الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أحمد فخري يكتب: سيكولوجية المقالب مابين الفكاهة والسادية

د. أحمد فخري
د. أحمد فخري

الفكاهة بشكل عام مفيدة لنا ، فالضحك والمرح يحسن الحالة المزاجية لدى الإنسان، تطلق الفكاهة والضحك الإندورفين والأوكسيتوسين ، وهي مواد كيميائية عصبية مرتبطة بالسعادة والترابط الاجتماعي. لكن لماذا النكات العملية أو المقالب مضحكة في المقام الأول؟

النكات العملية هي شكل خفي من أشكال "قتال اللعب". تشير النكات إلى الشعور بالتقارب أو مشاعر المجموعة الداخلية في العلاقة. أي أنك تميل إلى خداع من تعتقد أنك قريب منهم أو يمكنك التعامل مع النكتة.

المزاح والنكات تطلق التثبيط وتحررنا للحظة من الاضطرار إلى التصرف بشكل عفوي بعيد عن التعقيدات والرسميات ، في التحليل النفسي ، وُصفت دوافع الدافع لمزحة العائلة أو الأصدقاء بأنها شكل خفي من "الرغبة في فعل أشياء سيئة أو خارجه عن نطاق المقبول  للأشخاص الذين يدعي المرء أنهم قريبين منه. 

قد يكون أحد الأساليب التي يمكن أن تظهر من خلالها السادية اليومية (على سبيل المثال ، الحصول على المتعة من الأشكال المعادية للفكاهة والسخرية والنكات على تصرفات أو مواقف عفوية )

ولكن هناك سؤال يطرح نفسه على الساحة هل  يمكن لهذه المقالب  بأي شكل من الأشكال أن تسبب ضرراً للإنسان سواء نفسياً أو جسدياً أو كليهما؟

وهنا تتعدى الحدود المنطقية للمزحه أو الفكاهة ، وتصبح نوعاً من أنواع السلوك السادى ، الذى يسبب ضراراً سواء على الجانب النفسي من شعور بالقلق والخوف أو الإنهيار والإرتباك الذى يصيب الضحية أو ضراراً جسديأ فهناك بعض الأشخاص الجهاز العصبي لديهم لا يتحمل الشعور بالمفاجأة وينهار عند عدم توقع شىء غير متوقع ، كم أن هناك من لديهم مشاكل صحيه متعدده لا يستطيع الجسد مجابهتها أو تحملها.

ونجد عاما وراء عام برامج المقالب الساخرة تلاحقنا على القنوات الفضائية ، وعلى الرغم من تتداول عدم مقبوليتها لدى عامة الناس ، وعدم الإقتناع بالمحتوى الإنتقامى السادى الذى يقدم فى قالب فكاهة ساخر ألا انه لا يحمل أى معنى أو شكل من أشكال الأعمال الترفيهية أو مسليه أو دعابة أو مزحة أو فكاهة تقدم لجمهور المشاهدين، بل نجد أن برامج المقالب تقدم فنون القتال والإنتقام والسخرية من الضيف الذى يتم الإتفاق معه على نوع المقلب وطبيعته ويتم تقديمه بأسلوب هزلى مصطنع يخلو من أى فكاهة ، والأمر الثانى هو الإستخفاف بعقلية المشاهد واللعب بأعصابه.

وهنا ينتابنى شعور بالإستغراب من الفنانين الذين يتم عمل المقالب معهم ، هل هذا الفنان لا يبالى من كم المشاهدات على شاشات التليفزيون ومواقع اليوتيوب والتواصل الإجتماعى عندما يتم عرض حالته أمام الجمهور وهو يستنجد أو فى حالة من حالات الذعر والخوف والقلق الشديد ناهيك عن أساليب الإستنجاد والتوسل لكى يعفوا عنه مقدم البرنامج. 
هل فكر مقدم تلك البرامج أو المعد أو القناة التى تتولى صرف الأموال الطائلة على تلك البرامج عن القيمة الحقيقية لتقديم تلك البرامج ؟ 
هل سيجد الشخص العاقل المزحة مهينة أم مؤذية أم مخزية ؟

هنا غالبًا ما يكون خطًا شديدًا من السادية والقسوة في المقالب التقليدية ، وهي حقيقة يتجاهلها المخادع، حيث يتم البحث عن معاناة أخرى جسدية أو نفسية كوسيلة للإستمرار فى التجربة الهزلية.