الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بـ13 لغة.. البابا تواضروس يوجه رسالة رعوية بمناسبة عيد القيامة

قداسة البابا تواضروس
قداسة البابا تواضروس الثاني

وَجَّهَ قداسة البابا تواضروس الثاني، الرسالة البابوية لعيد القيامة المجيد، والتي يرسلها سنويًّا لأبنائه في المهجر لتهنئتهم بالعيد وإيصال رسالة روحية لهم، وذلك في إطار دعم التواصل بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبين أبنائها المتواجدين في جميع أنحاء العالم.

وتحدث قداسة البابا في رسالته الرعوية عن إحدى عطايا القيامة الغنية وهي "العين او النظرة الإيجابية للحياة" واتخذ قداسته نماذجًا ثنائية تعبر عن نظرة الإنسان للأمور، هما:يوحنا الحبيب ويهوذا الإسخريوطي، واللص اليمين واللص الشمال.

 وتمت ترجمة الرسالة لـ ١٣ لغة مختلفة لتتناسب مع اتساع البلاد التي تخدم بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واللغات التي يتحدثها أبناؤها. 

وجاء في نص الرسالة: "اهنئكم جميعا بعيد القيامة المجيد في عام 2023 نحتفل بالقيامة المجيدة بعد هذا الصوم الطويل، الصوم المقدس والذي امتد إلى 55 يوما. تحتفل بالقيامة كما في كل عام. وكما تعلمون أن احتفال القيامة هو احتفال بأساس ايماننا وهذا الاحتفال بالقيامة هو احتفال بالمسيحية، والاحتفال بالإيمان بالمسيح. ولذلك نحتفل بالقيامة في كل يوم في صلاة باكر بالأجبية، وتحتفل بها في كل أسبوع في يوم الاحد لأنه يوم القيامة ويوم النور ونحتفل بها أيضا في كل شهر في تاريخ 29 من الشهر القبطي، وهو تذكارات للبشارة وللميلاد والقيامة.

ونحتفل بها كل عام في عيد القيامة المجيد ويمتد احتفالنا الى 50 يوما تسميها الخماسين المقدسة.

والحقيقة ان عطايا القيامة عطايا كثيرة جدا في حياة الانسان وأود ان اتحدث معكم عن عطية من العطايا الغنية التي في قيامة رب المجد هذه العطية هي عطية العين الإيجابية للحياة، الانسان خلق له الله العين كعضو للنظر. خلق له عينان في وجهه لكي ينظر إلى الحاضر وينظر إلى المستقبل ولم يخلق له عيناً في الخلف حتى لا ينظر إلى الماضي جعله ينظر إلى الأمام دائما، وهذه العين على الرغم اننا نشترك جميعا في تركيبها، التركيب الفسيولوجي والتركيب التشريحي، ولكن نظرة العين تختلف من واحد إلى آخر لنفس الشيء. لذلك العين الإيجابية للحياة تتميز بثلاث ميزات.

الميزة الأولى انها عين واقعية تنظر للأمر في واقعيته وفي حدوده وفي شكله وليس في الخيال وتنظر للأمر في واقعيته، انه أمر واضح أمام الانسان ولا يحتمل أي تأويل، الجانب الآخر للنظرة الإيجابية للحياة، انها نظرة إنسانية يعني يجب ان تشتمل نظرة الانسان للأمور على عمل الرحمة لان عكس الرحمة توجد القساوة والقساوة امتلأت بها قلوب كثيرة في العالم ولذلك نظرتها ليست نظرة إنسانية.

الجانب الآخر للعين، يجب أن تكون النظرة متكاملة وليست نظرة متناقصة، كما تدرون جميعاً اننا نقول الكوب الذي فيه جزء من الماء، هذا الكوب ممتلئ ام ناقص؟ البعض يراه كوباً ممثلاً من الماء، هذه نظرة إيجابية ونظرة متكاملة. والبعض يراه كوبا ناقصاً، وبالتالي هذه نظرة سلبية.. هذه الأمور، النظرة الواقعية والنظرة الإنسانية والنظرة المتكاملة، تشكل جميعها العين الإيجابية للحياة.

