عبد المعطى أحمد يكتب: أبطال من سيناء

تمر هذه الأيام ذكرى تحرير سيناء, ولايصح أن تمر هذه الذكرى العزيزة على قلب كل مصرى دون ذكر قائمة الأبطال العظام من رجال قواتنا المسلحة وفى مقدمتهم اللواء عادل فؤاد الذى ارتبط بسيناء وأرضها طوال حياته. إنه أحد أبطال التاريخ المصرى , ومن أهم مؤسسى منظمة سيناء العربية التى تأسست بعد هزيمة يونيو 1967 فى إدارة المخابرات الحربية, وضمت البواسل من أبناء سيناء, حيث قامت هذه المنظمة ببطولات وأعمال يدخل الكثير منها فى مصاف المعجزات مثل القيام بعمليات استطلاع مواقع العدو وتحركاته, وإفشال مؤتمر الحسنة لتدويل سيناء, بالاضافة إلى العمليات التعرضية, حيث كان عادل فؤاد رجلا يتميز بالعلم والأخلاق والشهامة والرجولة, ويحترم بدو سيناء ويحبهم , وله علاقات ممتازة بقبائل سيناء, ومن ثم استطاع أن يدير عددا هائلا من العمليات الخاصة خلف خطوط العدو تجاوزت المائة عملية.

وفى الذكرى العطرة لتحرير سيناء التى واصل الشجعان من أبناء قواتنا المسلحة – ومازالوا- عملية تحريرها من فلول العصابات الإرهابية يجب أن لاننسى أيضا أن المنظمة قد تألقت, وحطمت كل المستحيلات بعد 5يونيو 1967 وطوال سنوات حرب الاستنزاف التى سبقت ملحمة العبور المجيد فى أكتوبر عام 1973بجهود الضباط المقاتلين العظام من الرتب المختلفة مثل: مدحت مرسى,  ومحمد اليمانى, وعادل ثابت, والسعيد نصر, وبدر الدين حامد, ويحيى شبايك, وفتحى عباس, وفؤاد حسين تحت قيادة اللواء محمد أحمد صادق , ثم اللواء محرز عبد الرحمن, ثم اللواء فؤاد نصار الذين تتابعوا على رئاسة إدارة المخابرات الحربية فى هذه الفترة العظيمة من تاريخ الوطن,فالتحية والتقدير لهم جميعا. 

• الإسماعيلية إحدى مدن القناة, وهى عاصمة محافظة الاسماعيلية, أقيمت على الضفة الغربية من بحيرة التمساح, والتى تعد جزءا من ممر قناة السويس, وهى تقريبا تقع فى منتصف المسافة بين بور سعيد شمالا والسويس جنوبا, لكى تكون مركزا لشركة قناة السويس الدولية للملاحة فى عصر الخديو اسماعيل, أما عن نشأة الاسماعيلية فى العصر الحديث, فقد تأسست رسميا فى عهد سعيد باشا, حيث تم وضع حجر الأساس لمدينة التمساح فى 27 إبريل 1862, وسميت بهذا الإسم لوقوعها يومئذ على شاطىء بحيرة التمساج, وفى الرابع من مارس 1863 أقيم حفل كبير من قبل شركة القناة الفرنسية, حيث أطلق اسم الاسماعيلية على المدينة نسبة إلى الخديوإسماعيل حاكم مصر فى ذلك الوقت. 

وفى يناير 1960 صدر القانون رقم 24 لسنة 1960 بإنشاء  محافظة الاسماعيلية. أما تاريخيا فترجع نشأة الاسماعيلية إلى عصر ماقبل الأسرات, حيث كانت المقاطعة الثامنة فى مقاطعات إقليم مصر السفلى, وكانت من أكبر المقاطعات فى هذا العصر وعاصمتها تسمى "براتوم"بمنطقة تل المسخوطة (مدينة أبو صوير حاليا), وقد سار على أرضها من الأنبياء: إبراهيم عليه السلام, ويوسف وإخوته, وأبوهم يعقوب عليه السلام, كما شهدت خروج سيدنا موسى, ورحلة العائلة المقدسة, ودخول عمرو بن العاص إلى مصر. وتعد مدينة الاسماعيلية من أحدث المدن المصرية, إذ نشأت مع افتتاح قناة السويس عام 1869, ولاتزال بعض أحيائها وشوارعها على النسق الفرنسى, وبشكل خاص فى هندسة  وتقسيم المدن والتخطيط العمرانى, وهى تعكس الى اليوم ملامح مشروع الخديو إسماعيل لتحديث مصر, ولهذا السبب أطلق عليها لقب"باريس الصغرى", وكانت المدينة حتى جلاء قوات الاحتلال الانجليزية عام 1956 مقسمة إلى الحى العربى والحى الغربى"الأفرنجى", وكان الحى العربى هوالذى يسكنه المصريون الذين شاركوا فى حفر قناة السويس وترعة الاسماعيلية, واشتهر ببطولات المقاومين المصريين ضد الاحتلال الانجليزى والفرنسى فى المدينة, وكان الحى الإفرنجى مصمما على النمط الفرنسى, وسكن هذا الحى الأجانب من الجنسيات المختلفة وقادة شركة قناة السويس, وعندما تتجول فى شوارع الاسماعيلية ستجد وجودا عادلا للتاريخ, فهناك تماثيل لكل زعماء مصر الوطنيين, كما أن هناك تمثالا للخديو إسماعيل مؤسس الاسماعيلية, وإلى جواره تمثال الفلاح المصرى الذى حفر قناة السويس, وهناك أيضا متحف فردنياند ديلسيبس المهندس الذى حصل على امتياز حفر القناة من الخديوى اسماعيل, وفى المتحف  نموذج للدعوة الأصلية التى وجهت للملوك لحضور حفل افتتاح القناة, وفى الاسماعيلية طريق حورس الحربى الذى يمتد من القنطرة شرق حتى رفح المصرية.