الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر على خط الأزمة| تطورات الأوضاع في السودان وهل تنجح المشاورات بالقاهرة

الازمة السودانية
الازمة السودانية

يمثل الملف السوداني أهمية كبيرة للدول العربية وخاصة مصر، التي أكدت على ضرورة إيجاد حل عاجل وسريع للأزمة في السودان، حقنا لدماء أبنائه وحفظا لوحدته واستقراره.

وأجرى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، سلسلة من المشاورات المكثفة، في القاهرة، شملت عدداً من القوى السياسية والحزبية السودانية، كما ضمت مجموعة من الشخصيات غير الحزبية، في مسعى إلى بناء ما وُصف بأنه «منصة مدنية تضم طيفاً واسعاً من الشخصيات السودانية من تيارات عدة» بهدف المساهمة في تحقيق توافق وطني سوداني كبير  يساعد على إنهاء الأزمة الراهنة.

تطورات الأوضاع في السودان

وكان عقار زار مصر يونيو الماضي والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي وناقش معه تطورات الأوضاع في السودان والمعاناة الإنسانية التي تواجه السودانيين، سواء في الداخل أو الذين هم عالقون في المعابر الحدودية.

وتسعى مصر محاولة إلى التواصل مع طرفي النزاع في السودان وهما قوات الدعم السريع والجيش الوطني، وذلك لوقف هذه الحرب التي يدفع ثمنها الشعب السوداني والوطن، كما تحرص مصر على إرسال الكثير من الاستغاثات المختلفة للسودان، فضلاً عن استقبال عدد كبير من الشعب السوداني داخل الحدود المصرية مع توفير كافة الخدمات لهم داخل مصر.

 وفى اطار سعيها الدائم نحو احتواء وتخفيف آثار الأزمة فى السودان، والبحث عن حلول سياسية لها، استضافت مصر قمة دول الجوار الأسبوع الماضي، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشارك رؤساء ورؤساء حكومات إفريقيا الوسطى وتشاد وإريتريا وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان فى القمة، بالقاهرة يوم 13 يوليو الجاري، وشارك كل من رئيس الاتحاد الإفريقى وأمين عام جامعة الدول العربية، فى أعمال القمة التى انتهت إلى وضع عدة توصيات واقعية وجادة تهدف إلى إنهاء الصراع والبحث فى إعادة الإعمار.

 رؤية مصر لإنهاء الحرب

وقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر، بقصر الاتحادية رؤية مصر لإنهاء الحرب قائلا: "اسمحوا لى أن اغتنم هذه الفرصة لأطرح على حضراتكم تصور مصر لخروج السودان من مأزقه الراهن الذى يرتكز على العناصر التالية:

 - مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء دون إبطاء، فى مفاوضات جادة تهدف للتوصل لوقف فورى ومستدام، لإطلاق النار.

- مطالبة كافة الأطراف السودانية، بتسهيل كافة المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة، لتوصيل تلك المساعدات، للمناطق الأكثر احتياجا داخل السودان ووضع آليات، تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفى الإغاثة الدولية لتمكينهم من أداء عملهم.

- إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوى السياسية والمدنية، وممثلى المرأة والشباب يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبى طموحات وتطلعات الشعب السودانى فى الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية.

- تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية على أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة.

حلول سلمية للقضايا العربية 

ويقول حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية وخبير الشؤون العربية والأفريقية، إن السياسة الخارجية المصرية متزنة وحكيمة، وَأضاف أن مصر حريصة على عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية واحترام سيادة الدول والبحث عن حلول سلمية لكافة القضايا العربية.

وأضاف فارس-خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تسعى إلى حل الأزمة في السودان بشكل سلمي وأن يكون الحل سوداني سوداني، كما تسعى إلى تجنيب السودان ويلات الحرب وحل الأزمة بين كافة الأطراف السودانية بشكل سياسي سلمي. 

وأشار فارس، إلى أن أمن السودان من أمن مصر، وبالتالي مصر حريصة كل الحرص أن يتم وقف إطلاق النار بالسودان، والدخول في حوار من أجل مصلحة السودان كدولة، وشعب. 

يتحقق الامن القومي في المنطقة 

ومن جانبه، قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، إن تطورات الأوضاع في السودان لا شك تحظى باهتمام بالغ من جانب الدولة المصرية، لأن أمن واستقرار السودان هو أمن واستقرار لمصر.

وأضاف حليمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن  الأمن القومي المصري والسوداني هما وجهان لعملة واحدة، لذلك الدور المصري فيما يتعلق بالسودان هو دور شديد الأهمية خاصة وأن الأمن في كلا البلدين ينعكس على الامن القومي في المنطقة سواء في إطاره العربي أو في الإطار الإفريقي وخاصة في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.

وأشار حليمة، إلى أن الدور المصري في هذا الصدد هو مع خيارات الشعب السوداني معقبا: ما يختاره الشعب السوداني الدولة المصرية تأييده وتدعمه، فلذلك كان هناك دور مصري للتواصل الي توافق وطني بين مكونات الشعب السوداني بكامله.

وسبق، وأكد الجانبان السعودي والتركي خلال زيارة الرئيس التركي إلى السعودية ولقائه ولي العهد محمد بن سلمان، أهمية التزام طرفي الصراع في السودان بوقف إطلاق النار الدائم والبناء على إعلان جدة.

وحث الجانبان طرفي الصراع على الالتزام بالحوار السياسي من أجل الوصول إلى حل مستدام للصراع، واتخاذ إجراءات ضرورية لتخفيف معاناة الشعب السوداني، حسبما نقلت "واس"، وذكرا أن حل الأزمة السودانية يمكن تحقيقه من خلال عملية سياسية سودانية داخلية فعلية تحترم سيادة ووحدة السودان، وتحافظ على مؤسسات الدولة السودانية.

 وشدد الجانبان السعودي والتركي على ضرورة تكثيف الجهود الدولية الداعمة للاستجابة الإنسانية بالسودان، وأهمية تخفيف المعاناة عن الشعب السوداني.