قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كيف نطبق الهجرة النبوية عمليًا ؟ واعظ بالأزهر يجيب

صفوت عمارة
صفوت عمارة
3585|محمد الغريب   -  

ألقى الشيخ صفوت عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، خطبة الجمعة اليوم بعنوان: «الفرار إلى اللَّه هو التطبيق العملي للهجرة»، فقال: إنّ الهجرة بمعنى الانتقال من مكان إلى آخر انتهت بفتح مكة.

كيف نطبق الهجرة النبوية بشكل عملي ؟

وأشار الواعظ بالأزهر إلى ذلك النبي في حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية» [البخاري ومسلم]، ولكن الهجرة المعنوية التي نحتاجها تكون بهجر كل ما نهى اللَّه عنه، كما ورد في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما قال: قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى اللَّه عنه» [رواه البخاري].

وأضاف «عمارة»، أنَّ الأمة أصبحت في حاجة ماسة إلى هجرة كل ما نهى اللَّه عنه، وذلك بالانتقال من حال إلى حال عن طريق التوبة والرجوع إلى الحق، وهجر المنكرات والمعاصي والسيئات، والبعد عن كل ما يغضب اللَّه؛ فمن ترك شيئا لله، عوضه اللَّه خيرًا منه، عاجلًا أو آجلًا.

وقال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات: 50] أي: فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم، وفروا منه إليه واعملوا بطاعته.

وأكد الواعظ بالأزهر، أنَّ الهجرة النبوية إلى المدينة كانت ضرورة ملحة فرضتها الأحداث التي أحاطت بالنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في مكة، وألزمته السعي إلى مكان آخر تُمارس فيها شعائر الإسلام دون تضييق، ولم تكن يثرب عندما نزلها النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مدينة بالمعنى المعروف، وإنما كانت واحات متفرقة في سهل فسيح يسكنها قبائل الأوس والخزرج والجماعات اليهودية، فنظّم العمران بالمدينة، وكان المسجد هو الأساس في هذا التنظيم، وكان هذا المسجد هو مقر الرئاسة الذي تقام فيه الصلاة، وتُبرم فيه كل الأمور، وتُعقد به مجالس التشاور للحرب والسلم واستقبال الوفود، ثم أصلح النبي ما بين الأوس والخزرج وأزال ما بينهما من عداوة، وجمعهما في اسم واحد هو الأنصار، ثم آخى بينهم وبين المهاجرين على أساس أن المؤمنين إخوة، وكانت المرة الأولى التي يعرف فيها العرب شيئا يسمى الأخوة، دون قرابة أو صلة رحم، حيث جعل كل رجل من المهاجرين يؤاخي رجلا من الأنصار، فيصير الرجلان أخوين، بينهما من الروابط ما بين الأخوين من قرابة الدم، وبعد المؤاخاة كانت الصحيفة، وهي الدستور الذي وضعه النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لتنظيم الحياة في المدينة، وتحديد العلاقات بينها وبين جيرانها؛ فكان لابد من تأسيس كيان إجتماعي تحت نظام سياسي، في نطاقٍ ومحيطٍ آمنٍ، يحفظ أمن ساكنيها، ويكفل للدعوة الحقّ في الإنتشار.