الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأزهر: احترام التنوع يسهم في تعزيز السلم والأمن العالميين

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

احتفى مرصد الأزهر، بـ اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، فوفق بيانات الأمم المتحدة فإن 89% من الصراعات والنزاعات التي يشهدها عالمنا اليوم تحدث في دول يقل أو يغيب بها الحوار بين الثقافات، الأمر الذي يمتد أثره إلى تعطل جهود السلام والتنمية بها.

اليوم العالمي للتنوع الثقافي

ومن هنا جاء أهمية تذكير العالم بضرورة حماية تنوع أشكال التعبير الثقافي وكذلك حماية التراث الثقافي، وتشجيع التغيير الإيجابي بوسائل صنع الثقافة في ظل التطور الرقمي الحالي، فضلًا عن مد جسور الحوار بين الجميع بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية بما يدعم التنمية المستدامة التي تسعى دول العالم إلى تحقيقها، ولهذا خصصت منظمة "اليونسكو" يوم الـ 21 من مايو يومًا عالميًا للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية.

وتابع الأزهر: مما لا شك فيه أن احترام التنوع الثقافي وأشكال الثقافة المتعددة يسهم في تعزيز السلم والأمن العالميين، وإيجاد قواسم مشتركة بين شعوب الأرض للتواصل والتفاعل الإيجابي، ما يشكل عامل حماية من الأفكار المتطرفة التي تجد منفذًا لها في بعض المجتمعات من خلال ترسيخ الانقسامات بين أفرادها وتعزيز سلطة "الأنا" الرافضة للآخر المختلف ثقافيًا.

استراتيجيات استنزاف التنظيمات الإرهابية 


كما سلط مرصد الأزهر في مقال له الضوء على أساليب واستراتيجيات استنزاف التنظيمات الإرهابية والتي لخصها في عدة محاوركالتالي:

الاستراتيجية الأولى هي استهداف قادة التنظيم حيث فقد تنظيم داعش خلال الثلاث سنوات الماضية ثلاثة من قادته الذين احتلوا صدارة التنظيم وقيادته، ففي أكتوبر 2019م، قُتل "أبو بكر البغدادي"، وفي  فبراير 2022م، قُتل "أبو إبراهيم القرشي"، وفي  أكتوبر من العام ذاته، قُتل "أبو الحسن الهاشمي". وربما قريبًا يعترف التنظيم بمقتل زعيمه "أبو الحسين الحسيني" الذي أعلنت تركيا مقتله نهاية أبريل الماضي 2023م، هذا بخلاف عدد آخر من قادة الصف الثاني في التنظيم من أمثال "ماهر العقال"، و"خالد عيد الجبوري". 
ويرى المرصد أن تصفية قادة داعش لا تُحدث انقلابًا حقيقيًّا في التنظيم، ولا تترك تأثيرًا ملفتًا للنظر في ديناميكية الحرب عليه، ولكنها من ناحية أخرى لها تأثير مهم على المدى القصير، حيث يواجه التنظيم بسببها بعض التطورات السلبية، وخصوصًا في القيام بعمليات إرهابية؛ إذ يستغرق بعض الجهد، والوقت في اختيار زعيمًا جديدًا، خصوصًا في الوقت الراهن الذي لم يعد لدى التنظيم أيًّا من القيادات التاريخية القديمة.

أما الاستراتيجية الثانية فتتلخص في  تنفيذ عمليات عسكرية ضد أي تنظيم إرهابي في مناطق تمركزه في الجبال والمناطق الريفية  مما له أهمية في  استنزاف هذا التنظيم، وتضييق الخناق عليه، وخفض الروح المعنوية لأفراده. وتنظيم داعش الإرهابي نفسه يقوم بعمليات استنزاف للقوات المحلية في بعض الدول الأخرى التي له فيها تواجد.ويمكننا القول إن مُداهمة التنظيم، والقبض على أفراده، وإجراء حوارات تلفزيونية معهم عامل مهم في استنزاف التنظيمات الإرهابية، وفي الوقت ذاته يُعد خطوة مهمة في صياغة خطابٍ إعلامي مضاد للخطاب الإعلامي لهذه التنظيمات، وهذا بلا شك خطوة مهمة على طريق حماية الشباب من مخاطر الاستقطاب.  

الاستراتيجية الثالثة هي تجفيف منابع الموارد المالية والذي يعد من أهم العوامل التي تُسهم في الحفاظ على سلامة التنظيمات الإرهابية، وبقائها، وقدرتها على تنفيذ عمليات فليس من السهل على التنظيمات الإرهابية خوض معركة ناجحة بدون الإمكانات المالية اللازمة، والدعم اللوجستي؛ لهذا السبب، فإن القضاء على الموارد المالية لهذه التنظيمات له تأثير قوي عليها. والقوة المالية لتنظيم داعش الإرهابي ستكون أكبر نقاط ضعفه.
الاستراتيجية الرابعة هي تجفيف المنابع الفكرية من أجل حماية الهوية الجمعية للتنظيمات الإرهابية، ولضمان سلامتها، تحرص هذه التنظيمات على أن يكون لدى أعضائها ثقة كاملة في قادة التنظيم، ودعاته، ومنظريه، وأن يكون لديهم إيمان تام بأيدولوجية التنظيم. ومن هنا، يمكن أن تكون التنظيمات الإرهابية حساسة للغاية تجاه الأفكار، والسلوكيات المعارضة التي قد تفسد سلامة المجموعة، حتى لو كانت نابعة من الداخل، وتهدف إلى معالجة بعض الأمور. ويؤكد ذلك حرص كافة التنظيمات على قتل أى عملية، أو حركة نقدية في  مهدها

وختاماً يري المرصد أن تفنيد الآراء المغلوطة، والمتطرفة، وتسليط الضوء عليها في وسائل الإعلام التقليدية، وغير التقليدية، وإظهار انحرافها بالأدلة، والبراهين.. كل هذا يُعد من أهم العوامل التي  تؤثر بقوة على التنظيمات الإرهابية، وخاصة داعش القائم على فكرة الأيديولوجية المتطرفة، وليس لديه منظرون علميون أقوياء، وقائم فقط على دغدغة المشاعر بشعار الدولة التي لم يعد لها تواجد سوى في أذهان أفراده، وفي الفضاء الإلكتروني.

مما سبق يتضح لنا أن القضاء على أي تنظيمٍ إرهابي يتطلب وقتًا، وخططًا، وجهودًا كثيرة، ومتداخلة أمنية، وفكرية، واقتصادية، وإعلامية، وكلها مكملة لبعضها بعض؛ إذ لا يمكن التعامل فكريًّا مع من يرتدي حزامًا ناسفًا، ولا يمكن التعامل أمنيًّا مع من قُبض عليه.