددة أن من استطاع صيام الجمعة أو الأحد مع يوم السبت فهو خير له.

فضل صيام ٢٧ رجب 

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء في بيانه فضل صيام التطوع، إن للصوم فضل وثواب كبير عند الله تعالى كما أن للصائم الذي يحافظ على صيامه ويبتغي به وجه الله والدار الآخرة ثواباً جزيلاً وخيرًا عميمًا، وقد وردت الآثار في فضل الصيام.

واستدل بما جاء عن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه وأرضاه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: " قال الله ـ عز وجل ـ: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، إن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم (مرتين) والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه".

وشدد على أن الصائم الذي يمسك نفسه عن الرفث والآثام وعن الشهوات والملذات فلا يتكلم بفاحش القول، ولا يخاصم، ولا يرتكب ما يغضب الله، ولا يرد على الإساءة بمثلها؛ خوفًا من الله ومراقبة له، ويحافظ على السر الذي بينه وبين ربه ـ وهو الصيام ـ وكان في وسعه أن يأكل ويشرب ويقضي شهواته بعيداً عن أعين الناس، ولكنه امتنع عن ذلك خشية من الله، وخوفاً منه، وتنفيذاً لأوامره، وطاعة له، استحق أن يكون جزاؤه مباشرة من الله، وما ذلك إلا لأن جميع الأعمال قد يداخلها شيء من الرياء أو المباهاة إلا الصوم؛ فإنه لا يصاحبه شيء من ذلك لكونه سراً بين العبد وربه، ولذلك أضافه الله تعالى لنفسه في قوله: " إلا الصوم فإنه لي "، وله وحده الجزاء عليه في قوله: " وأنا أجزي به" مما يدل على فضل الصيام وعظيم الجزاء عليه من الله.