الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

امسك بواحدة من 98 في مصر| حكاية صياد "عروس بحر" مرسى علم.. رمى شباكه فألقي القبض عليه

صياد عروس البحر
صياد عروس البحر

آثار تداول صور لاصطياد سمكة عروس البحر، حفيظة المهتمين بالبيئة وعلى رأسهم وزيرة البيئة د. ياسمين فؤاد، والتى أعلنت أنه تم التعرف على الصائد وتم إلقاء القبض عليه بمعرفة الجهات الأمنية، خاصة بعد تقديم بلاغات من العديد من المهتمين بالبيئة والتنوع البيولوجى بالواقعة.

فلم يكن يعلم هذا الصياد أنه بفعلته هذه سيفجر غضباً واسعاً في الأوساط المصرية.

وشنّ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، هجوما ضاريا على شخص قام باصطياد حيوان عروس البحر المهدد بالانقراض، وذلك بعدما انتشرت له صورة تثبت ما فعل.

وظهر المتهم يقود مركب صيد صغير "فلوكة"، وبجواره حيوان الدوجونج البحري والمسمى "عروس البحر" دون أي إشارة لمكان أو توقيت الواقعة.

فانهالت التعليقات الغاضبة على الصورة، وجرى تداولها على نطاق واسع، وسط مطالبات بمعاقبة الصياد على فعلته.

وجاء في إحدى التعليقات عبر فيسبوك: "عروس البحر أو الدوجونج، موجود في البحر الأحمر وخاصة في الجنوب بالقرب من مرسي علم، الناس بتيجي من كل حته في العالم حرفيا علشان تتفرج عليه وتستمتع بيه من بعيد، يعني الصياد ده مش بس بيقضي على الحياه البحرية، ده كمان بيضرب السياحة وبيقطع أكل عيش الناس".

كما توالت التعليقات المهاجمة للصياد، متهمة إياه بالتسبب بـكارثة بيئية"، ما دفع الأخير للخروج عن صمته.

وقال الصياد عبر مقطع فيديو قصير نشره على فيسبوك: "بالنسبة للسمكة.. إحنا لا نعرف عنها حاجة، هي طلعت معانا، أنا عمري كله مقضيه في البحر وأول مرة أشوفها، طلعناها فوق المركب وسلكناها ورميناها صاحية".

وبعد هذه الضجة، تدخلت وزارة البيئة للتحقيق في الواقعة، وأعلنت عبر صفحتها الرسمية القبض على الصياد.

وتقدمت وزيرة البيئة بالشكر للعاملين بمحميات البحر الأحمر وكافة الجهات الأمنية لجهودهم في التوصل إلى صاحب الواقعة.

وشددت الوزارة على الصيادين بضرورة الالتزام التام بقانون البيئة وقرارات تنظيم الصيد للحماية من التعرض للمساءلة القانونية.

 

على القائمة الحمراء

 

وتم تقدير تواجد حيوان الاطوم وأعداده في مرسى علم ومحمية وادى الجمال بحوالى 32 فرد من خلال التعريف بالتصوير تحت الماء.

ويتم حالياً نشر دراسة حديثة قدرت أعدادها على كافة الساحل الغربي للبحر الأحمر المصري بحد أدنى يتراوح من 82 إلى 98 فرد من خلال العديد من الدراسات والنتائج من التصوير وبيئة الغذاء والاستبيانات.

 

أماكن تواجده بالساحل الغربي للبحر الأحمر المصري:

 

تم تحديد حوالي 95 موقع لتواجد عرائس البحر بدءاً من شمال الغردقة حتي حلايب جنوباً، وتم تحديد أعداد توزيع الأفراد بتلك المواقع والغالبية فرادي ثم زوج واحد، ثم ثلاثة أفراد، بينما حوالي 3 مشاهدات في أبو رماد وحلايب بأعداد 4-8، 12-20 فرد في القطيع، وتم تحديد العديد من تلك المناطق خارج حدود المحميات الطبيعية الثلاثة المعلنة بالبحر الأحمر مثل المنطقة الساحلية لسفاجا والقصير ومرسى علم، ثم جنوب رأس بناس، ثم أمام محمية علبة الطبيعية داخل البحر خاصة أمام أبو رماد وحلايب.

ويشار إلى أن الدوجونج يعتبر أكثر الحيوانات الثديية البحرية المهددة بالانقراض، وتم إدراجها في القائمة الحمراء لأكثر الكائنات المهددة بالانقراض.

وتمثل حيوانات الأطوم أحد أهم عوامل الجذب السياحي بالنسبة لمنطقة مرسي علم، والتي تعتمد في الأساس علي عوامل التميز في التنوع البيولوجي والطبيعة الفريدة لسواحلها، وتعمل كافة المنظمات البيئية علي التوعية بالحفاظ عليه، وعدم تعرضه للضغوط البشرية أو الصيد الجائر.

ويُعرف بالأطُوم أو بقرة البحر أو الدوجونج، وهو حيوان ثديي بحري كبير، يتراوح طوله بين 2,50 و 3 متر، ويستدق جسمه عند ذيل متشعب ومسطح أفقياً.

وله ذراعان في شكل زعنفتين مستديرين، ويستخدم شفتيه العضليتين الكبيرتين لتمزيق الحشائش البحرية البحرية، حيث تطحن أضراسه القوية والداهسات الصلبة في مقدم فكيه الطعام، وللذكر قاطعان صغيران يشبهان الناب، ويرتحل عادة في أزواج أو مجموعات صغيرة.

