الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العشر الأول من ذي الحجة.. اعرف فضلها وأحب الأعمال فيها

صدى البلد

العشر الأول من ذي الحجة .. هي الأيام العشر الأولى، وتعد من أعظم الأزمنة والأوقات ؛ فقد فضلها الله، وأفردها عن غيرها من الأوقات، وميزها عن أوقات أخرى بالعديد من الفضائل والميزات؛ شحذا للهمم والعزائم، وسعيا إلى زيادة الأجور والحسنات؛ العشر الأوائل من ذي الحجة ، تجتمع فيها أمهات العبادات؛ من صلاة، وصيام، وحج، وغيرها، ولا يكون ذلك في غير العشر من أيام السنة، وقد بين العلماء أن  العشر الأوائل من ذي الحجة أفضل من الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، أما ليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان فهي أفضل من ليالي العشر الأوائل من ذي الحجة.

موعد صيام العشر من ذي الحجة

ووفقا  للحسابات الفلكية، من المتوقع أن يولد هلال شهر ذو الحجة مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة السادسة والدقيقة 38 فجرا بتوقيت القاهرة يوم الأحد 29 ذي القعدة 1444، الموافق 18 يونيو 2023، ووفقا لمعهد البحوث الفلكية .

ومن المتوقع أن يبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة لمدة 29 دقيقة، وفي القاهرة لمدة 36 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم وهو يوم الرؤية، فيما سيبقى الهلال في محافظات جمهورية مصر العربية في سمائها لمدد تتراوح بين 31 – 37 دقيقة.

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، إن صيام العشر من ذي الحجة من أفضل الأيام، وأعظمها عند الله وفضل العبادة فيها عظيم.

 

وأضاف الأطرش ل"صدى البلد"، أنه قد جاء في فضل قيامها ما رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر.


وتابع: أن أهل العلم استحبوا صيام الأيام التسعة من ذي الحجة، لما ورد في مسند أحمد وسنن النسائي عن حفصة رضي الله عنها قالت: أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة.

 

العشر الأوائل من ذي الحجة .. سبب تسميتها  

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق في فضل الأيام العشر الأول من ذي الحجة، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيها: ما من أيام «العمل الصالح فيهن»، -وفي رواية البخاري: «فيها» - «أحب إلى الله من هذه الأيام»، وفي رواية الترمذي: «من هذه الأيام العشر»، فحددها، قالوا: "يا رسول الله، ولا الجهاد؟! قال: «ولا الجهاد»، رغم أن أفضل الأعمال عند الله عز وجل الجهاد في سبيله عز وجل".

 

وأضاف جمعة، في خطبة مسجلة له على صفحته الرسمية: "روي عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم 9 أيام من ذي الحجة وكان يفطر يوم العيد وثلاث أيام التشريق وكان يقول: لا صيام يوم العيد أو في أيام التشريق حتى وصلت إلى حرمة صيام هذه الأيام، وفي حديث آخر: "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام خمس أيام وهي يوم عيد الفطر ويوم الأضحى وثلاث أيام التشريق".

 

وتابع: "سميت الأيام العشر رغم أننا نصوم 9 أيام فقط لأن يوم العيد أو يوم النحر يدخل في فضل هذه الأيام بكثرة الذكر وذبح الأضحية، فأصبحت 10 أيام، وصيام واحد من تلك العشر يعدل صيام سنة كما ورد عن الترمذي في حديث سنده ضعيف، إلا أن العلماء وأهل الفضل أخذوا به من باب الحث على عمل الخير والعبادة والطاعة لله عز وجل، وقيام ليلة واحدة في هذه الليالي العشر يعدل قيام ليلة القدر".

العشر الأوائل من ذي الحجة هل يشترط تبييت النية قبل صيامها 
 

قالت دار الإفتاء المصرية، إن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أنه لا يشترط تبييت النية من الليل في صوم التطوع ك صيام العشر من ذي الحجة، بشرط ألا يكون فعل شيئا من المفطرات من أول طلوع الفجر إلى وقت إطلاق نية الصوم.

 

واستشهدت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «هل يجب تبييت النية في صوم التطوع؟» بما روي عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم «يا عائشة، هل عندكم شيء؟» قالت: يا رسول الله، ما عندنا شيء، قال: «فإني صائم» أخرجه مسلم في "صحيحه".


وقال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية، إن نية صيام النافلة أو التطوع يمكن إنشاؤها حتى دخول وقت الظهر من يومها ما لم يكن أتى بمفسدات للصوم، وهذا شأن صيام النافلة عامة، بخلاف صيام الفريضة الذي يجب أن تكون نيته قبل الفجر.


أحب الأعمال في العشر الأول من ذي الحجة


قالت دار الإفتاء المصرية، إن فضل العشر الأول من ذي الحجة عظيم، حثنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على اغتنامها، فعن ‏ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏أنه قال: «‏ما العمل في أيام أفضل منها في هذه» قالوا: "ولا الجهاد؟" قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء» [رواه البخاري].

 

وأوضحت «الإفتاء» في فتوى سابقة لها، أن هناك تسعة أعمال مستحبة في العشر من ذي الحجة لكي نفوز بفضلها، وهي أولا: كثرة الذكر، حيث يستحب الإكثار من الذكر في العشر من ذي الحجة، مستشهدة بما قال الله تعالى: «ويذكروا اسم الله في أيام معلومات» الآية 28 من سورة الحج، وثانيها: التهليل والتكبير والتحميد، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» رواه الإمام أحمد.

 

وأضافت أن ثالثها الصوم، ويسن صوم أول تسعة أيام من ذي الحجة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس، فيما رواه أبو داود، ورابعا أنه يستحب لمن أراد أن يضحي ألا يأخذ شيئا من شعره أو أظفاره، وخامسا صيام يوم عرفة، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» رواه مسلم.