الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شهر الرحمة والغفران| المقصود بثلاثية المغفرة في رمضان.. ما يجب على المسلمين فعله لأكون من أهل الريان.. كيف اغتنمه في الطاعة والتقرب إلى الله

شهر رمضان 2023
شهر رمضان 2023

شهر الرحمة والغفران

المقصود بثلاثية المغفرة في رمضان

ما يجب على المسلمين فعله لأكون من أهل الريان

كيف اغتنمه في الطاعة والتقرب إلى الله

يعد بلوغ شهر رمضان، نعمة عظيمة، وفضل من الله الكريم، يمن به على من يشاء من عباده، لتزداد حسناتهم، وتمحى سيئاتهم، وترفع درجاتهم، وتقوى صلتهم بمولاهم، ليكتب لهم الأجر العظيم، والثواب الجزيل، وينالوا رضاه، وتمتلئَ قلوبهم بخشيته وتقواه.

ومما يدل على ذلك ويؤكده، ما ورد في حديت الثلاثة، الذين استشهد منهم اثنان، ثم مات الثالت بعدهما على فراشه، فَرُئِيَ في النوم سابقا لهما، فسئل عليه الصلاة والسلام عن ذلك، فقال: "أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه، فوالذي نفسي بيده، إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض" رواه أحمد.

وكشف الدكتور رمضان عبدالرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، عن ثلاثية مغفرة الذنوب في رمضان، بالتزامن مع أول يومٍ من الشهر الفضيل. 

وقال عبدالرازق إن هناك أسباب عامة لمغفرة الذنوب وأسباب خاصة بشهر رمضان، موضحا أن من الأسباب العامة الإيمان بالله، كل عمل صالح، الاستقامة، الاستغفار، الصلاة على النبي. 

وبين أن من الأسباب الخاصة صيام رمضان، قيام رمضان، قيام ليلة القدر، إفطار صائم ولو على شربة ماء أو كوب لبن. 

وأوضح في بيان ثلاثية مغفرة الذنوب في رمضان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ". 

ويقول وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، إنَّ شهر رمضان من أجَل نِعم الله تعالى على عباده فهو شهر الاستزادة من الخيرات والطاعات ويجب على المسلم أن يجهز له العُدة، فالذي يبحث عن التجارة والمال يجهز لها ويبحث دائمًا عن الاستزادة؛ فما بالنا بالتجارة مع الله والتزود من الخيرات والحسنات، وقد كنا ندعو الله أن يبلغنا رمضان وها قد أدركناه وتلك نعمة الكبرى، فكان صحابة رسول الله ﷺ يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ويدعون الله ستة أشهر بعد رمضان أن يتقبل منهم.

ودعا وكيل المسلمين في ربوع الأرض إلى استثمار الوقت في الإكثار من الصلاة والقيام والزكاة والصدقات وقراءة القرآن وصلة الأرحام، وأن يُمعن العبد فيما فرط فيه ويتقرب إلى الله ويستغفره ويتوب إليه في هذا الشهر الذي يحمل للمسلمين خيرات كثيرة وكان الرسول ﷺ يبشر أصحابه بقدومه لأنه ﷺ يعلم ما في هذا الشهر من الخير وما ينبغي على المؤمن أن يبذل فيه من جهد حتى يستفيد منه، وكان ﷺ يقول لأصحابه: «قدْ جاءَكمْ شهرُ رمضانَ، شهرٌ مباركٌ افترضَ اللهُ عليكُمْ صيامَهُ، يفتحُ فيهِ أبوابُ الجنةِ، ويغلقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتغلُّ فيهِ الشياطين، فيهِ ليلةٌ خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ، مَنْ حُرِمَ خيرَها فقدْ حرِمَ».

وأكد وكيل الأزهر أنَّ ليلة القدر تمثل الجائزة الكبرى لمن اجتهد في شهر رمضان، فلعل الله يبلغها للعبد بعد اجتهاده وهي ليلة خير من ألف شهر، ويكفي المؤمن أن يعلم أنَّ هذا الشهر الكريم تتحطم فيه الخطايا وتغفر للمسلم متى أخلص النية لله سبحانه وتعالى فقد صح أنَّ رسول الله ﷺ قال: «الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ»، وقال أيضًا: «مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ».

واختتم وكيل الأزهر درس التراويح بقوله: «تلك فرص عظيمة وخيرات كثيرة أعدها الله سبحانه وتعالى لمن أقبل عليه في هذا الشهر الكريم تائبًا، وقد استغفر من ذنوبه، وقد رد المظالم إلى أهلها، وقد أصلح ما بينه وبين الله، وقد أصلح ما بينه وبين أهله، وقد أصلح ما بينه وبين جيرانه، فذلك كله أنفع له بأن يفوز بمرضاة الله ورضوانه في هذا الشهر الكريم المبارك»، داعيًا المولى عز وجل أن يعين المسلمين جميعًا على صيام الشهر الكريم وقيامه وأن يكتبنا جميعًا من عتقائه من النار، وأن يكتب لنا الاستجابة.

وتبين الدكتورة فاطمة جابر السيد يوسف المدرس بقسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بني سويف جامعة الأزهر الشريف ما ينبغي على الأسرة المسلمة في استقبال شهر رمضان. 

