الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: الغرب والأديان السماوية

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

تناقلت أخبار حرق المصحف الشريف فى السويد على يد مواطن عراقى المنشأ كافة وسائل الاعلام ، وإحتلت قمة مشاهدات وسائل التواصل الإجتماعى ، وتضاربت التعليقات وإتفقت على تجريم الفعل والفاعل ، وبالرغم من أن التعدى على كتاب الله المقدس ودستور المسلمين السماوى لم يكن الاول فى الفعل ؛ إلا أن الحدث وفى هذه الأيام المباركة شهد ردة فعل من المواطنين قوية فى كافة انحاء العالم . 

أول وأهم من عقب على هذه الفعلة الشعناء كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذى ظهر وهو يحتضن المصحف الشريف ، ويؤكد ان المسلمين أخوة ويجب إحترام دينهم ومصحفهم ، توالت بعد ذلك ردود الأفعال الرافضة والشاجبة لحرق المصحف الشريف ، الا أن أغرب ماأستوقفنى بل قل ما جعلنى أستشيط غضبا كانت تصريحات رئيس حلف الأطلنطى الأخ ينس " الذى أكد أن هذا الحدث لاعلاقة له بالحريات وأن من حق أو مواطن أن يعبر عن رفضه لأية مفاهيم دينية بطريقته مادام لم يستخدم العنف "، وزاد من قوله على تأكيده "أن هذه الفعلة يجب ألا تؤثر بأى حال من الأحوال على إنضمام السويد الى حلف الأطلنطى المعروف بالناتو .".لم تنته التعليقات ولا المتابعات الاعلامية ولن تنتهى ؛ لأن الحدث جلل وردة فعل الغرب الذى يعتبر نفسه حامى حما الحريات ونصير الديمقراطية رد فعله مخيف . 

الأغرب من كل ذلك ان الغرب يجهل تماما عواقب تغاضيه عن هذا الفعل الشائن ؛ ولم يحسب حساب القادم ، فسماحه بحرق المصحف الشريف وقوله "بأن ذلك الفعل حرية شخصية ينبغى ألا نقابلها بالعنف وإصدار قوانين تجرمها وتعاقب فاعلها " هذا القول اغفل  فيه الغرب تماما وبهذا التغاضى وبهذه السلبية أغفل عواقب ذلك على أمن وأمان أوروبا بصفة خاصة والغرب كله بصفة عامة ، فالحرية مسؤلية ، وكما قيل فى أسس الحريات بأن حريتك تنتهى عند باب حرية غيرك ، فاذا ترك الغرب من ينتهك قدسية الأديان ، ويهدد استقرار كل صاحب ديانة وخاصة المسلمين فانه بذلك قد فتح باب الفوضى على مصراعيه ، وأحل الموت بدم بارد وأعاد البشرية الى عصور الفوضى واللا قانون . 

المصيبة ليست فى حرق المصحف لأن الله عز وجل قال انه انزل الذكر وهو حافظا له ، ولكن المصيبة فى عواقب اعتبار ذلك الفعل القذر يندرج الى باب الحريات والديمقراطية الحديثة . حرق المصحف الشريف لن يكون آخر الانتهاكات الدينية؛  ولكنه سيكون بابا مفتوحا لعالم بغيض يتبارى فيه الكثيرين لاثبات وفرض حقائق خاطئة ، وإجبار الكثير على اعتناق مذاهب وأفكار مضللة ، العالم القادم بعد حرق كتاب الله سيكون مخيفا حزينًا محزنًا .