الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا تتدخل.. انقسام داخلي حاد يصل للمؤسسة العسكرية بإسرائيل.. ماذا يحدث؟

صدى البلد

حالة من الاستياء في العالم أجمع من الإصلاحات المعلنة في القضاء الإسرائيلي، والتي وافقت الكنيست على قسم منها حتى الان، وبالتحديد على سحب بعض صلاحيات القضاء الأعلى ومنحها لمجلس الوزراء، أي تغليب السياسة على القانون في بعض الأحيان، أي عندما يطال القانون إحدى الشخصيات الكبرى السياسية.

استمرار مظاهرات الإسرائيليين ضد حكومة "نتنياهو" قبل سفره بيوم إلى لندن |  الهيئة الوطنية للإعلام
انقسام في المجتمع الإسرائيلي

30 أسبوعاً من الاحتجاجات

واستمرت احتجاجات الإسرائيليين على مدى 30 أسبوعا، وامتدت آثارها إلى الجيش الإسرائيلي، إذ أعلن عسكريون في قوات الاحتياط الامتناع عن الخدمة، وهو ما حظي بتأييد رؤساء سابقين لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي وجهازي الموساد والأمن العام (الشاباك).

ويحذر المحللون من أن الاضطرابات الناجمة عن التعديلات القضائية في "إسرائيل"، ستتسبب بتراجع الاقتصاد الإسرائيلي وإضعاف قطاع التكنولوجيا.

وحذّر مستثمرون ومحللون إسرائيليون من أنّ الاقتصاد الإسرائيلي قد يشهد تراجعاً في تصنيفه الائتماني وتقلّص حجم الاستثمار الأجنبي فيه، بالإضافة إلى أداء أضعف لقطاع التكنولوجيا، إذا استمرّت الاضطرابات الناجمة عن التعديلات القضائية المثيرة للجدل، التي طرحتها حكومة نتنياهو.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد عجّلت في تمرير قانون تقليص "حجة المعقولية" بعد انسحاب المعارضة من جلسة الكنيست، مطلع الأسبوع الماضي.

وأثارت هذه الخطوة احتجاجات واسعة النطاق مع توقف كثيرين عن العمل، من أطباء وعاملين في شركات التكنولوجيا، ونزلوا إلى الشوارع للاحتجاج.

وانخفض الشيكل الإسرائيلي بأكثر من 2% مقابل الدولار في الأيام التي تلت الاحتجاجات، لتصل خسائره إلى ما يزيد على 9%، منذ طرح خطط التعديلات القضائية، للمرة الأولى في يناير الماضي.

ومن جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أن هناك تآكلاً في الشعور بالتماسك الداخلي في الجيش، محذرا من أن ذلك قد يؤثر على قدراته في المستقبل.

وأضاف جالانت خلال اجتماع أمني مغلق مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، أن الجيش مؤهل حاليا لأداء مهامه، لكنه يعاني من أزمة نتيجة للاضطرابات السياسية التي تشهدها إسرائيل.

كما قال "الجيش الإسرائيلي الآن مؤهل لأداء مهامه، لكن هناك ضررا قد يكون له تأثير على المدى الطويل. هناك شعور بأن التماسك الداخلي يتآكل". وشارك في المناقشة كبار المسؤولين في أجهزة المخابرات والأمن العام، حيث قدموا تقديرا للوضع الحالي وللتحديات التي تواجه إسرائيل على مختلف الجبهات.

وتصاعدت الأزمة، التي دخلت شهرها السابع، عندما أقر الكنيست يوم الاثنين الماضي أول تعديل، مقلصاً سلطات المحكمة العليا في إلغاء قرارات الحكومة ومثيراً مخاوف إزاء استقلال المحكمة.

إسرائيل: أكثر من 80 ألفا يتظاهرون في تل أبيب احتجاجا على "إصلاحات" قضائية -  BBC News عربي
انقسام في المجتمع الإسرائيلي

انقسام في المجتمع الإسرائيلي

وأثارت خطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية بشأن التعديلات القضائية احتجاجات غير مسبوقة مستمرة منذ شهور وأدت لانقسام شديد في المجتمع الإسرائيلي، وهزت ولاء بعض جنود الاحتياط.

