حذر باحثون من جامعة إيست أنجليا في المملكة المتحدة من انتشار البكتيريا الآكلة للحوم في السنوات العشرين القادمة بسبب تغير المناخ من ارتفاع درجة حرارة المحيطات والاحتباس الحراري.
وفقا لما ذكرته صحيفة “الديلي ميل” البريطانية، منذ ساعات قليلة، فقد عانت ولاية فلوريدا الأمريكية من مستويات قياسية من البكتيريا القاتلة التي تأكل اللحم بعد إعصار إيان، 2022.
البكتيريا الآكلة للحوم
وحاليا، يدق الباحثون ناقوس الخطر بشأن البكتيريا الآكلة للحوم حيث يتوقعون أن تكون موجودة في كل ولاية أمريكية على الساحل الشرقي خلال العشرين عاما القادمة.
ويقول الباحثون إنه بحلول عام 2040، يمكن أن تتضاعف الحالات السنوية من الإصابة ببكتيريا Vibrio vulnificus (الضمّة) نتيجة لارتفاع درجة حرارة المحيطات بسبب تغير المناخ.
ويضيف الباحثون بأن تغير المناخ يسمح للبكتيريا بالبقاء على قيد الحياة في المياه إلى الشمال أكثر من أي وقت مضى.
وفي سياق متصل، تقدر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأمريكا (CDC) أن 80.000 أمريكي يصابون بالبكتيريا القاتلة كل عام، مع العلم بوجود 1200 إلى 2000 حالة مؤكدة فقط سنويا حيث يتم تشخيصها بشكل خاطئ في كثير من الأحيان.
التهاب اللفافة الناخر
وتحدث الالتهابات المميتة بسبب بكتيريا V. vulnificus، والتي يشار إليها باسم “بكتيريا أكل اللحم” حيث يمكن أن تؤدي التهابات الجلد إلى “التهاب اللفافة الناخر” حيث يموت اللحم المحيط بالجرح.
وتتكاثر البكتيريا الآكلة للحم في المياه الدافئة والمالحة والضحلة على طول الساحل وتستجيب لأصغر التغيرات في درجات الحرارة، وهي الأكثر شيوعًا حاليا في المياه الساحلية في ولاية كارولينا الشمالية.
ورغم أن البكتيريا الآكلة للحم غير شائعة حاليا إلا أنها تصل إلى ذروتها في أشهر الصيف حيث يصاب الناس بالعدوى من خلال الجروح المفتوحة أو الآفات الجلدية الأخرى التي تتلامس مع مياه البحر.
ويمكن أن تحدث العدوى أيضا عندما يأكل شخص ما سمكا نيئا أو غير مطبوخ جيدا.
وتنتشر العدوى بسرعة بين البشر ويمكن أن تلحق أضرارا جسيمة بلحم الإنسان.
وتشمل الأعراض الإسهال المائي، المصحوب غالبا بتقلصات في المعدة وغثيان وقيء وحمى.
وتشمل العلامات الأخرى للبكتيريا الآكلة للحوم قشعريرة، التهابات جلدية، وانخفاض مميت في ضغط الدم.
وتؤدي بعض الالتهابات إلى التهاب اللفافة الناخر، وهي عدوى شديدة حيث يموت اللحم حول الجرح.
احصاءات كارثية
ويموت حوالي واحد من كل 5 أشخاص مصابين بالعدوى في غضون يوم أو يومين من إصابته بالمرض بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى العناية المركزة أو بتر الأطراف، كما أنه عادة ما يموت الناس من العدوى عندما تدخل مجرى الدم وتسبب التعفن.
ويمكن لأي شخص أن يصاب بالعدوى القاتلة، لكن الأمر أسوأ بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة - وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة أو الذين يتناولون الأدوية التي تقلل من قدرة الجسم على محاربة الجراثيم.
ووجد الباحثون أيضًا أن العبء الاقتصادي لعلاج البكتيريا يزيد عن 28 مليون دولار سنويا في أمريكا.
قالوا إن إجمالي التكاليف السنوية المرتبطة بالعامل الممرض يُعتقد أنه 320 مليون دولار، مما يعني أنه أكثر مسببات الأمراض تكلفة في الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أنه قد تسببت فيضانات إعصار إيان في فلوريدا في ارتفاع حاد في الإصابات حيث عزز انسكاب مياه الصرف الصحي في المياه الساحلية نتيجة الإعصار نمو البكتيريا.