الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يُرفع سقف الدين الأمريكي هذه المرة كالعادة؟

صدى البلد

ما بين مد وجزر ونقاشات مطولة بين الجمهوريين والديمقراطيين، تبقى مسألة سقف الدين الأمريكي هي المسيطرة على المزاج العام للأسواق العالمية حاليا، لما تقدمه من إشارات حول وضع أكبر اقتصاد في العالم خلال الفترة المقبلة.

 

لكن في البداية ما هو سقف الدين..وما الهدف منه؟

يشير المصطلح إلى الحد الأقصى من الأموال التي يمكن أن تقترضها الولايات المتحدة ويحدده الكونجرس، وهو نظام معمول به في الولايات المتحدة منذ عام 1917.

وفي حالة ارتفاع مستويات الدين الحكومية أعلى سقف الدين، تتدخل وزارة الخزانة عبر اللجوء إلى تدابير استثنائية أخرى لدفع الالتزامات والنفقات الحكومية حتى يتم رفع سقف الدين مرة أخرى.

وفي ديسمبر من عام 2021، أقر الكونجرس الأمريكي زيادة سقف الدين الفيدرالي إلى حوالي 31.4 تريليون دولار.

وتمت زيادة سقف الدين 78 مرة منذ عام 1960 لتجنب أسوأ سيناريو ممكن وهو تخلف الحكومة الأمريكية عن سداد ديونها، ولم تتخلف أمريكا عن السداد طوال تاريخها.

والمقصود بتعليق سريان سقف الدين سن تشريع يتجاهل الحد على الدين الحكومي وبالتالي يتوفر لدى الحكومة الحرية للاقتراض للدفع دون القلق من الإغلاق.

تحديد سقف للدين مسألة ضرورية فهي تسمح للخزانة بإصدار سندات بسهولة دون الحصول على موافقة الكونغرس كل مرة.

كما أنه مهم لتمويل العمليات الفيدرالية للدولة، وتحسين كفاءة الحكومة فيما يتعلق بالقدرة على تمويل الالتزامات بما في ذلك مزايا الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.

 

تعنت جمهوري أمام زيادة سقف الدين

شهد سقف الدين آخر زيادة في نهاية 2021 وذلك بنحو 2.5 تريليون دولار، ومع اقتراب الوصول إلى سقف الدين ينبغي على الحكومة كسب الجمهوريين في مجلس النواب.

 

وفي الماضي كانت الحكومة تتجنب خرق سقف الدين بزيادته لكن الجمهوريين في مجلس النواب أعلنوا أنهم لن يدعموا زيادة سقف الدين تلك المرة إلا بتوفير تخفيضات في الإنفاق أو تنازلات أخرى.

 

وقال رئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري كيفن مكارثي، لـ CNBC إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستتخلف عن سداد ديونها مع استمرار المفاوضات المتوترة بشأن سقف الديون.

 

وامتنع مكارثي عن القول إنه متفائل بشأن حالة المحادثات، لكنه قال إنه يشعر بالتشجيع من استعداد الرئيس جو بايدن للتفاوض.

 

وكانت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، قد من جديد من أن أميركا قد تتخلف عن سداد ديونها بحلول الأول من يونيو حزيران ما لم يتم رفع سقف الدين.

وفي خطاب إلى الكونغرس الإثنين 15 مايو أيار، قالت يلين إن التخلف الفعلي عن السداد قد يحدث بعد أيام أو أسابيع قليلة من تلك التقديرات.

وأضافت يلين"الانتظار حتى اللحظة الأخيرة لرفع سقف الدين قد يكون لديه تداعيات خطيرة على ثقة الأعمال والمستهلكين".
 

 

عواقب اقتصادية في الانتظار
 

الصراع على سقف الدين يجدد المناقشات حول العواقب الفعلية التي ستحدث ما إذا لم تتمكن أميركا من الاقتراض لدفع فواتيرها بما في ذلك ما تدين بها لحاملي سندات الخزانة.

ففي الوقت الذي يرى فيه الجمهوريون أن تداعيات خرق سقف الدين والتخلف عن السداد مبالغ فيها، يحذر البيت الأبيض والديمقراطيون من سيناريوهات مؤلمة تتضمن إغلاق وظائف أساسية في الحكومة ونظام الصحة العامة المتعثر.

وكانت المرة الأخيرة التي وصلت فيها الولايات المتحدة إلى سقف الدين عام 2011 وتسبب ذلك في هزة للأسواق وتحديداً الأسهم، كما أثرت على مدخرات التقاعد.

كما كنت تلك هي أول مرة تشهد فيها أميركا خفضاً لتصنيفها الائتماني.

وعلى الرغم من نجاح الحكومة في تجنب التخلف عن السداد، وجدت الوزارة أن التأخير في رفع السقف أضر بالاقتصاد واستغرقت الأزمة أشهر للتعافي. 

ومن جانبها قالت وزيرة الخزانة الأميركية إن فشل الكونغرس في رفع سقف الدين الاتحادي سيتسبب في ضربة هائلة للاقتصاد الأميركي ويضعف موقف الدولار باعتباره العملة الاحتياطية العالمية.

وأضافت جانيت يلين أنه لا يزال هناك عدم يقين بشأن متى ستنفد السيولة اللازمة لسداد ديون الحكومة، لكنها ستبقي الكونغرس على علم بأي تغيير في الموعد والذي قد يكون في الأول من يونيو تقريباً.