وبعد حمل يدوم 13 إلى 14 شهراً، تضع الأنثى عادة مولوداً واحداً في الماء، وتمثل حيوانات الأطوم أحد أهم عوامل الجذب السياحي بالنسبة لمنطقة مرسي علم والتي تعتمد في الأساس علي عوامل التميز في التنوع البيولوجي والطبيعة الفريدة لسواحلها وتعمل كافة المنظمات البيئية على التوعية بالحفاظ عليه وعدم تعرضه للضغوط البشرية أو الصيد الجائر.

 

عقوبة الصيد الجائر

وعلى الرغم من القوانين الصارمة لصيدها إلا أنها تتعرض للصيد الجائر بحثا عن اللحوم والزيوت، خاصة وأنهم يعيشون في المياه الضحلة، أي بالقرب من النشاط البشري.

وإن اصطياد حيوان عروس البحر مجرّم قانونيا، فالعقوبة تصل إلى الحبس والغرامة بـ50 ألف جنيه، مشيرًا إلى أن عروس البحر موجودة في حوالي 48 دولة فقط حول العالم ما يجعل الشواطئ المصرية مميزة وجاذبة للسياح للاستمتاع بمشاهدة أحد أنوع الثدييات البحرية في العالم.

وأعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة عن نجاح فريق عمل محميات البحر الأحمر بالتعاون مع الجهات الأمنية في التوصل إلى صاحب الصور المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعى لواقعة صيد حيوان الدوجونج البحري «عروس البحر»، وتم إلقاء القبض عليه من قبل الجهات الأمنية مشيرة إلى انه جار تحديد توقيت الواقعة ومكانها لاتخاذ الاجراءات القانونية حيال المخالفة وتحرير محضر بالواقعة.

من جانبه أكد الدكتور أحمد شوقي، خبير البيولوجيا البحرية في بيئات وسلوكيات عروس البحر بجنوب البحر الأحمر، أن الثدييات البحرية الوحيدة التي تتغذى على الحشائش البحرية، ومرتبط تواجدها بهذه البيئات، التى تنتشر على أمتداد السواحل الضحلة خاصة في جنوب البحر الأحمر، وأن عروس البحر تعتبر من الأنواع المهدده بخطر الأنقراض، في ظل معدل الأنجاب البطىء الذى يصل لمرة واحدة من 5 إلى 7 سنوات، ويصل عمرها إلى 70 عاما.

وأضاف شوقى عبر تقرير كامل نشره على صفحته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، أن الاطوم المعروف بعروس البحر أو بقرة البحر، له اسماء عديدة حيث أنه الأسم الشائع له فى شمال البحر الأحمر المصري هو عروسة البحر، بينما في الجنوب لها العديد من الأسماء مثل: الجلد لأن جلده سميك، والعجل (صغير بقرة البحر)، والجمل نظراً لأن طعم لحمه مثل لحم الجمال.

 

 

‏ وقدم خبراء البيئة عدد من المقترحات للحفاظ على عرائس البحر المصرية:

 

أولاً: من الناحية السياسية والإدارة: إدراج كافة مناطق الحشائش البحرية وتواجد عرائس البحر داخل حدود محميات البحر الأحمر عن طريق تعديل الحدود لتشمل تلك المناطق كلاً في أقرب محمية من الثلاث محميات المعلنة. مثال: مناطق ساحل الغردقة وسفاجا حتي القصير ضمن حدود محميات الجزر الشمالية، وساحل مرسى علم ضمن حدود محمية وادي الجمال، بينما جنوب رأس بناس وباقي المناطق داخل حدود محمية علبة الطبيعية. إعادة النظر فى خطة إدارة بعض المناطق الهامة لبيئات عروسة البحر بمرسى علم خاصة في مرسى مبارك، مرسى شوني، مرسى أبو دباب، ومرسى هرمز، وذلك من خلال أبعاد أى تأثير لتواجد المراكب والقوارب السريعه نهائيا بتلك المناطق، والعمل على تحديد القدرة الاستيعابية للزائرين.

ثانياً: من الناحية البحثية: التوسع في المسوحات البحرية وبرامج الرصد البيئي في كافة المناطق المعروفه لتواجد عرائس البحر سواء القريبة من الأنشطة السياحية أو بالمناطق النائية.

ثالثاً: تفعيل برنامج التوعية البيئية وأشراك العديد من المتطوعين على طول الساحل من خلال تدريبهم وتأهيلهم للأنضمام إلى الفريق الوطنى لعروسة البحر المصرية، مع إنشاء برامج توعية خاصة للصيادين. 

ووفقًا لقانون البيئة، يُحظر صيد أو جمع أو نقل أو حيازة زريعة الأسماك والسلاحف البحرية والثدييات البحرية من البحر أو البحيرات، أو المسطحات المائية الأخرى أو العبث بأماكن وجودها وتكاثرها، بحسب الأحوال على امتداد الشواطئ المصرية أو في المياه البحرية إلا بتصريح من الجهاز، وتحدد اللائحة التنفيذية ضوابط وشروط وإجراءات منح التصريح.

أما عن عقوبة مخالفة قانون البيئة، واصطياد الأسماك المحظورة، يُعاقب كل من يخالف أحكام هذا القانون، بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفي حالة العود يتم مضاعفة العقوبة.

وجدير بالذكر، أن وزارة البيئة نوهت بضرورة تنفيذ قانون البيئة وقرارات الوزارة فيما يخص عمليات الصيد مع تنظيم حملات توعوية للتعريف بالتوصيات الصادرة عن وزارة البيئة، التي تصف مخالفات الصيد خاصة تلك التي تعتمد على استخدام الأدوات والمعدات التي تتسبب في تجريف الحياة البحرية.‏