EN 
تاريخ عريق من الشراكة والتعاون بين روسيا وأفريقيا في أكثر الأوقات صعوبة عندما كانت إفريقيا تُناضل من أجل الإستقلال، عندما جاءت روسيا السوفياتية لمساعدة الشعوب المضطهدة وإنحازت إلى صف الدول الشابة في القارة السمراء ضد دول الغرب.
ناهيك عن الدعم الدبلوماسي كانت إفريقيا في حاجة ماسة إلى الدعم المادي لضمان سلامة السكان المدنيين وحينها قدم الإتحاد السوفياتي مساعدة كبيرة للعديد من الدول الحديثة في القارة السمراء لتوفير الأمن والأمان حيث قام الإتحاد السوفيتي بتقديم الدعم اللازم في مجال الإعمار والتعليم وتسليح الجيوش الشرعية لتكون قادرة على صد التهديدات الخارجية للسيادة الوطنية واي نزاعات مسلحة داخلية.
نتيجة للتعاون العسكري التقني مع الاتحاد السوفياتي ، وبحلول منتصف الثمانينيات أكثر من 70٪ من الدبابات، و 40٪ من الطائرات، و 35٪ من طائرات الهليكوبتر في تسليح الدول الأفريقية كانت من الإنتاج السوفيتي. وتعتبر كل من مصر وليبيا وأنجولا والمغرب وإثيوبيا ونيجيريا وغينيا الشركاء الرئيسيين للإتحاد السوفيتي في المجال العسكري.
اليوم روسيا الإتحادية تستكمل ما بدأه الإتحاد السوفيتي وبإعتبارها دولة مستقلة قوية رائدة في مجال التصنيع الحربي، تٌعرب روسيا دائماً في مختلف المناسبات عن إستعدادها لمشاركة خبراتها في هذا المجال مع الدول المحتاجة وهو أمر توكده حقيقة أن ممثلو أكثر من عشرين دولة أفريقية يدرسون في جامعات وزارة الدفاع الروسي.
في العديد من البلدان الأفريقية مثل جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية مالي، يعمل المدربون الروس بموجب إتفاقيات ثنائية لتدريب وتجهيز قوات الجيش في هذه البلدان. إن قيادة الدول التي يعمل فيها المتخصصون الروس تتحدث بشكل كبير عن مهنية الخبراء والعسكريين الروس وتقدر التقدم الذي تم إحرازه بفضل التعاون مع روسيا. كما يتم عقد المنتديات والتدريبات العسكرية الفنية التي بدأها الجانب الروسي بمشاركة ممثلين من الدول الأفريقية.
التعاون والشراكة لا تقتصر على التدريب العسكري وحسب، حيث تقوم روسيا أيضاً بتزويد الدول الأفريقية بمعدات حديثة، مما يعزز عتاد الجيوش التقني والفني في مختلف البلدان، وهنالك أكثر من 30 دولة أفريقية لديها إتفاقيات مع الجانب الروسي بموجبها تقوم موسكو بتوفير الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة، ويتم نقل جزء من الأسلحة والمعدات العسكرية مجاناً.
وتًعد الجزائر ومصر وأنغولا وأوغندا ونيجيريا من بين أهم المشترين للأسلحة الروسية، وقد تم إبرام إتفاقيات مماثلة مع مالي وموريتانيا والكاميرون وزيمبابوي وبعض الدول الأخرى.
