الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مثل الهرم الأكبر.. ناسا تكشف نتائج تجربة في الفضاء.. تعرف عليها

كويكب
كويكب

"يقع ديمورفوس على بعد ملايين الأميال ويبلغ حجم هرم الجيزة الأكبر في مصر" .. هكذا أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن تفاصيل نتائج تجربة في الفضاء قامت بها، وأشاد العلماء بها باعتبارها نجاحًا هائلاً، حيث قالوا إن نتائج تلك التجربة سوف يكون لها تأثير كبير في دراسة الفضاء، فما تفاصيل تلك التجربة، وما الهدف منها؟

 

ووفق ما نشرته صحيفة NPR الأمريكية، فإن الوكالة الأمريكية تتابع نتائج التجربة في الفضاء، وذلك عبر تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا، حيث تظهر الصور التي التقطها التلسكوب الحطام المتفجر من سطح ديمورفوس بعد 285 ساعة من اصطدام مركبة الفضاء DART التابعة لناسا بسطح الكويكب، وتلك هي تفاصيل التجربة الفضائية.

وفي أول اختبار على الإطلاق لما إذا كان يمكن دفع كويكب بعيدًا عن مساره، تعمل وكالة ناسا وعلمائها على مراقبة ذلك الكويكب الذي ضربته بمركبة فضائية في سبتمبر الماضي، وذلك بعد أن أرسلت مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوجة (DART) التابعة لوكالة ناسا مركبة فضائية بحجم عربة الجولف اصطدمت بكويكب يسمى ديمورفوس، وقد أشاد العلماء بها باعتبارها نجاحًا هائلاً - وإثباتًا قويًا لإمكانية تغيير مسار الكويكب.

 

ويقول آندي تشينج من مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز: "نعلم أن هذه العملية فعالة جدًا حقًا - إنها أكثر فاعلية مما توقعه كثير من الناس في الأصل، فالتجربة عززت ثقة العلماء في أن هذا النوع من تقنية الانحراف يمكن أن يعمل حقًا لحماية الكوكب إذا تعرضت الأرض للتهديد من قبل صخرة فضائية واردة خطيرة.

 

الكويكب في حجم الهرم الأكبر

ووفقا لما جاء بتقرير الصحيفة الأمريكية، فقد غيّر الاصطدام مسار ديمورفوس عبر الفضاء، واختصر الوقت الذي يستغرقه الدوران حول كويكب آخر أكبر بمقدار 33 دقيقة، فوفقًا لتحليل جديد نُشر في مجلة نيتشر،  كشفت المجلة عن دراسة تفصيلية عن النتائج الأسبوع الماضي، إلى جانب أربعة تقارير علمية إضافية عن تجربة انحراف الكويكب غير المسبوقة.

يقع كوكب "Dimorphos"، على بعد ملايين الأميال ويبلغ حجم هرم الجيزة الأكبر في مصر، وقد ألقى علماء الفلك أول نظرة جيدة على ذلك في اللحظات الأخيرة من المهمة، حيث اقتربت المركبة الفضائية DART أكثر من أي وقت مضى، وأرسلت صورًا لكويكب رمادي على شكل بيضة تتناثر عليه الأنقاض.

 

هكذا كانت لحظة الاصطدام كرصاصة

ويقول أرييل جرايكوفسكي من معهد SETI ، الذي يعمل مع شبكة عالمية من هواة التلسكوب: "بمجرد اصطدام المركبة الفضائية بالسطح، تم طمسها وتوقف تدفق الصور، ولكن التلسكوبات التي تراقب زوج الكويكبات رأت أن الاصطدام تسبب في إطلاق كمية هائلة من الغبار والحطام الصخري ، مما أدى إلى إشراق المشهد.

فيما أوضح تشينج، أن جميع المواد التي تم إخراجها من الكويكب بسبب الاصطدام أعطت الكويكب ركلة إضافية، بنفس الطريقة التي يؤدي بها إطلاق رصاصة من البندقية إلى ارتداد البندقية، وتابع: "هذه هي قوة الارتداد، وهي قوة إضافية تدفع ضد الكويكب، فهذه القوة الإضافية كانت في الواقع أكبر بكثير من الدفع الذي أحدثته المركبة الفضائية عن طريق اصطدامها بالكويكب ودمجها بداخلها.

 

لهذا السبب لم يتم تصوير دقيق للحظة الاصطدام

وعن سبب عدم وجود صور دقيقة للحظة الانفجار، ذكر تقرير الصحيفة الأمريكية، أن تلسكوب هابل الفضائي المداري، كان على الجانب الخطأ من الأرض عندما حدث الاصطدام، لذلك لم يتمكن من مشاهدة الحدث، لكنه حدق في الكويكب بعد فترة وجيزة وشاهد سحابة الحطام تتغير بمرور الوقت.

وذكر جيان يانغ لي، من معهد علوم الكواكب، أنه أمر مثير حقًا أن تراه، قال إنه في النهاية، تشكل ذيل يشبه المذنب وأصبح أطول وأطول، فهو يشبه ذيولًا بشكل ملحوظ الذي يُرى أحيانًا على كويكبات أخرى، ولم يكن واضحًا أبدًا ما الذي خلق ما يسمى بالكويكبات "النشطة"، على الرغم من أن بعض علماء الفلك اشتبهوا في أن التأثيرات لعبت دورًا.

 

تجربة تثبت تلك النظرية .. وتلك مهمة العام المقبل

وتعد تجربة DART، هي التجربة الأولى التي أثبتت بالفعل أن التأثير يمكن أن يولد بالفعل ذيلًا"، ولا يزال من الممكن اكتشاف الذيل المتدفق من كويكب Dimorphos بواسطة التلسكوبات، وتقول كريستينا توماس من جامعة نورثرن أريزونا، إن الملاحظات يجب أن تنتهي هذا الشهر: " ما زلنا نراقب".

وفقا لخطط وكالة الفضاء الأوروبية، فمن المنتظر في العام المقبل، أن ترسكل الوكالة مهمة تسمى هيرا والتي يجب أن تلتقط صورًا قريبة للكويكب، وذلك لتكشف عن حجم أي فوهة بركان تُركت وراءها، فيجب أن يكون قادرًا أيضًا على تحديد كتلة الكويكب، وكل هذا من شأنه أن يساعد علماء الفلك على فهم المزيد حول كيفية دفع الكويكبات حولها.

جدل حول خطر الكويكبات على الأرض


ولايزال هناك جدل حول خطر الكويكبات على الأرض، حيث يقول علماء الفلك إنه لا يُعرف حاليًا أن الصخور الفضائية الكبيرة تهدد الأرض، فلم يتم تعقب العديد من الكويكبات الصغيرة ولكنها لا تزال خطرة حتى الآن، فيما يقول المدافعون عن الكواكب إنه من الجيد الاستعداد، فقط في حالة اقترابه.

ويوضح Graykowski: "لقد أظهرنا الآن أن لدينا طريقة لتحريك كويكب، وهذا يجعلني أشعر بتحسن كبير عندما أرى أنها تعمل، وأنها تعمل بشكل جيد".