EN 
تتبنى الدولة المصرية ممثلة في وزارة السياحة والآثار خطة طموحة لتعظيم إيرادات القطاع السياحي وسط تفاؤل واسع في ضوء تحقيق الإنجازات والتطورات الراهنة، وما أظهره هذا القطاع من صمود أمام تحديات مختلفة في الآونة الأخيرة الخاصة بأزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وغيرها.
استهداف 18 مليون سائح
ويعد ذلك دليلا على نجاح قطاع السياحة بمصر في استيعاب الصدمات الاقتصادية التي تمت في العالم على وقع تأثيرات العالمية الراهنة وبدأ بالفعل قطاع السياحة يُعوض الفقد التي تم نتيجة تلك التأثيرات.
وقال وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، إننا نستهدف تحقيق 18 مليون سائح خلال عام 2024، في ظل الترويج لمميزات المقصد السياحي المصري وتنوعه.
وقال عيسى، إن الأرقام والإحصائيات أخرجت لنا تنوعا كبيرا في الجنسيات التي تزور المقصد السياحي المصري.
وأوضح وزير السياحة في كلمة له خلال الندوة التي عقدها مجلس الأعمال الكندي المصري بالتعاون مع مجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي تحت عنوان "مستقبل السياحة في مصر "الفرص والتحديات"، أن الألمان الأكثر زيارة لمصر خلال النصف الأول من عام 2023.
وأشار الوزير إلى ان صناعة السياحة العالمية أقل من معدلات عام 2019 قبل جائحة كورونا، قائلا: وفي مقابل ذلك أحدثنا نموًا متزايدًا خلال الفترة الماضية.
تسهيلات لزيادة السياح
وفي وقت سابق، قالت غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة، إن ارتفاع أعداد السائحين القادمين لمصر خلال أول 5 شهور من العام الجاري، جاء نتيجة عدة أسباب، أولها تميز مصر بتنوع المقاصد السياحية التي يقبل السائحون عليها من مختلف دول العالم، وثانيًا الاستعداد بشكل متميز لاستقبال السائحين بعد جائحة كورونا المستجد، وهو أمر لم يتوافر في أسواق أخرى.
وأضافت غادة شلبي أن هناك عاملا آخر وراء هذه الزيادة في أعداد السياح، وهو إصدار حزمة من التسهيلات في إصدار التأشيرات للسياح الأجانب من مختلف دول العالم منها إصدار التأشيرة إلكترونيًا أو الحصول عليه عند دخول السائح اضطراريًا من المنافذ والمطارات المصرية.
واعتبرت شلبي أن هذه التسهيلات جاءت بفضل الاستقرار الأمني للدولة المصرية، والعلاقات الدبلوماسية الجيدة مع كل الدول، مما انعكس على زيادة أعداد السياح.
وسبق وأعلنت وزارة السياحة والآثار، في مارس الماضي، مجموعة من التيسيرات والتسهيلات الجديدة للحصول على التأشيرة السياحية للجنسيات المختلفة، جاءت أبرزها استحداث تأشيرة متعددة الدخول صالحة لمدة 5 سنوات مقابل 700 دولار، والسماح للسائحين الصينيين والأتراك والهنود والإيرانيين بالحصول على تأشيرة دخول اضطرارية من المنافذ والمطارات المصرية إلى جنوب سيناء.
ووفقا للموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية، تضم مصر 2169 موقعًا أثريًا، منهم 134 مفتوح للزيارة، كما تضم 43 متحفًا للآثار، منهم 31 مفتوح للزيارة، و479 مركز غوص وأنشطة بحرية. كما تضم مصر 1199 منشأة فندقية، منها 261 عائمة و235 صديقة للبيئة، و1325 مطعم وكافيتريا سياحي.
أنماط السياحة الجديدة
وفي هذا الصدد، قال الخبير السياحي محمد كارم، إن فرص مصر تبدو كبيرة فيما يخص الجذب السياحي سواء خلال موسم الصيف والمواسم المختلفة القادمة، لا سيما في ضوء اهتمام القيادة السياسية بالقطاع، فضلاً عن وجود بعض أشكال وأنماط السياحة الجديدة نسبياً التي دخلت الأجندة السياحية مثل سياحة اليخوت وسياحة مسار العائلة المقدسة.
