الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لتوفير بيئة هادئة.. خبراء يكشفون أهمية تعزيز الجوانب السلوكية للطلاب بالامتحانات

طلاب - صورة ارشيفية
طلاب - صورة ارشيفية

موسم الامتحانات كل عام لا يمر بدون ان تنتشر الأخبار الخاصة بتسريب الأسئلة، وعودة جروبات الغش عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، خاصة " التليجرام" و "الفيس بوك"، وانتشار وقائع الغش والتسريب في الامتحانات، وهو الأمر الذي أصبح يحتاج وقفه صارمة وحملات موسعة من العديد من الجهات لوقف مثل هذه الظاهرة قبل انطلاق موسم الامتحانات الأكبر الثانوية العامة.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أن مشكلة الغش في الامتحانات تعتبر من المشاكل الشائعة التي تواجهها المؤسسات التربوية في مختلف الأنظمة التعليمية، موضحًا أن بالرغم من الجهود المبذولة من قبل وزاراة التربية والتعليم في تحديد الضوابط والقوانين لمنع الغش، إلا أنها لا تكفي في بعض الأحيان للتصدي بشكل كامل لهذه المشكلة.

وأشار الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إلى أن يعود ذلك جزئيًا إلى التحديات التي تواجه عملية رصد ومكافحة الغش، مثل تطور التكنولوجيا واستخدام الأجهزة الذكية التي تسهل عملية الغش، بالإضافة إلى التنظيم والإشراف على الامتحانات وعدم القدرة على رصد كل حالة غش.

وأوضح الخبير التربوي، أن حل مشكلة الغش تتطلب تبني استراتيجيات شاملة تشمل ترسيخ القيم الأخلاقية والنزاهة عند الطلاب بداً من طلاب المرحلة الابتدائية وحتي مرحلة التعليم الجامعي وفي المجتمع بشكل عام، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة التعلم الحقيقي والاعتماد على المعرفة والمهارات الحقيقية لدى الطلاب.

ولفت الدكتور محمد عبد العزيز، إلى أن الغش عادة سلوكية سيئة تتمثل في سعي التلميذ للنجاح دون بذل جهد أو استحقاق معا، ولهذا اعتبرت من أخطر الظواهر التربوية التي تواجهها الأنظمة التربوية و التي ألحقت الضرر بالتلميذ والمعلم على حد سواء، فتؤدي إلى التشكيك في مصداقية الشهادات ومصداقية النظام التعليمي بشكل عام.

وشدد الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، علي ضرورة توفير إجراءات صارمة وفعالة للرقابة والتحقق خلال عملية الامتحانات، بما في ذلك استخدام تقنيات التحقق والرصد، وتوفير بيئة امتحانية تحد من فرص الغش.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تعزيز التوعية والتثقيف لدى الطلاب وأولياء الأمور حول أضرار الغش وأهمية النزاهة في العملية التعليمية، يجب توفير دعم ومساعدة للطلاب في تطوير مهارات الدراسة والاستعداد الجيد للامتحانات، بحيث يكون لديهم الثقة في قدرتهم على التفوق بناءً على جهودهم الحقيقية والعمل الجاد.

وصرح الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، بأن بالتعاون بين جميع الأطراف المعنية، يمكن تقليل مشكلة الغش في الامتحانات وتعزيز النزاهة والجودة في العملية التعليمية.

ومن جانبه، أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبير التربوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن انتشار ظاهرة الغش في الامتحانات تعود إلى ضعف القيم الأخلاقية في المجتمع، موضحة أن عندما يفتقد المجتمع إلى القيم مثل الصدق والعدالة واحترام العمل الجاد، يصبح من السهل على الأفراد تجاوز القوانين وارتكاب المخالفات.

وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن في مجال الامتحانات يكون للمنافع الشخصية والضغوط النفسية دور في دفع الطلاب إلى اللجوء إلى الغش، لان إذا كان هناك قيم ضعيفة للنزاهة والصدق واحترام القوانين، فإن الطلاب قد يرون الغش كوسيلة لتحقيق النجاح أو التفوق بدلاً من الاعتماد على المعرفة والمهارات الحقيقية.

وصرحت الخبيرة التربوية، بأن مكافحة ظاهرة الغش في الامتحانات تتطلب تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع بشكل عام، مشددة على ضرورة ترسيخ أهمية الصدق والنزاهة والاحترام للقوانين في التعليم والعملية التربوية، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بالتبعات السلبية للغش وتعزيز القيم الأخلاقية لدى الطلاب والمجتمع بشكل عام.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم تبني إجراءات صارمة لمكافحة الغش في الامتحانات، مثل تطبيق إجراءات أمنية مشددة واستخدام تقنيات التحقق والرقابة، ويجب أيضًا توفير بيئة تعليمية تشجع على النزاهة والاحترام للقوانين وتعزيز الثقة بين الطلاب والمدرسين.

