الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف يقع الإنسان في ظلم نفسه؟ علي جمعة يوضح

علي جمعة
علي جمعة

ما هو أشد أنواع الظلم ؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، مؤكدا أن الله نهانا عن الظلم، وأن الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، ومجاوزة الحد والميل عن العدل.

ما هو أشد أنواع الظلم ؟

وأوضح علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: الظلم في الشرع : عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل، فالتصرف في ملك الغير ظلم، ومطالبة الإنسان بأكثر مما عليه من واجبات ظلم، وإنقاص حق الإنسان ظلم، والاعتداء على أمن الناس بالضرب أو التخويف أو اللعن ظلم، والاعتداء على أموال الناس بالسرقة والغصب ظلم.

وبين أن أعظم ظلم في حق الإنسان هو القتل، قال تعالى : ﴿وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّى القَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾ [الإسراء :33]، وأعظم ظلم على الإطلاق الشرك بالله، لأنه أكبر مغالطة في وضع الشيء في غير موضعه، قال تعالى : ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان :13]، ومن الظلم منع المؤمنين من عبادة الله في المساجد وتخريبها، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة :114].

ويحذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الظلم فيقول : «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» [رواه البخاري ومسلم].

وأضاف علي جمعة أن المسلم قد يقع في الظلم في حقه نفسه، وذلك إذا فعل المعاصي والذنوب فيعرضها لعذاب الله، وقد يقع في الظلم في حق والديه، أو أقاربه، أو أصدقائه، أو جيرانه، أو حتى أعدائه وذلك بأن يمنع أحدهم حقًا من حقوقه، أو يحمله فوق طاقته.

وشدد على أن العدل قيمة عظيمة، وخلق يأمر به المسلم على كل حال، والظلم صفة خبيثة تؤدي بصاحبها إلى العذاب، والفارس النبيل ينبغي أن يتحلى بالعدل دائما، وخاصة في الغضب، رزقنا الله العدل في كل حال.

وعن قال قتادة –رحمه الله- في قوله {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} : إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواه ، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً ولكن الله يعظم من أمره ما شاء ، وقال : إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً ، واصطفى من الكلام ذكره ، واصطفى من الأرض المساجد ، واصطفى من الشهور رمضان ، واصطفى من الأيام يوم الجمعة ، واصطفى من الليالي ليلة القدر ، فعظموا ما عظم الله فإنما تعظم الأمور لما عظمها الله تعالى به عند أهل الفهم والعقل.[الدر المنثور-السيوطي]