إنتاج مصري.. القاهرة تحقق المستحيل بتصنيع أهم قطعة للتنقيب عن البترول والغاز

شهد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، تسليم أول حفار بترول ، صنع في مصنع الشركة المصرية الصينية، لأجهزة الحفر بالعين السخنة، وأكد أن بدء تصنيع الحفارات محليا، هو خطوة جديدة وهامة تمكن قطاع البترول من الاستغلال الأمثل لإمكانياته والإسراع بخططه لحفر الآبار وزيادة إنتاج المواد البترولية والغازية خاصة في هذا التوقيت الذي يتنامي فيه الاقبال علي الحفارات نتيجة تزايد النشاط البترولي وارتفاع الأسعار عالميا.

تصنيع حفار بترول في مصر

وأكد الملا، أن تصنيع الحفارات هو خطوة جديدة ناجحة على طريق التصنيع المحلي لاحتياجات صناعة البترول والغاز الطبيعي، وزيادة المكون المحلي وتقليل الاستيراد وتوفير الإنفاق بالعملة الأجنبية، كما يعد باكورة العمل على تصنيع الحفارات للمساهمة في تغطية احتياجات السوق المحلي ومن ثم التصدير مستقبلا، موضحا أن الانتهاء من أول حفار صناعة مصرية، باستثمارات بلغت 6.5 مليون دولار، وهو نموذجا للتعاون المثمر بين مصر والصين، ومثال ناجح على تطوير التعاون لنقل تكنولوجيا التصنيع من الصين إلى مصر بديلا عن الاستيراد، وقد تم تصنيع معظم الاجزاء للحفار الجديد محليا بأيدي مصرية و توفير جانب منها من الخارج.

يوفر 6.5 مليون دولار.. تفاصيل تصنيع أول حفار للبترول بمصر |فيديو

لبدء تشغيله.. الملا يشهد مراسم تسليم أول حفار بترول صنع في مصر

وبلغت تكلفة تصنيع الحفار، حوالي 6.5 مليون دولار، وتم تصنيع معظم الأجزاء محليا وتوفير جانب منها من الخارج، وبدأت مرحلة الإعداد لتصنيع الحفار وفق المواصفات العالمية واعتماد التصميمات الهندسية في أواخر يناير الماضي، ويعد هذا الحفار باكورة الإنتاج لـ7 حفارات بقدرة 2000 حصان تم التعاقد مع المصنع لتصنيعها لشركة الحفر المصرية لتطوير أسطولها، فيما تساهم شركات بتروجيت وإنبي وثروة مع شركة HH الصينية في رأس مال مصنع المصرية الصينية لتصنيع أجهزة الحفر بالسخنة.

توطين صناعات قطاع البترول والغاز

في هذا الصدد، قالت الدكتور وفاء علي، أستاذة الاقتصاد والخبيرة في أسواق الطاقة، إن الدولة المصرية وضعت النهج التكتيكي الصيحيح ولا توقف العمل لأن الأحلام كبيرة لزيادة مساهمة قطاع الطاقة من البترول والغاز الطبيعي، في الناتج القومي، موضحة أن الدولة بدأت مبكرا في توطين صناعة معدات البترول والمهمات البترولية والمعدات الاستاتيكية والضواغط والمدبلات والمفاعلات الحرارية، وأبراج الغاز وأوعية الضغط العالي بالنسبة لصناعة البترول.

وأكدت "علي"، خلال تصريحات إعلامية، أن الدولة لديها إيمان راسخ بأهمية توطين هذه الصناعات، والمعدات، لترشيد النقد الأجنبى وتقليل فاتورة الإستيراد، موضحة أن تصنيع الحفارات يعتبر إنجاز عظيم، ونعد أنفسنا للعالمية سواء لصناعة البترول أو الغاز أو صناعة المستلزمات لهذه المهمات.

من جانبه، قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن تسليم أول بترول صنع فى مصر، هو قفزة جديدة ودفعة كبيرة فى مجال التصنيع المحلى، والذى يتزامن مع الفكر العام للدولة فى دفع القطاعات المختلفة بالاعتماد على التصنيع المحلى فى احتياجاتها من المعدات، موضحا أن صناعة الحفار محليا يقلل من تكلفة إيجاره، وتأجيره خارج مصر سيدر عائد كبير.

الطاقة الأمريكية: نثمن دور مصر في مجال خفض الانبعاثات بصناعة البترول والغاز

الملا يدعو الشركات البريطانية إلى استثمار التعاون مع قطاع البترول والغاز المصري

صناعة الحفارات تدر مليارات

وأوضح يوسف، خلال تصريحات إعلامية، أن الحفار هيكل معدني معظم مكوناته محلية من شركات الحديد والصلب المصرية، ولدينا قدرات كبيرة فى التصنيع بفضل تميزنا فى تصنيع المنصات البحرية للآبار البحرية، مشيرا إلى أن قطاع البترول يسعى خلال الفترة القادمة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المنتجات البترولية والذى سيتحقق فى أوائل العام المقبل 2024، نتيجة الجهد الذى تم فى تحسين كفاءة معامل التكرير المصرية والمشروعات الجديدة فى الإسكندرية وأسيوط ومسطرد، وبهذا الشكل تستطيع أن تحقق مصر اكتفاء ذاتى من المنتجات البترولية.

كان الإعلامي أحمد موسى، أعرب عن شكره للدولة الصينية، والرئيس الصيني شي جين بينج على التعاون مع مصر، بعدما تم الإعلام عن تصنيع حفار للبترول للمرة الأولى، بالتعاون مع الصين التي لم تتأخر عن الدولة المصرية أبدًا، مشيرا إلى أن مصر تحتاج لنقل التكنولوجيا من الصين، وهذه خطوة متطورة للغاية على صعيد التصنيع المحلي، وتوفير العملة الصعبة، مردفًا أن الحفار الذي تم تصنيعه محليًّا يوفر 6.5 مليون دولار.