وأوضح كارم ـ في تصريحات خاصه له، أن مصر تمتلك مقومات الجذب السياحي، بينما تساعد الطفرة الحادثة في البنية التحتية في دعم تطلعات القطاع للوصول إلى المستهدفات الرئيسية.
وتابع: كل ذلك يساعد بشكل كبير جداً خلال الفترة المقبلة على عودة القطاع السياحي بقوة، لافتاً إلى أنه يُتوقع الوصول إلى مستهدفات بلوغ إيرادات القطاع 30 مليار دولار سنوياً وقبل الموعد المستهدف في 2028، في ظل التطورات التي يشهدها القطاع.
ومن جانبه، قال مجدي شاكر الخبير الأثري، إن مصر بمثابة سحر لكل السائحين، وكل من يأتي إليها يقع في حب تراثها وتاريخها الحضاري الفريد.
وأوضح شاكر ـ في تصريحات خاصه له، أن الدولة المصرية تولي قطاع السياحة اهتماما واضحا، متابعا: نجحنا في افتتاح ما يقارب من 26 متحفا من أصل 40 متحفا، خلال الـ 10 سنوات الماضيين فقط.
وتابع: هناك متحف سيتم افتتاحه خلال أيام خاص بالحضارة اليونانية والرومانية، والذي يعد من أوائل المتاحف في العالم لهذه الحضارة، ورابع المتاحف القومية في مصر.
أعلى المواسم مؤخرا
وأكد أن الموسم السياحي هذا العام يُعد من أعلى المواسم في السنوات الأخيرة من حيث الإيرادات مع الأخذ في الاعتبار تأثير العوامل المختلفة المرتبطة بتداعيات الحرب في أوكرانيا.
والجدير بالذكر، تشير تقديرات صندوق النقد الدولي، إلى ارتفاع تدريجي محتمل لإيرادات مصر السياحية خلال الخمس سنوات المقبلة، وصولاً إلى 28.8 مليار دولار بحلول العام المالي 2027-2028، لتقفز بذلك بنحو 155 بالمئة مقارنة مع الإيرادات المتوقعة خلال العام المالي الجاري.
- 18.9 مليار دولار في العام 2024- 2025.
- 22.8 مليار دولار في العام 2025- 2026.
- 26.5 مليار دولار في العام 2026-2027.
- 28.8 مليار دولار في العام 2027- 2028.
ومن جانب أخر، جاءت التوقعات المستقبلية لـ وكالة فيتش بشأن السياحة في مصر، والذي توقع أن تستمر حالة الانتعاش الذي يشهده قطاع السياحة في مصر منذ انتهاء عمليات الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19؛ حيث نما عدد السياح الوافدين بنسبة 117.5٪ في عام 2021 على أساس سنوي ليصل إلى 8 ملايين سائح مقابل 3.7 مليون سائح عام 2020.
وجاءت التوقعات المستقبلية لوكالة فيتش الي النحو التالي:
- استمرار زيادة السياح بمتوسط نمو سنوي 5.4% في 2023 – 2027.
- استمرار تدفق الوفود السياحية في 2023 لمستويات أعلى من 2019.
- زيادة السياح الوافدين إلى 15.2 مليون وافد في 2023 – 2027.
- زيادة عائدات السياحة الدولية إلى 17.4 مليار دولار في 2027.
- الاستفادة من الطلب على السفر بعد عمليات الإغلاق العالمية.
- زيادة أعداد الوافدين بنسبة 11.6% على أساس سنوي في 2023.
- وصول أعداد الوافدين إلى 13.1 مليون في 2023.
- ارتفاع الإيرادات السياحية لنحو 14.4 مليار دولار.
- ومن المتوقع أن يتصدر الأوروبيون الوفود القادمة إلى مصر.
- تأتي السياحة الوافدة من منطقة الشرق الأوسط في المركز الثاني.
ويسهم قطاع السياحة في مصر بما يصل إلى 15% من الناتج الاقتصادي، ويعد بذلك من بين أبرز مصادر النقد الأجنبي إلى جانب إيرادات قناة السويس وعائدات الصادرات وتحويلات المصريين بالخارج.
