الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البحر يلتهم الإسكندرية.. اليونسكو تحذر من غرق المدينة والأمم المتحدة تكشف الموعد

مدينة الإسكندرية
مدينة الإسكندرية

باتت التغيرات المناخية واقعًا نعيش به وليس مجرد تحذيرات تطلق، حيث إن هناك حالة من القلق بين كافة البشر جراء الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، وذلك بسبب ما تسببه من ظواهر غير معتادة مثل الفيضانات والزلال والبراكين والسيول والأعاصير وغيرها، كما أن هناك عدة مدن مهددة بالغرق.

ومن جانبه حذر الدكتور بدوي رهبان، خبير الكوارث الطبيعية وتغير المناخ ومدير الحد من الكوارث الطبيعية في اليونسكو سابقا من أن مدينة الإسكندرية قد تغرق.

مدينة الإسكندرية

غرق مدينة الإسكندرية

وأوضح بدوي رهبان، خلال تصريحات إعلامية ، أن مصر معنية بأزمة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب المياه على الشواطئ، التي تهدد مدينة الإسكندرية بالغرق.

وأشار الخبير إلى أن بعض المدن في الصين مهددة بالغرق أيضا بسبب التغيرات المناخية، كما لفت إلى أن خبراء المناخ قالوا إن دول شرق البحر المتوسط قد تشهد أعاصير قوية خلال الفترة المقبلة، بسبب التغيرات المناخية.

وكانت قد وصفت عالمة المناخ في معهد جرانثام لبحوث تغير المناخ والبيئة في إمبريال كوليدج ببريطانيا، فريدريكي أوتو، الرقم القياسي الجديد لدرجات الحرارة العالمي بأنه "حكم بالإعدام" على البشرية، وقالت أوتو "هذا ليس التطور ليس للاحتفال.. إنه حكم بإعدام للناس والنظم البيئية".

ووفقا للمركز الوطني الأمريكي للتنبؤ البيئي، بلغ متوسط ​​درجة الحرارة على الكوكب يوم الاثنين 3 يوليو 17.01 درجة مئوية، وتم تسجيل الرقم القياسي السابق في أغسطس 2016، عندما بلغ متوسط ​​درجة الحرارة العالمية 16.92 درجة.

وحذرت الأمم المتحدة هذا العام من زيادة درجات الحرارة العالمية بسبب تغير المناخ وظاهرة النينيو الطبيعية، وقال رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إنه هناك توقعات بسلسلة من الأحداث المناخية القاسية مثل الفيضانات والأعاصير وموجات الحر التي تضرب العالم في الأشهر المقبلة.

مدينة الإسكندرية

تهديد الشواطئ المصرية

وقال الدكتور ماهر عزيز، استشاري الطاقة والبيئة والمناخ، وعضو مجلس الطاقة العالمي، إنه فيما يخص ارتفاع مستوى سطح البحر بالاسكندرية فإن متوسط الارتفاع الآن هو من 10 إلى 15 سم والخطر سيبدأ إذا "ارتفع منسوب مياه البحار من نصف متر إلى ثلاثة أمتار".

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، أن ذلك سيحدث في حالة إذا لم يتخذ العالم إجراءات حاسمة، وهنا سيزيد مستوى متوسط سطح المياه نصف متر بحلول عام 2060 مشيراً إلى إنه في هذه الحالة ستبدأ الخطورة على الشواطئ المصرية، وإذا لم يتم تجنب آثار التغيرات المناخية سيحدث ارتفاع أكثر في خلال المئة عام المقبلة.

من جانبه، قال الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة الأسبق، خلال تصريحات سابقة لـ "صدى البلد" في أكتوبر 2022، إنه مما لا شك فيه أن هناك ارتفاعا كبيرا في منسوب مياه البحر ومنطقة الدلتا تنخفض بفعل الحركات الجيولوجية ولكن المعدل يزيد من خلال ممارسات الإنسان الخاطئة، ومدينة الإسكندرية معرضة لارتفاع مستوى سطح البحر.

وأضاف: هناك سيناريوهات مختلفة حيث إذا وصلنا الى 3 درجات أو 4 درجات حرارة زائدة على الأرض، فبالتالي لن يكون هناك حياة لأن الكائنات البحرية والتي  مهمتها إخراج الاكسجين من المحيط ستموت، خاصة لأن نسبتها في إنتاج الأوكسجين أكثر من الغابات، وبالتالي إذا استمرينا كما نحن في هذا الوضع سنصل بنهاية القرن إلى 2.6 وهذا سيكون له تأثيرات وخيمة.

مدينة الإسكندرية

غرق الإسكندرية 2050

والتقطت صورة لمدينة الإسكندرية في 31 أكتوبر 2022، تظهر كتل خرسانية مثبتة لكسر أمواج البحر المتوسط قبالة قلعة قايتباي بمدينة عروس البحر التي يهددها الغرق بسبب أزمة التغيرات المناخية، ما يثير مخاوف حول مصير الإسكندرية، والشكوك والتساؤلات حول التوقعات التي تشير إلى احتمالية غرق الإسكندرية بحلول عام 2050.

وكانت الأمم المتحدة أوضحت في تقرير لها أن ثلث الإسكندرية سيصبح تحت الماء، أو غير صالح للسكن بحلول عام 2050، ما يدفع ربع سكانها البالغ عددهم 6 ملايين نسمة على ترك منازلهم، والتي قد لا تنجو آثارها وكنوزها من خطر الغرق، موضحة أن مئات السكان من أهالي الإسكندرية اضطروا خلال الفترة من 2015 وحتى 2020، إلى هجر منازلهم التي اختلت جدرانها بفعل زحف المياه والسيول، فكل عام تغرق المدينة بأكثر من ثلاثة مليمترات.

وتوقع التقرير، ارتفاع مستوى البحر الأبيض المتوسط مترًا واحدًا في غضون العقود الثلاثة المقبلة، وفقًا لأسوأ توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، ويقول خبراء الأمم المتحدة إن مستوى البحر الأبيض المتوسط سيرتفع أسرع من أي مكان آخر في العالم تقريبًا، ومن شأن هذا، وفق اللجنة أن يغرق "ثلث الأراضي الزراعية عالية الإنتاجية في دلتا النيل، وكذلك “مدنًا ذات أهمية تاريخية مثل الإسكندرية”.

وكان قد توقع تقرير التنمية البشرية لعام 2021 الصادر عن وزارة التخطيط المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن بحلول عام 2050 "قد يرتفع منسوب البحر المتوسط بمقدار متر واحد نتيجة الاحترار العالمي، ما ينتج عنه.. أن يتم غمر بعض المدن الصناعية والمدن ذات الأهمية التاريخية مثل الإسكندرية ودمياط ورشيد وبورسعيد".

وفي حال ارتفاع منسوب البحر بمقدار نصف متر، "قد تغرق 30% من مدينة الإسكندرية، ما سيؤدي إلى نزوح ما يقرب من 1.5 مليون شخص أو أكثر"، بحسب التقرير. كما يُتوقع أن يؤدي ذلك إلى فقدان 195 ألف شخص وظائفهم.

شاطئ الإسكندرية
شاطئ الإسكندرية