وتابع قائلا، ساعطيكم بعض الأمثلة من أحداث الصليب والقيامة، كان يوحنا الحبيب، ويهوذا الاسخريوطي، تلميذين من الاثنى عشر اختار هما السيد المسيح، ورأيا تعاليم السيد المسيح ومعجزاته وكانا معه.

وبالتأكيد كان هناك حوارات بينهما وبين السيد المسيح يوحنا الحبيب كان له النظرة والعين الإيجابية للحياة نراه يرتبط بالسيد المسيح، يصل معه حتى الى الصليب والى المحاكمات.

ونراه يجد المتعة الكبيرة في أنه يتكئ برأسه على صدر السيد المسيح وهو أطلق على نفسه التلميذ الذي كان المسيح "يحبه (يوحنا 26:19 في المقابل، يهوذا الاسخريوطي كانت نظرته مادية، وكانت نظرته سلبية.

ولم ير في المسيح انه المخلص الفادي الذي جاء لأجل خلاص العالم.

ولأنه لم يجد فيه تحقيق اطماعه المادية أو الأرضية ولذلك باع سيدة بثلاثين من الفضة. وفي النهاية ذهب وشنق نفسه ومات وخسر نصيبه الأبدي الاثنان لهما نفس الموقف واحد له العين الإيجابية والآخر له العين السلبية.

مثال آخر نراه في أحداث الصليب عندما تنظر إلى اللصين وهما اللص الذي كان عن شمال المسيح والآخر عن يمين المسيح. صلبوا لصين مع السيد المسيح امعاناً انه مجرم اللص الشمال كان له حديث كبير" اذا كنت انت المسيح، فخلص نفسك وايانا" (لوقا 23 (39) وارفع عنا الألم الذي نحن فيه الم الصليب اللص اليمين كان له نظرة في نفس الموقف وفي نفس التوقيت ونفس الشواهد اللص اليمين ينظر نظرة إيجابية، ويفطن الى رؤية مغايرة: "أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا" (لوقا 4123 ونظر إلى المسيح وقال: "اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك" (لوقا 23 (42) كانت هذه العبارة، عبارة صلاة عبارة توبة عبارة نداء عبارة رجاء وقبلها السيد المسيح في آخر ساعات حياة اللص اليمين وقال له: "الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 23: (43).

هذه الصورة تنطبق في نماذج كثيرة جداً للعين الإيجابية للحياة ولذلك أيها الأحياء، تمسك أن تكون لك عين إيجابية. عين إيجابية تنظر للأمور في ايجابيتها لكل احداث حياتك اليومية، احداث العمل والخدمة والأسرة كل هذه الأحداث يجب أن تكون لك فيها النظرة الإيجابية.

هذا هو فعل القيامة المجيدة في حياة الانسان واجعل قلبك دائما مرفوعاً وتقول: يارب أعطني العين الإيجابية التي ترى الأمور في حقيقتها وفي جمالها وفي ايجابيتها، ابعدني عن النظرة السلبية أو النظرة الضيقة او النظرة التي لا ترى الا ما هو سيء. الحياة فيها جمال معتد في كل عمل صالح.

واختتم قداسة البابا تواضروس رسالته قائلا، أنا سعيد أن أرسل لكم هذه الرسالة أقدم التهنئة القلبية باسم الكنيسة القبطية وباسم المجمع المقدس، وأقدمها من هنا من مصر الى كل الايبارشيات والى كل الكنائس والأديرة في ربوع العالم كله أهنئ اخوتي الأحباء الأباء المطارنة والاباء الأساقفة والأباء الكهنة والاباء الرهبان والامهات الراهبات ومجالس الكنائس وكل الشباب وكل الخدام وكل الشمامسة وكل الشعب وأيضا الى كل الأطفال. اهنئكم جميعا أينما كنتم في أوربا، افريقيا اسيا أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، أو في قارة استراليا. 

اهنئكم جميعا. وهذه التهنئة احملها اليكم الى كل فرد طالبا من ربنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات أن يفرحكم على الدوام وان يعطيكم العين الإيجابية لكل عمل ولكل حدث في حياة الانسان لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن والى الأبد، امين آخريستوس انيستي، اليئوس انيستي.