الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماريان جرجس تكتب: الكتيبة 101

ماريان جرجس
ماريان جرجس

لازالت الأعمال الدرامية العسكرية ذات طابع التوثيق القريب  تعتلى المارثون الدرامي في رمضان، وكأنك تتابع المشهد  خلف الكواليس، من زاوية أخرى، تلك الأحداث والوقائع التي كانت مجرد اسمًا مقترنًا بالبطولة فحسب، تظهر بالتفاصيل وكأنك تعيش بداخلها.

 

الكتيبة 101 ؛ هي امتداد لمجموعة من الأعمال الدرامية التي تكشف المزيد من الخبايا والتحديات والصعوبات التي واجهتها الدولة المصرية في القضاء على الإرهاب في سيناء وتكمل بناء مسيرة الوعي من خلال عمل درامي يصل إلى كل فئة عمرية وفكرية، والذي كان بمثابة السرطان الذي تخلل بين الأهالي في سيناء فلا تستطيع أن تفرق بين خلايا السرطان وخلايا الجسد الصحيحة، بل يكمن التحدي الأكبر في محاربة ذلك العدو الذي لا يحارب بالسلاح فقط بل يحارب الأهالي بمنع الخدمات مثل شل حركة محطة التيار الكهربائي في العريش ومنع وصول الإصلاحات لها، منع وصول الإمدادات اللوجيستية  للكمائن وتمركز القوات المسلحة والسيطرة على الشوارع بشكل سافر يتعدى على سيادة الدولة، فشمال سيناء تعنى البوابة الشرقية للدولة المصرية والسيطرة عليها من قبل الإرهابيين  كان يعنى سقوط الدولة بأكملها أو تقسيمها.

 

ومن تلك الأحداث نستطيع أن ندرك أن مهمة القوات المسلحة في شمال سيناء وتحريرها من قبضة الإرهاب لا يمكن اختزاله  فقط في  الردع العسكري ، بل شمل الكثير من المسارات المتعددة، من ضمنها ؛ الضمان لأهالي سيناء الحياة الآمنة وضمان الخدمات الأساسية لهم ، تأمين وصول الإمدادات للقوات المسلحة، الدعم المعنوي لأهالى سيناء الشرفاء  الذين ساعدوا القوات المسلحة وفقدوا أبنائهم شهداء في المقابل، أمام تشكيك البعض لهم حتى في عقيدة الشهادة وهي الموت من أجل الدفاع عن الأرض والعرض أمام جملة مثل التي  قالها أحدى مهربي الأسلحة أن الموت في سبيل الوطن ليس بطولة ! لأب فقد ابنه في تدمير أحد الأنفاق، ذلك التشكيك الخسيس في وقت يمر به الأب أو الشيخ سالم بألم نفسي بعد شهادة ابنه ويحتاج إلى من يصبر نفسه ويعزيها.

 

ليست المرة الأولى التي ندرك فيها أن هناك كثير من الشهداء ليس فقط من القوات المسلحة بل من أبناء أهالي سيناء ولكنها قد تكون المرة الأولى التي يعلم فيها البعض منّا أن سيناء كانت مرتعًا لتجارة الأسلحة والاتجار بالبشر من الأفارقة ! وان تلك كانت مهمة أخرى على عاتق القوات المسلحة والأجهزة الاستخباراتية  لتحرير هؤلاء المحتجزين وتطمينهم بلغتهم بعودتهم إلى بلادهم مرة أخرى، فهذا يعنى أن الإرهابيين لم يردوا فقط تدمير سيناء وتقسيمها بل تحويلها إلى " لوبي للاتجار بالبشر والأعضاء " وكاد ذلك أن يكون بمثابة كارثة في حق الدولة المصرية أمام القارة الإفريقية.

 

أكثر ما يعجب الجميع هو كلمات الضابط الذي يحقق مع " أبو عمار " أخطر القيادات  الإرهابية  والذي يؤكد له فيها أنه سُيحاكم في مصر ثم يُعدم ثم سيُحاكم مرة أخرى في الآخرة ، وهذا هو لُب القضية والخلاف العقائدي بين الإرهابيين وبينا ؛ أن الله لم يأمرنا في كل  الأديان السماوية بالحرب على الحياة بل أمرنا بالحياة الصالحة.