الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد جمال يكتب| محمد رمضان "نيفر إند"

صدى البلد

لا تنطبق مقولة "نيفر إند" على أحد أكثر مما تنطبق على الفنان محمد رمضان.
من يرى حملات الهجوم التي يتعرض لها محمد رمضان، منذ سنوات، لا يمكن أن يصدق أو يتخيل، ليس فقط قدرته على الاستمرار، بل بالنجاح الجماهيري الساحق أيضا.
يحسب لمحمد رمضان بكل تأكيد قدرته على التحدي، وذكاؤه في اختيار أدواره، وفهمه التام لسيكولوجية الجمهور، سواء في أعماله التلفزيونية أو السينمائية.

دويتو محمد رمضان ومحمد سامي، ليس صدفة، ولا مجازفة متهورة كما اعتقد البعض، بعد أزمة مسلسل "نسل الأغراب"، الذي عرض في رمضان قبل الماضي، وتعرض مخرجه محمد سامي لأزمة كبيرة وهجوم أكبر من رواد "السوشيال ميديا"، بل كان هدف الثنائي هو استعادة أجواء تعاون مثمر، لـ "الأسطورة" رفاعي الدسوقي، هذا العمل الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، حين عُرض في رمضان 2016، واللذان استطاعا إعادة جماهيريته هذا العام من خلال تقديم "جعفر العمدة"، المسلسل الذي حقق نفس نجاح "الأسطورة" إن لم يكن أكثر.

والحقيقة أنه ليس صحيحا أن سبب نجاح "سامي" و"رمضان" تقديمهما شخصية "البطل الشعبي" التي يحلم بها الجميع، لأن الشخصية نفسها يتم تقديمها كل عام تقريبا، دون تحقيق نفس النجاح، والموسم الرمضاني الحالي على سبيل المثال يشهد عرض مسلسل "الأجهر" للفنان عمرو سعد، والذي يدور بشكل أو بآخر حول فكرة البطل الشعبي، لكنه لا يحقق نفس النجاح ولا الجماهيرية.

لم يكن البطل الشعبي فقط هو سبب هذا النجاح الجماهيري الكبير، بل المبالغة الشديدة في قوة البطل وإمكانياته.. إنه البطل الذي لا يهزم أو يقهر، الذي يذكرنا بالبطل في الأفلام الهندية القديمة، أو الأساطير الشعبية الخارقة.

تيمة الرجل الذي يتزوج من أربع نساء، أو ما يسمى بظاهرة تعدد الزوجات، من التيمات التي تجذب عيون وقلوب المشاهدين، وإن اختلف البعض معها لأسباب اجتماعية ونفسية، وكلنا يتذكر النجاح الكبير الذي حققه الفنان الراحل نور الشريف بمسلسله الناجح، جماهيريا أيضا "عائلة الحاج متولي"، الذي تم عرضه في رمضان 2001، ومن هنا استغلال الثنائي رمضان وسامي لهذه التيمة مضمونة النجاح.

التشويق أيضا من الأمور اللافتة التي جذبت المشاهدين في "جعفر العمدة"، خاصة أن محمد سامي، مخرج يعرف جيدا "الجمهور عايز إيه"، فيقدم له وجبة دسمة حسب مزاجه ورغبته، ربما تبعده أحيانا عن الاهتمام ببعض التفاصيل الصغيرة، التي تهم باقي المخرجين، ومشهد "المعلقة المقلوبة" التي أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خير دليل على ذلك.

لا يمكن أيضا إغفال أداء معظم الممثلين في هذا العمل، خاصة هالة صدقي، التي بدا أنها تمثل، كما لم تمثل من قبل، وكذلك الأداء المميز  للأربع زوجات: إيمان العاصي ومنة فضالي ومي كساب وزينة، إلى آخر فريق العمل، الذي ظهر معظمه بشكل جديد يحسب في الحقيقة للمخرج محمد سامي الذي يجيد صياغة أداء بعض الممثلين بشكل واضح.

يعجبني في محمد رمضان أنه يسير بخطى ثابتة، دون أن يتأثر بالهجوم أيا كانت ضراوته، ويبدو أنه يستمع إلى، ويستجيب أيضا، لكثير من الملاحظات النقدية التي يقتنع بها، ومن أبرزها مثلا عدم تعاونه مع مخرجين كبار، ما عوضه العام الماضي في مسلسل "المشوار"، مع المخرج محمد ياسين، وقبله في فيلم "الكنز" مع المخرج شريف عرفة.

الهجوم على محمد رمضان لم يتوقف، وربما لن يتوقف أبدا، وهو مبرر أحيانا، وغير مبرر في كثير من الأحيان، ولكن المؤكد أن هذا الهجوم لا يؤثر على مسيرته ونجاحه، لا في الغناء ولا في السينما ولا في الدراما، والمؤكد أكثر، حسب ردود الفعل بعد عرض كل حلقة من "جعفر العمدة" أن الجميع يراه، كارهوه قبل محبيه، الاثنان معا يشاهدوه.