EN 
شاب بشوش الوجه وسيم الملامح.. يعمل في أحد المستشفيات المليئة بالمواطنين "الغلابة" يعامل الجميع باحترام ويقوم بمهامه كطبيب للعظام على أكمل وجه.. مكالمة تليفون غامضة كانت سببا في اختفاء هذا الطبيب نهائيا حتى عثر على جثته أسفل بلاط شقة صديقه طبيب آخر وهنا بدأت رحلة حل اللغز.
جثة مشوهة وخطة بحث رفيعة المستوى
اللواء محمد عبد الله مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة فور اخطاره بوجود بلاغ باختفاء طبيب بمعهد ناصر شكل فريق بحث لفحص البلاغ وبيان ملابساته.. 72 ساعة من جمع المعلومات والتحريات وفحص خط سير الطبيب المختفي كانت كفيلة بحل اللغز حيث تبين ان الطبيب الشاب المحبوب لم يتبق منه سوى جثة شوهها الدفن أسفل بلاط داخل شقة بمنطقة الساحل.
خطة البحث تم وضعها على اعلى مستوى واعتمدت على فحص علاقات الطبيب المختفي الا ان التحريات انتهت جميعها لحسن أخلاقه وعلاقاته وتبين انه من محافظة الشرقية ويعمل بمعهد ناصر ولا توجد له خلافات مع اي شخص وهو ما زاد من صعوبة مهمة البحث، البند الثاني من الخطة كان يعتمد على التقنيات ىالحديثة بفحص خط سير الطبيب أسامة توفيق صبور وسجل مكالمات هاتفه المحمول لتسفر التحريات بعد ساعات طويلة من العمل عن التوصل للنطاق الجغرافي لهاتف الطبيب وتواجده داخل شقة في منطقة الساحل.
انتقل ضباط مباحث القاهرة الى الشقة المنشودة والتي أكدت كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار ان الطبيب دخل اليها بالفعل لكنه لم يخرج منها وهنا بدأ الشك ينتاب ضباط فريق البحث وبالدخول الى الشقة تبين انها تدار كعيادة طبية ملك صديق الطبيب المختفي ومع بداية رحلة البحث في أرجاء الشقة لم يعثر عليه أو على أحد من أصحاب العيادة.
مسرح الجريمة يتحدث
اثناء تجول ضباط الشرطة داخل الشقة بحثا عن اي دليل يقود الى الطبيب اسامة صبور لاحظ أحدهم وجود مشمع بلاستيك على الأرض وشقوق في البلاط أسفله بطريقة مريبة فدفعه الحس الأمني الى الشعور بأن هذا المكان الذي يقفون فيه تحديدا "مسرح جريمة".. أمر الضابط افراد الشرطة المرافقين له الحفر ورفع البلاط لتظهر المفاجأة بالعثور على جثة الطبيب ابن الشرقية مدفونا على عمق أكثر من متر وجثته في حالة انتفاخ وتعفن ما يدل على مرور أكثر من 48 ساعة على الوفاة.
غدر الصحاب
تحولت خطة مباحث القاهرة بعد البحث عن الطبيب الى البحث عن قاتله لتتجه اصابع الاتهام الى صديقه مالك العيادة والذي ما ان تم استدعاءه حتى اعترف تفصيليا بمخططه الشيطاني الذي بدأ بالتفكير في الخطف وطلب الفدية وانتهى بالقتل والدفن.
واشارت التحريات الأولية إلى أن طبيب عظام وراء ارتكاب الجريمة ، بالاشتراك مع ممرض يعمل لديه، تم استدعائهما لاستجوابهما ، وتم كشف خيوط الجريمة بالكامل من خلال اعترافاتهما ، فيما تم تعيين حراسة أمنية على العيادة محل الجريمة ، وتحرر محضر بالحادث ، وتولت النيابة التحقيق.
إعترافات تفصيلية كشف عنها طبيب العظام المتهم بقتل زميله طبيب الساحل، حيث قرر أمام جهات التحقيق أنه علي علم بأن المجني عليه ثري فهداه شيطانه لاستدراجه عن طريق الممرض سكرتيره الخاص بحجه توقيع كشف طبي علي مريض داخل شقة قام بستأجرها وعقب وصول الطبيب إلي الشقة وطرق علي الباب عاجلته بضربه علي رأسه ثم قمت بالاشتراك مع الممرض الخاص بي بحقنه ( بنج كلي ) حتي تم تخديره .
وأضاف طبيب العظام المتهم في اقواله انه والممرض قاما بنقل المجني عليه علي كرسي متحرك الي عيادته الخاصة بمنطقة الساحل حتي يكون تحت نظري وعقب افاقته فكرت في طلب فدية من اسرته الا انني لم اتمكن من ذلك بعد اكتشاف وفاته نتيجة جرعة البنج الزائدة .
وتابع الطبيب المتهم قائلا " لم اقصد قتله بل كنت اخطط للحصول علي فديه مالية من اسرته فقط الا انه فارق الحياة بسبب جرعه البنج الزائدة "، مشيرا في اقواله إلى أنه لم يجد وسيلة للتخلص من جثة طبيب معهد ناصر القتيل سوي قيامه بدفنه أسفل بلاط حجره بعيادته بالاشتراك مع الممرض الخاص وتم وضع مشمع بلاستيك فوق البلاط لاخفاء معالم الجريمة، وتمكنا بالفعل من دفنه ثم غادرنا العيادة الي أن تم كشف الجريمة.
عنصر نسائي
اثناء جمع الاعترافات ظهر عنصر نسائي في الجريمة حيث تبين ان المتهم على علاقة بفتاة تعمل محامية وأنه وعدها بالزواج وساعدته في التخطيط للجريمة حتى يحصلا على المال من اسرة الطبيب المجني عليه حتى يتمكنا من اتمام زواجهما حيث خططا لطلب مبلغ مالي ضخم من آلاف الدولارات لعلمهما بثراء أسرة القتيل.
وبالأمس انتقلت النيابة العامة لمحل الجريمة بعيادة الساحل بعد العثور علي جثمان طبيب معهد ناصر في حاله تعفن وانتفاخ، ووسط حراسة أمنية مشددة عاين فريق من النيابة العامة العيادة ، وقام الطبيب المتهم بتمثيل جريمته وكيف ارتكب وخطط لارتكاب الجريمة بالاشتراك مع الممرض.
وردت لمباحث قسم شرطة الساحل تفيد بالعثور علي جثة داخل عيادة عظام بدائرة القسم ، علي الفور تم تشكيل فريق بحث لسرعة كشف غموض البلاغ و ملابساته، وبالانتقال والفحص تم العثور على جثة طبيب اسفل البلاط داخل عيادة الطبيب المتهم وفي حالة تعفن ومشوهة ، تم نقله إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
