الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تدخل «محفوظ» لعرضه.. لماذا منع «عبدالناصر» فيلم شيء من الخوف لثروت أباظة؟

الروائي ثروت أباظة
الروائي ثروت أباظة

يصادف اليوم 15 يوليو ذكرى ميلاد الأديب الروائي ثروت أباظة، والذى ينتمى إلى أسرة ذات باع فى عالم الأدب، حيث قدمت للأدب العربى عمالقة من الأدباء على رأسهم والده الأديب دسوقى أباظة والشاعر عزيز أباظة وفكرى أباظة.

 

ثروت أباظة

ولد "محمد ثروت إبراهيم دسوقي أباظة" في حي المنيرة بمدينة القاهرة في مثل هذا اليوم َ15 يوليو ١٩٢٧ وهو سليل عائلة أباظة الشركسية والتي تعتبر من أعرق عائلات مصر. والده هو السياسي المصري "إبراهيم دسوقي أباظة" الذي شغل منصب وزير المواصلات والأوقاف والخارجية في 8 حكومات شكلت فيما بين عامي 1944 و 1949.

كانت بداية حبه للقراءة عندما اهداه والده مجموعة من مؤلفات الكاتب المصري «كامل كيلاني»، ثم قرَأَ تِباعا أعمال طه حسين، وتوفيق الحكيم، وعباس العقاد، وأحمد شوقي.

ثم بدأ حياته الأدبية في سن السادسة عشر، حيث اتجه إلى كتابة القصة القصيرة والتمثيلية الإذاعية، ثم اتجه إلى كتابة الرواية بعد حصولَه على ليسانس الحقوقِ من جامعةِ فؤادٍ الأولِ عامَ ١٩٥٠م.

تعدد إنتاج ثروت أباظة الادبي وتنوع ليشمل الروايةَ والقصة القصيرة والمسرحية، اضافة إلى ترجمته اكثر من عمل، وكتابة عدة بحوث أدبية. ارتبطَ بعلاقات وثيقة مع كتاب وأدباء مصر الكبار؛ فقد قدم له عميد الادب العربي طه حسين روايته «هارِب من الأيام»، واثنى عليه نجيب محفوظ حين قالَ عنه: إنَّ دورَهُ في الروايةِ الطويلةِ يحتاجُ إلى بحثٍ مُطوَّلٍ بعيدًا عَنِ المَذاهبِ السياسيَّة، وقالَ توفيق الحكيم له ذاتَ مرةٍ: أنا مُعجَبٌ برِواياتِكَ في الإذاعة، لدرجةِ أنَّني حينَ أقرأُ في البَرْنامجِ أنَّ لكَ رِوايةً أمكثُ في البيتِ ولا أخرُج.

ألف ثروت أباظة أكثر من أربعين تمثيلية إذاعية وأربعين قصة قصيرة وسبعة وعشرين رواية طويلة. ومن أبرز أعماله : هارب من الأيام ، شيء من الخوف ، جذور في الهواء ، بريق في السحاب ، أحلام في الظهيرة.

رواية شئ من الخوف

في غضون خمسين عام، أصبح هتاف ""جواز عتريس من فؤادة باطل" من الموروثات الشعبية في الثقافة المصرية بعد أخرجته الجماهير من حيز السينما إلى حيز الواقع كلما أرادوا تلميحا أو تصريحا ..

وعلى الرغم من تنوع الإنتاج الأدبي للأديب الراحل الكبير "ثروت أباظة" إلا أن روايته "شىء من الخوف" تبقى هى عمله الأهم والأكثر شهرة بعد أن قدمها المخرج حسين كمال على الشاشة الفضية في عام 1969 في الفيلم الشهير الذي حمل نفس الاسم والذي قام ببطولته العملاقان محمود مرسي و شادية.

وصلت بعض التقارير التي أوصت بإيقاف تصوير الفيلم إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. كانت التقارير تشير إلى أن شخصية "عتريس" في الفيلم ترمز إلى عبد الناصر وإن "فؤادة" هي مصر التي امتلكها بالقوة .. إلا أن الأديب الراحل نجيب محفوظ - الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما آنذاك - أقنع الرئيس جمال عبد الناصر إن عتريس وعصابته هم رمز الاستعمار وأعوانه .. فوافق عبد الناصر على استكمال تصوير الفيلم لكنه شاهده قبل طرحه في دور السينما وسمح بعرضه معلقا:  "لو إحنا الحرامية، وأنا عتريس يبقى مانستاهلش نقعد فى الحكم !"

إلا أن الفيلم رفع من دور العرض بعد أسبوع واحد من عرضه!

جوائز ومناصب

تقلد ثروت أباظة عدة مَناصب رسمية من أهمها:‎ رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون عامَ ١٩٧٥م، ورئيس اتحاد كتَّاب مصر، وحصل على عدة جوائز من بينها جائزة الدولة التشجيعية عامَ ١٩٥٨م، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وفي عامِ ١٩٨٣م حصل على جائزة الدولة التقديرية عن مُجمَل أعمالِه.

وفاة ثروت أباظة

توفي ثروت أباظة في 17 مارس 2002 بعد صراع طويل مع المرض إثر إصابته بورم خبيث في المعدة عن عمر يناهز 76 عامًا.