الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كما يذوب الملح في الماء.. خطيب المسجد النبوي: إذا تجلى الله خضعت الأعناق

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ الدكتور أحمد بن طالب بن حميد، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن الله قد تجلى لعباده في كتابه بصفاته فإذا تجلى بجلباب الهيبة والعظمة والجلال خضعت الأعناق وانكسرت النفوس وخشعت الأصوات وذاب الكبر كما يذوب الملح في الماء .

كما يذوب الملح

وأوضح " بن حميد " خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن الله تعالى إذا تجلى بكمال الأسماء وجمال الصفات وجمال الأفعال الدال على كمال الذات استنفذ من قلب العبد قوة الحب بحسب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغًا إلا من محبته وكان حبه لربه طبعًا لا تكلفا .

وأضاف أنه إذا تجلى تعالى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد، وانبسط أمله وقوي طمعه وسار إلى ربه وحادي الرجاء يحدو ركاب سيره وكلما قوي الرجاء جد في العمل ، وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة انقمعت النفس الأمارة وبطلت أو ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص على المحرمات وانقبضت عنه رعوناتها فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر .

بصفات الأمر والنهي

وتابع: وإذا تجلى بصفات الأمر والنهي والعهد والوصية وإرسال الرسل وإنزال الكتب وشرع الشرائع انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها وذكرِها وتذكرِها والتصديق بالخبر والامتثال للطلب والاجتناب للنهي ، وإذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعثت من العبد قوة الحياء فيستحيي من ربه أن يراه على ما يكره أو يسمع منه ما يكره أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه.

وأشار إلى أنه تبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى ، وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لأوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم، انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا به وبكل ما يجريه على عبده ويقيمه فيه مما يرضى به هو سبحانه .

معنى التوكل

وبين معنى التوكل وهو يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته به، ورضاه بما يفعله به، ويختاره له ، وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء ذلت النفس المطمئنة لعظمته وانكسرت لعزته وخضعت لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له فتعلو صاحبها السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيشه وقوته وحدته .

ولفت إلى أنه إذا عرف العبد ربه أوجب له شهود صفات الإلهية المحبة الخاصة والشوق إلى لقائه والأنس والفرح به والسرور بخدمته والمنافسة في قربه والتودد إليه بطاعته واللهج بذكره والفرار من الخلق إليه ويصير هو وحده همه دون ما سواه وأوجب له شهود صفات ربوبيته التوكل عليه والافتقار إليه والاستعانة به والذل والخضوع والانكسار له .

ونبه إلى أن من كملت فيه معرفة ربه شهد ربوبيته في إلهيته وإلهيته في ربوبيته وحمده في ملكه وعزه في عفوه وحكمته في قضائه وقدره ونعمته في بلائه وعطاءه في منعه وبره ولطفه وإحسانه ورحمته في قيوميته وعدله في انتقامه وجوده وكرمه في مغفرته وستره وتجاوزه وحكمته ونعمته في أمره ونهيه وعزه في رضاه وغضبه وحلمه في إمهاله وكرمه في إقباله وغناه في إعراضه .