الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موليير مصر.. من هو يعقوب صنوع الذي أقام المسرح القومي؟

صدى البلد

 يصادف اليوم 15 أبريل من عام 1839، ميلاد "موليير مصر" والشهير “ بأبو نضارة المصري ”، هو يعقوب صنوع رائد المسرح المصري والصحافة المصرية الساخرة.

 

ولد بالقاهرة في 15 أبريل عام 1839م، لأبوين مصريين يهوديين من أصل سوري في حي باب الشعرية، وكان لوالده علاقة وطيدة بالقصر إذ كان يعمل مستشاراً للأمير يكن باشا حفيد محمد علي باشا.

 

كان وحيداً بعد أن فقد أبويه أربعة من الأبناء قبله ، عندما حملت أمه به نصحتها إحدي الصديقات ، كما كانت العادات قديماً ، للذهاب الي احد الشيوخ لأخذ البركة حتي يكتمل الحمل .

ذهبت الأم إلي الشيخ الذي باركها وطمأنها وقال لها أن ما في بطنها صبي وأنه عليها أن تحفظه القرآن وتتذره عندما يكبر للدفاع عن قضايا الاسلام كما ساند الحركة الوطنية في مصر .

وبالفعل نفذت الأم كلام الشيخ وحفظ يعقوب القرآن الكريم تنفيذاً لنذر أمه للشيخ ، فكان يقرأ في التوراة والإنجيل والقرآن ، وعندما بلغ الثالثة عشر ظهرت عليه بوادر الأدب و الشعر فكتب قصيدة يمدح فيها الأمير يكن الذي أعجب بها أيما إعجاب فما كان منه إلا أن أرسل صنوع إلي بعثة لإيطاليا لدراسة الآداب والفنون علي نفقته الخاصة عام 1853م .

عام 1855، عاد صنوع من إيطاليا ليعمل مدرساً لأبناء الخديوي يدرس لهم اللغات التي كان يتقنها والموسيقي و الأدب .

 

كان له دور بارز في تعريف العالم الأجنبي بالآداب العربية و الإسلامية عن طريق ترجمه العديد من القصائد العربية الي اللغات الأجنبية التي كان يتقنها فكان يتقن العبرية ، اليونانية ، الاسبانية ، الانجليزية ، الألمانية وغيرهم الكثير، كما نشر العديد من المقالات و الدراسات عن الأدب الإسلامي في العديد من الجرائد الإنجليزية و الفرنسية .

عام 1869 فكر صنوع في تأسيس مسرح مصري فقام بتأليف العديد من المسرحيات الشعرية القصيرة ولحنها وعرضها في قصر الخديوي وفي حضور ضيوفه من الباشوات ، فأعجب به الخديوي إسماعيل وأطلق عليه لقب " موليير مصر "، كما طلب منه أن يعرض مسرحياته في مسرحه الخاص بقصر النيل .

كان أول ظهور نسائي بالمسرح علي يد صنوع ومن أشهر مسرحياته في ذلك الوقت "آنسه علي الموضه" ، "غندوره مصر" ، "الضرتان" .

أعجب الخديوي بأعماله حتي أنه سمح له أن ينشئ مسرح قومي لعرض أعماله عرض اكثر من ٢٠٠ عرض ل 32 عمل مسرحي من تأليفه .

إلا أن رضا الخديوي عنه لم يطول فبعد عرضه لمسرحية "الوطن والحرية" والتي كانت تنتقد القصر ، غضب الخديوي غضباً شديداً ونفي صنوع إلي فرنسا والتي إستقر بها باقي حياته وحتي وفاته المنية عام 1912 م .

أنشأ صنوع العديد من الصحف مثل ابونضارة ، المواطن المصري ، ابوصفارة ، الثرثارة المصرية، كما حصل علي العديد من الألقاب منها موليير مصر الذي منحه إياه الخديوي إسماعيل وصديق السلام وذلك عقب زيارته للسلطان عبد الحميد الثاني في القسطنطينية عام 1891.