وقالت: يجب علينا جميعاً أن نأخذ قراراً بقفزة ووثبة وانطلاقه من رمضاننا المبارك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا» أخرجه الطبراني في الأوسط .

وأضافت: شهر رمضان شهر مغفرة الذنوب، وستر العيوب، ومضاعفة الأجور، شهر تعتق فيه الرقاب من النيران، وتفتح فيه أبواب الجنان، شهر تتنزل فيه الرحمات وتتضاعف فيه الحسنات، شهر كله خير وأفضال، وفرصة للتنافس فيه بصالح الأقوال والأعمال والأفعال، شهر قد أظلنا زمانه، وأدركنا أوانه، قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- ملفتاً الأنظار إلى فضله، ويحث المخاطبين واللاحقين إلى اغتنام وقته فقال: "أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه برحمته، ويحط فيه الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل"  رواه الطبراني في الكبير. 
وأكدت أن الإنسان جُبل على التقصير وعلى النقص، ومن سعة رحمة الله أن يسر للمؤمن مواسم خير يسد فيها الخلل ويكمل فيه النقص والتقصير ومن هذه المواسم شهر رمضان الذي هو أعظم فرصة لنغير فيها أشياء كثيرة في حياتنا، فرمضان فرصة للتائبين الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي فالشياطين قد صفدت وأبواب الجنان قد فتحت ودواعي الخير أقبلت ووجدت على الخير معينا فكل من حولك ما بين صائم وخاشع وباك، فإلى متى الغفلة.
كما أن رمضان فرصة لتربية أنفسنا على معالي الأمور، وعالي الهمم، فرصة لننزع الكسل والتقصير عن كواهلنا، فرصة لصقل نفوسنا من الأخلاق الرديئة والعادات المشينة، فرصة للعلو بالنفوس إلى مقامات الصالحين ودرجات العابدين، واللحاق بركب المجاهدين، رمضان فرصة لنزيل الشح والبخل من نفوسنا ونكون كما كان نبينا أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان، فرصة لنغير من سوء خلقنا وفحش قولنا (فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم)، (ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
وهناك أمور هامة في استقبال شهر الله المبارك :
- نستقبل رمضان بالدعاء: ندعوا الله أن يبلغنا هذا الشهر الكريم كما كان السلف يفعلون ذلك فقد كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر حتى يتقبل منهم, ندعوا الله أن يعيننا على أن نحسن استقبال الشهر وأن نحسن العمل فيه وأن يتقبل الله منا الأعمال في ذلك الشهر الكريم.
2 - نستقبله بسلامة الصدر مع المسلمين: وألا تكون بينك وبين أي مسلم شحناء كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن " اخرجه البيهقي وابن ماجه.
3 - نستقبله بالتوبة الصادقة: فعلينا ان نتوب الى الله ونرجع وشهر رمضان خير وسيلة لذلك فلا نضيع هذه الوسيلة ولنسارع بالتوبة قال تعالى:  "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الزمر 53] , وقال تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" ([التحريم 8] وفي الحديث القدسي "يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم" رواه مسلم.
4 - نستقبله بقراءة وتعلم أحكام الصيام: من خلال الرجوع الى اهل العلم ومطالعة كتب الفقه في باب الصيام وسماع المحاضرات حتى نتعلم احكام الصيام ومنها شروطه وسننه ومبطلاته والأمور المستحبة فيه وغيرها.
5 - نستقبله بالتعود على صلاة الليل: والدعاء واتخاذ ورد يومي من القران حتى لا نضعف في وسط الشهر. إضافة إلى ذلك اتخاذ أوقات خاصة لقراءة القرآن بعد الصلوات أو قبلها أو بين المغرب والعشاء أو غيرها من الأوقات.
6 - نستقبله بالاهتمام بصلاة الجماعة: وخاصة صلاة الفجر والعشاء لانهما اثقل
الصلوات على المنافقين حتى لا يفوتك أدنى أجر في رمضان، ولا تكتسب اوزارا تعيق مسيرة الأجر.
7 - نستقبله بالاستعداد للدعوة الى الله: بكافة الوسائل فالنفوس لها من القابلية للتقبل في رمضان ما ليس لها في غيره , ومن الوسائل الكلمة الطيبة، والهدية من كتيب أو شريط نافع وإقامة حلق الذكر وقراءة القران في المساجد والبيوت، وجمع فتاوى الصيام ونشرها والتشجيع على فعل الخير عموما وغير ذلك.
8 - نستقبله بالاستعداد لاستغلال الأوقات في رمضان بعمل جدول لرمضان للقراءة والزيارات في الله وصلة الأرحام فرمضان فرصة مباركة فعلينا استغلال هذه الفرصة بما هو نافع في ديننا ودنيانا.
9 - نستقبله بإحياء الطاعات والسنن المهجورة فنحرص على تطبيق السنة النبوية وقراءة القرآن الكريم وختمه وحفظ شيء منه وقراءة التفسير وغير ذلك.
10 - نستقبله بصحبة الأخيار وترك صحبة الاشرار فنصحب الانسان الصالح ونبتعد عن غيره لان الصاحب كما يقال ساحب يسحب صديقه إن كان الصديق صالحا فهو صالح وإن كان فاجرا فهو فاجر.
11 - وهناك امور مهمة علينا تطبيقها كأذكار الصباح والمساء وملازمة الاستغفار.