عرض رأس مومياء مصرية بمزاد علني.. لماذا قوانين اليونيسكو تحتاج لمراجعة؟

تبذل الدولة المصرية جهوداً كبيرة في سبيل الحفاظ على الآثار المصرية ، واسترجاع الآثار المصرية من الخارج ، ويذكر إنها استردت 106 قطع أثرية خلال عام 2022.

رأس مومياء مصرية في مزاد علني

علق زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، على إعلان إحدى صالات المزادات الشهيرة عرض رأس مومياء مصرية قديمة للبيع بطريقة المزاد العلني بسعر مبدئي 20 ألف جنيه إسترليني.

وقال حواس: “رأيت صور رأس المومياء وشكلها وملامحها وطريقة التحنيط، هي ملكية، وأرجّح أن تكون ضمن خبيئة المومياوات التي عُثر عليها سنة 1881، وهم لا يعلمون قيمتها، وأنا أرى أن إدارة الآثار المستردة بدأت في اتخاذ إجراءات لإيقاف إجراءات البيع”.

وأضاف خلال تصريحات إعلامية “ المشكلة أننا عندما نتخذ إجراء ونسألهم عن المصدر يرفضون الإجابة، ولابد من أخذ إجراءات عبر السفارة المصرية، هما مش عارفين قيمة المومياء اللي هتتباع”.

وأكمل وزير الآثار الأسبق: “وزارة الآثار أكيد بتعمل إجراءات دلوقتي عشان توقف عملية بيع رأس مومياء في بريطانيا”، مبينًا أنه من الصعب استرداد رأس المومياء، ولابد من إجراءات من الآثار عبر السفارة المصرية، واتخاذ ما يلزم طبقًا للقانون.

خلال زيارته «تاج محل»| مفتي الجمهورية: مشاهدة الآثار مشروعة ولا يحرِّمها الدين

يُعد تزييفًا للتاريخ|الآثار ردًا على بشرة الملكة «كليوباترا» السمراء: كانت بيضاء وملامحها يونانية..صور

وأشار إلى أن قانون اليونسكو الذي ينص على عودة الآثار التي هُربت بعد عام 1972 فقط يعد قانونًا مجحفًا، مطالبًا بالضغط على اليونسكو لتغيير هذه القوانين المُجحفة.

ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية أن إحدى صالات المزادات الشهيرة ستعرض غدًا رأس مومياء مصرية قديمة للبيع بطريقة المزاد العلني، بسعر مبدئي 20 ألف جنيه إسترليني.

وفي تفاصيل الخبر ذكرت الجارديان أن رأس المومياء مملوكة لأحفاد جندي بريطاني كان قد استولى عليها أثناء فترة الحرب العالمية الأولى عندما كان مقيمًا في مصر.

وذكر حفيد الجندي أن العائلة احتفظت برأس المومياء لعشرات السنوات كانت تعرضها في بادئ الأمر بفاترينة بصالون المنزل، ولكن بعد تخوف الضيوف منها، وضعوها بخزانة مغلقة في بدروم البيت.

ما تفاصيل رأس المومياء المصرية؟

عرض أحفاد جندي بريطاني في الحرب العالمية الأولى رأس مومياء مصرية قديمة عمرها 2800 عام للبيع، كانت محتجزة في خزانة منذ عقود، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست.

وبحسب الصحيفة، تم إحضار القطعة الأثرية الثمينة إلى المملكة المتحدة من قبل جندي بريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، وتم تأريخ القطعة بالكربون في الفترة الزمنية بين 800 و750 قبل الميلاد.

وهذه الرأس مملوكة لأحفاد جندي بريطاني، استحوذ على الرأس خلال إقامته بمصر أثناء الحرب العالمية الأولى، كما أن رأس المومياء النادرة، سوف تلفت الأنظار ويبدأ بها المزاد بـ 20000 جنيه إسترليني، أو ما يقرب من 25000 دولار.