وأشارت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أن الأسرة تلعب دورًا هامًا في حل هذه المشكلة، حيث ينبغي على الأسرة توفير بيئة داعمة وتعزيز القيم والسلوكيات الإيجابية لدى الأبناء.

وأضافت الخبيرة التربوية، أن المدرسة تتحمل مسؤولية كبيرة في تعزيز التوجيه والتوعية للطلاب بأهمية القوانين والأخلاقيات الصحيحة في الامتحانات.

وأخيرًا، أكدت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، على دور المعلم نفسه في مواجهة وحل تلك المشكلة، حيث يجب أن يكون المعلم قدوة ومثالًا حسنًا للطلاب ويشجعهم على الالتزام بالقوانين والقيم الأخلاقية.

ومن جانب اخر، أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن إصلاح مشاكل التعليم يعكس التزام الدولة ووزارة التربية والتعليم بتحسين نظام التعليم وتطويره بشكل شامل. تهدف هذه الخطط إلى تحسين جودة التعليم ورفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب، وتعزيز فعالية العملية التعليمية وتوفير بيئة تعليمية محفزة ومشجعة.

وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن حل مشكلة تقويم سلوك الطالب والتزامه بقوانين الامتحان داخل اللجان هو تعزيز دور كل فرد في حياة الطالب، بدءًا من دور الأسرة وحتى دور المدرسة والمعلم.

وأشار الدكتور محمد فتح الله، إلى أن دور الأسرة يتمثل في توفير بيئة صحية وداعمة للطالب، وتعزيز القيم والأخلاق والانضباط السلوكي، ويمكن للأسرة تعزيز الالتزام بالقوانين والقيم الأخلاقية وتوجيه الطالب للالتزام بالسلوك الصحيح في الامتحانات.

وتابع: أما دور المدرسة، فتتضمن إنشاء بيئة تعليمية تشجع على النزاهة والاحترام لقوانين الامتحان والأخلاق الأكاديمية، من خلال توفير برامج توعوية وتثقيفية للطلاب حول أهمية النزاهة والتزام القواعد.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب المعلم دورًا هامًا في حل تلك المشكلة، حيث يمكنه توجيه الطلاب وتعزيز قيم النزاهة والاحترام للقوانين. يمكن للمعلم تبني الأساليب التعليمية المناسبة لتنمية الوعي والمسؤولية لدى الطلاب فيما يتعلق بقوانين الامتحانات.

وأضاف أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن حل مشكلة تقويم سلوك الطالب للالتزام بقوانين الامتحان داخل اللجان يتطلب اتخاذ عدة إجراءات وتدابير، ومن بينها:

-توفير لجان امتحانية تتوافر فيها الشروط المناسبة لسير الامتحان بشكل مرتب ومنظم، مع وجود مراقبة فعالة للطلاب والمراقبين لضمان التزام الطلاب بقوانين الامتحان.

-توعية الطلاب بأهمية الالتزام بقوانين الامتحان وتوضيح عواقب الغش والسلوك غير اللائق. يمكن تنظيم جلسات توعوية وورش عمل لشرح قوانين الامتحان وتوضيح الأخلاقيات المتعلقة بالتقيد بها.

-وضع قواعد صارمة للتصرف مع الطلاب الذين ينتهكون قوانين الامتحان، مثل توقيع إقرارات امتحانية تنص على العقوبات المحتملة للطلاب الذين يخالفون تلك القوانين.

-استخدام التكنولوجيا في تعزيز الرقابة والمراقبة خلال الامتحانات، مثل استخدام الكاميرات المراقبة وبرامج الكشف عن الغش الإلكتروني. 

-تدريب وتأهيل المراقبين والمشرفين على الامتحانات للتعرف على أنماط السلوك غير اللائق واتخاذ الإجراءات المناسبة في حالة اكتشاف أي خروقات.

-تشجيع الثقافة الأخلاقية بين الطلاب وتعزيز قيم النزاهة والشرف والاحترام فيما يتعلق بأداء الامتحانات.

-التعريف بأهمية النزاهة والمسؤولية في العمل التعليمي وتأثيرها على جودة التعليم وتطور الطلاب.

-توضيح القيم الأخلاقية اللازمة للمعلمين والمراقبين مثل الصدق والعدالة والنزاهة والاحترام.

-توضيح العواقب السلبية للتراخي والغش في العمل التعليمي على المجتمع والطلاب وسمعة المؤسسات التعليمية.

-توفير استراتيجيات وأدوات لتعزيز النزاهة والقيم الأخلاقية في العمل التعليمي، مثل تصميم امتحانات فعالة وتقييم عادل وتشجيع الطلاب على النزاهة والمسؤولية.

-إنشاء آليات وسياسات للكشف عن حالات الغش ومعالجتها بشكل فعال وعادل.