استطاع الشاعر الكبير نزار قباني، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، أن ينسج من اللغة ثوباً شعرياً عصرياً فريداً، خاطب به كل الأعمار والثقافات، وجمع ما بين الأصالة والمعاصرة، حيث حافظ على الموروث الشكلى والبنائى للشعر العربى، وتمسك بالصورة الشعرية.
نزار قباني، شاعر سوري، ولد بالتحديد في دمشق، ودرس الحقوق في الجامعة السورية، وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966، ليصدر أول ديوان له عام 1944 بعنوان «قالت لي السمراء» وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها «طفولة نهد»، و«الرسم بالكلمات»، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم «منشورات نزار قباني» وكان لدمشق وبيروت حيز خاص في أشعاره لعلَ أبرزهما «القصيدة الدمشقية» و«يا ست الدنيا يا بيروت».
أحب نزار قباني في طفولته الرسم، وحينما بلغ الخامسة عشرة من عمره، وجد نفسه غارقًا في بحر من الألوان، حتى ثبت له أن اللون أخرس، ومن ثم شُغف بالموسيقى وحاول تعلمها إلى أن تيقن أنه سيكون موسيقيا فاشلا، واكتشف أن الكلمة هي مبتغاه لأنها الأقدر على التعبير عن عواطفه، وهكذا انتقل إلى الشعر، وحفر اسمه في الذاكرة الجماعية ، وشكل حالة لدى الجمهور.
غنت لـ «نزار قباني» كوكب الشرق أم كلثوم، ونجاة الصغيرة، وفايزة أحمد، كما غنى له العندليب عبد الحليم حافظ، ولحن كلماته الموسيقار محمد عبد الوهاب، ومحمد الموجي.
أطلقت على نزار قباني، العديد من الألقاب، أبرزها «شاعر النساء»، بعد رحلة طويلة قضاها فى الكتابة عن النساء، والدفاع عن حقوقهم، لـأثره بهم منذ الصغر، من خلال حبه لأخته وحنان أمه ومخالطته لنساء أقاربه وجيرانه الذين كانه يعيشون معه في الحي بالعاصمة دمشق.