وقال البائع في أوكسفوردشاير، والذي اختار عدم الكشف عن هويته: سيكون مثاليًا إذا تمكنا من الذهاب بالرأس إلى مكان يمكن دراسته وتقديره، آمل أن يلتقط المتحف الأهمية التاريخية.

وقال قريب من الجندي الذي استولى على رأس المومياء: إذا لم يتم بيعها، فمن المحتمل أن أقرضها لمتحف، حيث يمكن عرضها على أي حال.

ويُباع الرأس في مزاد Swan Fine Arts في Tetsworth، ومن المقرر بيعه بالمزاد اليوم الأربعاء 3 مايو.

وأوضح ماثيو هال، المتخصص في مزاد Swan Fine Art، أن مثل هذه القطعة الأثرية كانت اكتشافًا غير عادي، من النادر جدًا رؤية مومياء مصرية من العالم القديم في مزاد علني، لا سيما قطعة تتمتع بهذا الحفاظ الرائع.

وبحسب المتخصص، تم تحنيط الرأس المعروض للبيع بالمزاد خلال الفترة الانتقالية الثالثة لمصر القديمة، والتي كانت بين 1070 قبل الميلاد و664 قبل الميلاد.

إلى من تعود هذه الرأس ؟

في هذا الصدد قال الدكتور أحمد بدران أستاذ الآثار بجامعة القاهرة إنه يوجد قانون 117 لعام 1983، والذي منع خروج وبيع والتجارة في الاثار، مشيراً إلى أنه  في السابق كانت الآثار تباع وتشتري وكان هناك معها شهادة منشأ أيضا، ولكن جاء هذا القانون لتقنين ومنع هذا الامر.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن هذه الرأس الموجودة في بريطانيا هي عبارة عن رأس مومياء مصرية محنطة ويبدو أن الرجل الذي كان يقتنيها كان يعود لفترة الحرب العالمية الأولى اي 1914 وهو جندي بريطاني كان موجود في مصر واشترى هذه الرأس من تجار الآثار واحتفظ بها في بيته بإنجلترا، وكان يضعها في فاترينا عرض زجاجية وبعد ذلك تم حفظها في خزانة حتى توفي الرجل ، حتى جاء حفيده وعرضها للبيع في مزاد علني بسعر 20 ألف جنيه إسترليني بما يعادل 25 ألف دولار أمريكي.

وزير الآثار: التجربة السياحية التي سيقدمة المتحف المصري الكبير مميزة

بعد حالة الجدل العالمية بسبب فيلم كليوباترا| عالمة الآثار مونيكا حنا تكشف لون بشرة المصريين القدماء..تفاصيل

وأشار الدكتور أحمد بدران : أن ملامح المومياء تدل على انها لشخصية ذات أهمية كبيرة وليس لشخص عادي من مصر القديمة ويرجح أنها تكون خاصة بأميرة ملكية أو بملك او ملكة وخرجت من خبيئة الدبر البحري.

تم عمل تاريخ لهذه الراس في بريطانيا بتنقنبك كربون ١٤ وهي تقنية مخصصة لاستخدامها في تاريخ الاثار العضوية من ٨٠٠ الى ٩٠٠ قبل الميلاد وهي الفترة التي أتت عقب نهاية الدراك الحديثة والتي انتهت بوفاة رمسيس ١١ حتى عصر الانتقال الثالث وهذه هي الفترة التي ترجع إليها هذه الرأس.

ماذا عن استرداد الرأس؟

أستكمل أستاذ الاثار : مصر تقوم بجهود كبير في سبيل استرجاع الآثار وعلى سبيل المثال ما قامت به مصر مؤخراً لاسترجاع التابوت الأخضر.

وأردف : هناك اتفاقية صادرة عن اليونيسكو صدرت عام 1970 وكان تفعيلها في 1972 والتي تنص على حذر تصدير الاثار لخارج مصر لكن طبقا لهذه الاتفاقية فهي تساعد في إرجاع الاثار التي خرجت بعد توقيع الاتفاقية أي بعد عام 1970، وبالتالي أي شيء غير ذلك يجب أن يتم عبر الخبراء المتخصصين بالقانون الدولي لاسترجاع الاثار.