لكن نتنياهو قال إن قرار الكنيست الحد من سلطات المحكمة العليا في إلغاء إجراءات الحكومة، الذي جاء في إطار خطط التعديلات القضائية المزمعة، لن يلحق الضرر بالديمقراطية في إسرائيل.

وقررت المحكمة العليا الإسرائيلية النظر في التماسات بشأن قانون إلغاء "ذريعة المعقولية"، وهو بند رئيسي في التعديلات القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو أقره الكنيست قبل أسبوع من عطلته الصيفية التي بدأت اليوم الاثنين.

وحددت المحكمة العليا الإسرائيلية 12 سبتمبر المقبل موعدا للنظر في التماسات عدة قدمت إليها لإلغاء القانون، وأعلنت أن هيئتها الكاملة المؤلفة من 15 قاضيا ستتولى هذه القضية.

وكانت المحكمة امتنعت الأسبوع الماضي عن إصدار أمر احترازي بتجميد سريان مفعول هذا القانون الذي أصبح نافذا بعدما سُجل رسميا في سجل القوانين الإسرائيلية.

من جهته، أعلن الكنيست في بيان أن عطلته الصيفية بدأت اليوم الاثنين وستستمر حتى 15 أكتوبر، المقبل. ومن المتوقع أن تستأنف الحكومة الإسرائيلية طرح التعديلات القضائية في الكنيست بعد العودة من العطلة الصيفية. وتسبب مشروع التعديلات القضائية -الذي اقترحته حكومة نتنياهو في يناير الماضي- بانقسام حاد وبواحدة من أكبر حركات الاحتجاج التي شهدتها إسرائيل.

من جانبه، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما وصفه بالتدخل الغربي في الاحتجاجات على التعديلات القضائية في إسرائيل.

وقال نتنياهو في مقابلة مع شبكة "فوكس" الأميركية بثت فجر اليوم الاثنين ونقلتها هيئة البث الإسرائيلية إن "العديد من القادة الأجانب لديهم آراء بشأن ما يحدث داخل إسرائيل، ولا بأس في ذلك، أنا لم أعلق قط على النقاشات الداخلية بالديمقراطيات الأخرى".

وتابع "لكل فرد رأيه بما يجري في إسرائيل، لكن ليس لديهم رأي في أعمال الشغب في فرنسا أو النقاشات التي تحدث في البلدان الأخرى". مضيفاً أن "الولايات المتحدة تشهد نقاشا كبيرا بين المحكمة العليا والسلطة التنفيذية في الوقت الحالي، وأنا لا أهتم بالتعليق على ذلك".

وكانت واشنطن وعواصم أوروبية عدة قد أعربت في الأشهر الأخيرة عن قلقها إزاء التطورات الداخلية في إسرائيل، ودعت الحكومة إلى التوافق مع المعارضة على مشاريع قوانين التعديلات القضائية.

وقال نتنياهو في المقابلة إن "الادعاء بأن الديمقراطية قد انتهت بعد إلغاء ذريعة المعقولية ادعاء مثير للسخرية، فما زالت هناك العديد من إمكانات التدخل لدى المحكمة العليا".

وأضاف أن "مفاوضات مطولة أجريت مع المعارضة واستمرت 3 أشهر، لكنها لم تسفر عن شيء"، ورأى أن المعارضة "خاضعة لأقلية صغيرة متطرفة هي من تنظم الاحتجاجات".

ومن جانبه، اعتبر الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن الاحتجاجات التي تشهدها إسرائيل وصلت إلى المؤسسة العسكرية، حيث هدد عددًا من ضباط الاحتياط بالتوقف عن العمل في الكثير من القطاعات، بدءًا من سلاح الطيران وحتى الوحدة 8200 من سلاح الاستخبارات الإسرائيلي.

وبحسب حديث أيمن الرقب، الضباط يتحدثون عن إضراب وإمكانية التوقف عن العمل، بسبب إصرار "نتنياهو" المضي قدمًا في إقرار ما يطلق عليه "التعديلات القضائية"، على الرغم من الغضب العارم في الشارع الإسرائيلي.

وأوضح أن حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع "نتنياهو" كان يهدف لدفعه لوقف إجراءاته بحق القضاء والمحاكم وإصراره على إحداث التغيير.