الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مساعٍ أفريقية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية.. لماذا ضلت طريقها داخل القارة؟ |قراءة

بوتين وزيلنيسكي
بوتين وزيلنيسكي

زخم سياسي كبير حول محاولات الدول الأفريقية للوساطة لإنهاء الاقتتال بين روسيا و أوكرانيا الذي دخل في عامه الثاني، حيث اندلعت في 24 فبراير 2022، وحتى الآن يستمر القتال على مختلف الجبهات، في ظل تهديدات متبادلة بين طرفي الصراع وحلفائهما.

بوتين ومصطفى مدبولي

الأزمة الروسية الأوكرانية

أبلغ الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، أمس السبت، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن وقف إطلاق النار سيمهد الطريق لبدء مفاوضات جادة بين موسكو وكييف.

جاء ذلك الملاحظات الافتتاحية لزعماء الدول الافريقية الذين يسعون إلى التوسط في النزاع الأوكراني لتقديم قائمة بالأسباب التي تجعله يعتقد أن العديد من مقترحاتهم كانت مضللة.

وتدعم مصر جهود المساهمة في تسوية الأزمة الروسية الأوكرانية إدراكا منها للأزمة وتداعياتها شديدة الوطأة.

ونيابة عن الرئيس السيسي يشارك رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الخارجية سامح شكري في اجتماع رؤساء المبادرة الأفريقية المشتركة للمساهمة في تسوية الأزمة الروسية الأوكرانية مع الرئيس الروسي.

ورحب بوتين أولاً بقادة السنغال ومصر وزامبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو وجزر القمر وجنوب إفريقيا في قصر كونستانتينوفسكي الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر على الشاطئ الجنوبي لخليج فنلندا ، مؤكداً التزام روسيا تجاه القارة.

ولكن بعد العروض التي قدمها زعماء جزر القمر والسنغال وجنوب إفريقيا ، تدخل للطعن في افتراضات الخطة قبل أن تذهب جولة التعليقات من جميع الممثلين إلى أبعد من ذلك.

وكرر بوتين موقفه بأن أوكرانيا والغرب قد بدآ الصراع قبل وقت طويل من إرسال روسيا قواتها المسلحة عبر الحدود في فبراير من العام الماضي.

وقال إن الغرب ، وليس روسيا ، هو المسؤول عن الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء العالمية في أوائل العام الماضي، وقال للوفد إن صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود التي سمحت بها روسيا خلال العام الماضي لم تفعل شيئًا للتخفيف من الصعوبات التي تواجهها إفريقيا مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية لأنها ذهبت إلى حد كبير إلى الدول الغنية، وقال إن روسيا لم ترفض أبدًا إجراء محادثات مع الجانب الأوكراني ، الأمر الذي أعاقته كييف.

بوتين وزيلنيسكي

موقف روسيا وأوكرانيا

اعتبرت روسيا، مساء أمس السبت، أن المبادرة التي قدمها الوفد الأفريقي، لحل الأزمة الروسية الأوكرانية بشكل سلمي "صعبة التنفيذ"، بالرغم من أن الرئيس فلاديمير بوتين وعد الوفد الأفريقي بدراستها.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريحات لصحيفة "إزفيستيا" الروسية"، إن المبادرة الأفريقية لتسوية الأزمة الأوكرانية صعبة التنفيذ ولكن الرئيس بوتين أبدى اهتمامًا بدراستها".

وأضاف أن "موقف روسيا من مسألة تسوية الأزمة الأوكرانية واضح تمامًا ويتماشى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسندافع عن موقفنا"، مشيرًا إلى أن "مبادرات السلام التي لا تتماشى مع موقفنا ستكون مرفوضة بالنسبة لنا ولكننا لا نزال منفتحين على الحوار، على عكس الجانب الأوكراني".

وحول وجود أي رسالة حملها الوفد الأفريقي من الجانب الأوكراني، قال بيسكوف إن "وفد المبادرة الأفريقية لتسوية الأزمة الأوكرانية لم ينقل أي رسائل من زيلينسكي إلى بوتين".
وأشار إلى أن "الرئيس بوتين والزعماء الأفارقة أكدوا خلال لقائهم اليوم توافر الإرادة السياسية لديهم لمواصلة الحوار لإنهاء الأزمة".

وقد رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال استقباله وفدا إفريقيا قدم إلى العاصمة الأوكرانية الوساطة بين كييف وموسكو، حيث كان الوفد بقيادة رئيسي جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا والسنغال ماكي سال.

