الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تزويد أوكرانيا بها يهدد بحرب نووية.. ماذا تعرف عن أسلحة اليورانيوم المنضب؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

أزمة جديدة تلوح في الأفق وتزيد المشهد تعقيدا في أوكرانيا خلفها إعلان نائبة وزير الدفاع البريطانية، أنابيل جولدي، عن استعداد بلادها مد كييف بذخيرة وأسلحة اليورانيوم المنضب.

ذخائر اليورانيوم المنضب

موسكو تهدد بريطانيا بحرب نووية

فلم تتوقف التنديدات الروسية تجاه لندن، واصفة فعل الأخيرة، بأنه تصعيد نووي، رغم أن اليورانيوم المنضب، يستخدم عادة في الذخيرة المصممة لاختراق الدروع، لأنه يصبح أكثر حدة عند الاصطدام مع الهدف، ويعد أقل نشاطا إشعاعيا من اليورانيوم الطبيعي.

تعهدات جولدي، جاءت في بيان نشره موقع البرلمان البريطاني، الإثنين الماضي، ونقل نصا على لسان نائبة وزير الدفاع: "إلى جانب توفير سرب من الدبابات القتالية (تشالنجر 2) لأوكرانيا، سنقوم بتوريد الذخيرة، بما في ذلك القذائف الخارقة للمدرعات التي تحتوي على اليورانيوم المنضب".

الإعلان البريطاني أشعل الأمر أكثر في موسكو، ففي اليوم التالي على حذر وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، من صدام نووي محتمل، وأن المتبقى على هذا الصدام النووي بين روسيا والغرب، هي خطوات قليلة فقط.

من جانبه عزز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تصريحات وزير دفاعه، حيث هدد بشكل واضح المملكة المتحدة، حال زودت أوكرانيا بذخائر اليورانيوم المنضب، قائلا: "اليوم، علمنا أن المملكة المتحدة لم تعلن تسليم دبابات لأوكرانيا فحسب، بل أيضا قذائف تحوي اليورانيوم المستنفد، وإذا حصل ذلك، ستكون روسيا مضطرة إلى الرد".

التخوفات الروسية التي دفعت رجال موسكو، يهددون المملكة المتحدة بشكل واضح، دفعت الأخيرة لتبرئة أيديها من فكرة تأجيج الموقف أو تقريب خطوات اشتعال حرب نووية، فقد نفى الأربعاء الماضي، وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، وجود تصعيد نووي في الحرب الأوكرانية، بعد تنديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بخطة لندن الخاصة بتزويد كييف ذخيرة تحتوي على اليورانيوم المنضب.

وأكد كليفرلي، عدم وجود تصعيد نووي، وأن الأمر يتعلق فقط بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.

الحرب في أوكرانيا 

استخدام اليورانيوم المنضب بالعراق

يرجع سبب التخوفات الروسية من هذه الذخائر ليس بسبب قدرتها التدميرية، وإنما لأثرها الممتدة لسنوات، على المستوى الصحي، ويرجح هذه التخوفات، استخدامات القوات الأمريكية والناتو له في حرب العراق والمسماة بعاصفة الصحراء، وحرب يوغوسلافيا، فقد تسببت هذه في نتائج كارثية على المدنيين والعسكريين على حد السواء.

ولوثت قذائف اليورانيوم المنضب، الأراضي العراقية، فقد أثرت مضاعفاتها على زيادة الولادات المبكرة والاجهاض التلقائي والعيوب الخلقية عند حديثي الولادة، وسرطان الدم، وأنواع السرطان الأخرى التي زادت بمعدل 3 إلى 4 مرات، وتسبب أيضا في تشوهات خلقية منها غياب العيون والأذنين وانصهار الأصابع والأوعية الدموية، وبلغ معدل انتشار هذه الإصابات في حوالي 60% من الأطفال المولودين لعائلات قدامي المحاربين الأمريكيين، فقد أثر هذا السلاح على العسكريين الأمريكيين الذين قاموا باستخدام والقرب منها.

وفي يوغسلافيا، ظهرت تأكدت آثار هذه الذخائر بعد 8 سنوات من الحرب، التي شنها الناتو هناك بمشاركة 14 دولة، حيث نفذ الناتو حوالي 35219 طلعة جوية، أطلق خلالها 31000 رأس حربي من اليورانيوم  المنضب على 112 موقعا.

اليورانيوم المخصب هو المادة المتبقية بعد إزالة معظم أشكال اليورانيوم عالية النشاط الإشعاعي، المعروفة باسم يورانيوم 235 المستخدم في إنتاج الوقود النووي لإنتاج الطاقة النووية، ويعتبر أقل نشاطاً إشعاعياً، وتنبعث منه جزيئات ألفا بشكل أساسي، التي لا تحتوي على طاقة كافية للمرور عبر الجلد، لذلك لا يعد التعرض لجزء خارجي منه خطراً كبيراً.

ويستخدم اليورانيوم المنضب في الأسلحة لأن لديه القدرة على اختراق دروع الدبابات بسهولة، بسبب كثافته وخصائصه الفيزيائية الأخرى، حيث تصبح القذائف التي تحتوي على اليورانيوم المنضب أكثر حدة وتشتعل عند ملامستها للدروع.

ووفقاً لمعهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، لا يمكن اعتبار ذخيرة اليورانيوم المنضب أسلحة نووية، لأنه لا يفي بالتعاريف القانونية للأسلحة النووية أو الإشعاعية أو السامة أو الكيماوية أو الحارقة، فيما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن استنشاق أو تناول اليورانيوم يمكن أن يكون ضاراً بسبب سميته الكيميائية، حيث أن الخطر منه كيميائي وليس إشعاعي وفي التركيزات العالية في الجسم، يمكن لليورانيوم أن يسبب الفشل الكلوي بسبب سميته الكيميائية، ومع ذلك، كما هو الحال مع أي مادة مشعة، هناك مخاطر الإصابة بالسرطان لكن قد يستغرق ظهور أي تأثيرات سنوات.

الحرب في أوكرانيا