ووصل وفد القادة الأفارقة، الجمعة، إلى أوكرانيا في مهمة وساطة و للاجتماع مع الرئيس الأوكراني، وكانوا قد قدّموا اقتراحًا من عشر نقاط لإنهاء الصراع المستمر منذ نحو 16 شهرًا بين روسيا وأوكرانيا.

المبادرة الأفريقية

من الطرف الأكثر انفتاحاً؟

وحسب دراسة للمرصد المصري ، قد قامت بها الباحثة رحمة حسن رحمة حسن، فأنه تتزامن لقاءات القادة الأفارقة مع رئيسي أوكرانيا وروسيا مع عمليات الهجوم المضاد التي تنفذها أوكرانيا على بعض المناطق الروسية والرد الروسي المستمر. وأدى التراجع الأوكراني إلى محاولات حلف الناتو لتمديد الدعم العسكري؛ لضمان عدم الاعتراف بالفشل العسكري الأوروبي في روسيا، وهو ما ظهر في الانفتاح على دعم انضمام أوكرانيا إلى الحلف دون شروط مع تقديم مزيد من الدعم العسكري ومراجعة خطط الدفاع خلال اجتماعات وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسل المنعقدة يوم الجمعة 16 يونيو 2023.

وأضافت الدراسة : تعاني الدولتان من حالة من الإرهاق العسكري مع طول أمد النزاع فضلًا عن أن تحريك المبادرة الأفريقية فعليًا تزامن مع تصريحات بوتين عن إمكانية إنشاء “منطقة آمنة” داخل الأراضي الأوكرانية، بجانب الترحيب بالمبادرة، مما قد يمثل فرصة لمحاولة التقاط الأنفاس الناتج من تأخر العمليات العسكرية ودخولها لمرحلتها الثانية، وهو ما يضعنا أمام سيناريوهين للمبادرة الأفريقية والتي تتوقف على مواقف أطراف النزاع، وتتمثل في التالي:

أما عن سيناريوهات المبادرة الافريقية؛

ذكرت الدراسة أنه "لا جديد" يُعد هذا السيناريو هو الأسوأ في ظل التشدد الأوكراني لوضع شروط مسبقة تتمثل في تحقيق ما يسمونه بـ “العدالة” ورفض التفاوض دون الانسحاب الروسي من كافة الأراضي التي ضمتها ومنها جزيرة القرم ومنطقة دونباس، فيما تضغط روسيا من أجل الاعتراف الأوكراني بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، هذا في ظل فقد الأطراف الثقة، وهو ما ظهر في تصريحات “زيلينسكي” بالفعل حول رفض الجلوس على مائدة التفاوض دون الشروط السالف ذكرها خلال اجتماعاته مع أعضاء المبادرة الأفريقية، وتصريحات وزير الخارجية الروسي خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الكيني حول تأكيده بتأييد مجموعة السبع وحلف الشمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي على ما أسماه "صيغة زيلينسكي للسلام" كشرط لتوقيع أي نوع من معاهدة السلام.

وأكملت الدراسة: قد تمثل المبادرة الأفريقية نوعًا من التسوية الدبلوماسية في عملية بناء السلام، من خلال التوقيع على صيغة أولية تتضمن وقف إطلاق النار “غير المشروط” بين الجانبين كمرحلة أولى للجلوس على طاولة المفاوضات برعاية أممية؛ لتوثيق عمليات السلام والتفاوض حول استعادة الأراضي الأوكرانية من القبضة الروسية مقابل سحب العقوبات على الجانب الروسي ووقف مذكرات الاعتقال بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع تحقيق محاكمة جنائية “عادلة” بعيدً اعن الإملاءات الغربية، وذلك في ظل محاولة التقاط الأنفاس عقب المارثون العسكري الذي أنهك قوتي الجانبين الروسي والأوكراني ومن ورائه الناتو.

وتابعت الدراسة: يبدو أن موقف الجانب الروسي المعلن هو الأكثر انفتاحًا على عملية التسوية الدبلوماسية واعتبارها تسوية بها أفكار يمكن أن تنجح. وبالرغم من قبول "زيلينسكي" للمبادرة بشكل أولي إلا أنه وسرعان ما أعلن رفضها بعيدًا عن الانسحاب الروسي الكامل من أراضيه، مما يحتاج تأكيد أولوية أولى وهي تجميد عملية إطلاق النار، كمرحلة مبدئية تليها عملية التفاوض بشأن متطلبات الطرفين، وهو ما يحتاج دعمًا أمميًا لضمان تنفيذ شروط “التسوية الدبلوماسية وعملية بناء الثقة” تمهيدًا للوصول لتوقيع معاهدة سلام فيما بعد.